ربما لا يفصل مدينة سرت الليبية عن الحرية من قبضة الدواعش الارهابيين إلا ساعات قليلة من الآن. حيث بدت فى الأفق نذر عملية الحسم على أيدى قوات الجيش الوطنى الليبى . فقد ذكرت مصادر عسكرية ليبية أن قوات الصاعقة تتمركز حاليا فى مدينة راس لانوف التى تبعد عن سرت 200 كيلو مترا فقط من ناحية الشرق. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الإمدادات العسكرية تتواصل لدعم الجيش الوطنى هناك حيث تقدمت كتيبة الصاعقة بقيادة العقيد ونيس بوخمادة من مدينة بنغازى باتجاه مدينة سرت لتنضم إلى باقى الوحدات العسكرية التى تتأهب لتحرير المدينة من قبضة الجماعات الإرهابية. ووفقا للعديد من الخبراء الاستراتيجيين، فإن السيطرة على راس لانوف تضمن الوصول إلى سرت والسيطرة عليها بنسبة لا تقل عن 70 ٪ . وذلك ليس لموقعها القريب من سرت فحسب ، بل لأن المطار الموجود فى راس لانوف يعتبر هو مفتاح المنطقة والسيطرة عليه تضمن السيطرة على القطاع الأعظم فى شرق ليبيا . ومن هذا المطار انطلقت أولى غارات الجيش لاستهداف مواقع تنظيم داعش الارهابى وحماية المدنيين ممن شرورهم . و بالاضافة إلى القاعدة الجوية ، فإنه وبوصول قوات الصاعقة إلى مدينة رأس لانوف يبسط الجيش الليبى سيطرته على موانئ الهلال النفطى "البريقة، رأس لانوف، السدرة"،و يصبح تحت يديه أحد أهم مراكز قوة ودعم الارهابيين بالنفط والمال . أما عن واقع الحال فى سرت ، فقد أفادت الأنباء بأن الأهالى بدأوا فى النزوح من المدينة والهرب منها بعدما باتت الحرب على الأبواب ، إلا أن مسلحى التنظيم الارهابى تصدوا لمحاولات هروب المدنيين بالقوة ومنعوهم عن الخروج من المدينة لاستخدامهم، على الأرجح ، كدروع بشرية تقيهم قصف الجيش الوطنى . وطيلة الأسابيع الماضية ، حقق الجيش الليبى سيطرته على أهم المواقع النفطية فى شرق ليبيا وهى مناطق مرادة وزلة وحقل تيبستى والمبروك وجنوب النوفلية. مع العلم أنه لم يتبق للدواعش سوي منطقة بن جواد، والنوفلية، وهراوة وسرت. وحتى لحظات كتابة هذه السطور، فإن الغارات الجوية على مراكز تجمع مسلحى داعش مستمرة وبقوة مما يؤكد أن المعركة على موعد مع الحسم قريبا جدا. ولعل من أهم مايبشر بانتصار الجيش الوطنى فى الحسم هذه المرة هو أن الجهد هو من الجيش الليبى وحده الذى يعمل بلا دعم من اى طرف خارجي. وهذا ما أعلنه صراحة العقيد محمد المنفور آمر غرفة العمليات الجوية وقاعدة بنينا الجوية. فقد نقلت عنه وكالات الأنباء العالمية قوله أنه لا وجود لأى مساعدات خارجية للجيش الليبى فى حربه ضد الاٍرهاب فى مدينة سرت. وهذا يعنى أن ساعة الحسم اقتربت فى سرت. وأن على المجتمع الدولى أن يكون أكثر عدلا فى التعامل مع الجيش الليبى الذى يحارب الإرهاب، وألا يظل فى تعامله بإزدواجية مع الوضع الليبي.