صرح يوليوس جورج لوى السفير الألمانى فى القاهرة أمس بأن مصر تلعب دورا محوريا فى المنطقة وأن سلسلة الزيارات لكبار المسئولين الألمان وممثلى الهيئات البرلمانية لمصر ، ومنها زيارة زجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد الاتحادى التى التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، تعد أكبر دليل على الاهتمام الاقتصادى والسياسى من الجانب الألمانى لمصر حيث تم توقيع خمس مذكرات تفاهم خلال هذه الزيارات، مشيرا إلى ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا فى العام الماضى الذى وصل إلى 5 مليارات يورو. وقال السفير الألمانى خلال مؤتمر صحفى عقده أمس فى القاهرة إنه تم خلال الزيارات مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بقضايا الاستثمار و الإرهاب والمجتمع المدنى والحقوق الأساسية، موضحا أن مسألة التعاون الأمنى بين البلدين كان قاسما مشتركا فى المفاوضات وهناك اهتمام كبير من الجانب الألمانى بمساعدة مصر فى تأمين حدودها لمنع تغلغل العناصر الإرهابية، حيث يتم حاليا مناقشة التفاصيل النهائية للاتفاقيات الأمنية وحين الانتهاء منها سيتم الإعلان عنها. وأكد السفير أن بلاده تولى اهتماما شديد بقضايا المجتمع المدنى، ولذلك تتحدث الوفود الألمانية خلال زياراتها لكل دول العالم مع ممثلى المجتمع المدنى وليس فى مصر فقط لأنه يعطى ردود أفعال حول ما يحدث فى المجتمع لصانع القرار السياسى. وأوضح السفير الألمانى أن التحدث فى أمور المجتمع المدنى فى مصر لا يعتبر إطلاقا تدخلا من الجانب الألمانى فى الشأن المصرى، ولكن حرصا على استقرار البلاد لأننا نرى أن العلاقة الطيبة بين المجتمع المدنى والحكومة هى جوهر هذا الاستقرار. كما أنه من الخطأ أن تقتصر العلاقات الثنائية بين الدولتين على العلاقات الرسمية لأن العلاقة الطيبة بين المجتمع المدنى المصرى ونظيره الألمانى دليل على العلاقة الطيبة بين البلدين، كما أن المستثمرين يسألون عن أوضاع حقوق الإنسان فى البلاد التى يقيمون بها مشروعات استثمارية. وردا على سؤال «للأهرام» حول احتمال أن تعلن ألمانيا جماعة «الإخوان» جماعة إرهابية خاصة بعد الإجراءات الأخيرة التى أعلنها رئيس جهاز المخابرات الألمانى لحماية البلاد من هجمات إرهابية محتملة من بينها وضع 90 مسجدا تحت الرقابة، أجاب لوى قائلا : «إن لدينا فى ألمانيا تقديرا كبيرا للحرية وحرية الأديان، ولكن هذه الحرية تنتهى حين يتجاوز الحد من الانتقال من السلم إلى العنف. واتضح فى الفترة الأخيرة أن هناك مساجد فى ألمانيا تروج للعنف والكراهية تجاه الدولة ، لذلك كان على الحكومة اتخاذ التدابير لمواجهة هذه الظاهرة والأمر سيقتصر على المساجد المشتبه فيها فقط. كما أن الدولة تراقب العناصر الشبابية التى تتلقى تدريبات على ممارسة العنف فى الخارج». وأضاف السفير قائلا: «بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فنحن لا ننظر إليها على أنها كتلة واحدة ولكنها تضم مجموعات متفاوتة، وربما يكون هناك مجموعات داخل الإخوان تدعو فعلا للعنف وهذه نتعامل معها ونواجهها». و فيما يتعلق بالسياحة الألمانية لمصر ، فأوضح السفير أن مليون سائح ألمانى زاروا القاهرة خلال العام الماضى وهو رقم أقل من المعتاد، ولكنه مرشح أيضا للانخفاض خلال العام الحالى بسبب العديد من الأحداث ومنها واقعة سقوط الطائرة الروسية، مشيرا إلى أن الجانب الألمانى يتعاون مع الجانب المصرى فى الوصول إلى أفضل الطرق لتأمين المطارات، ويجب أن نضع فى الاعتبار أن المانيا لم تحظر الطيران إلى مصر بعد حادث شرم الشيخ باستثناء منع شحن الأمتعة على نفس طائرات الركاب. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك زيارة مرتقبة للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل لمصر، أجاب السفير الألمانى بأنه تم توجيه دعوة رسمية لها بالفعل ويتم دراستها فى الوقت الراهن.