ناقش المؤتمر الحادى والعشرون للجمعية المصرية للصدر والحساسية مؤخرا تأثير الأمراض الباطنية المختلفة وعلاجاتها على الجهاز التنفسى وعلى الرئتين على وجه التحديد. د. نبيل الدبركى رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية المصرية للصدر والحساسية أكد أن المؤتمر يركز على الرئتين باعتبارهما مصدر إمداد الجسم بالأكسجين الذى يمثل الطاقة الرئيسية للجسم، كما أنهما محطة تخليص الدم من ثانى أكسيد الكربون الذى يمثل مخلفات عمليات البناء المختلفة فى الجسم، وبالتالى فإن أى مشكلة فى أجهزة ووظائف الجسم المختلفة ستؤثر على الرئة ووظائفها.وتحدث عن الفشل الكلوى وتأثيره على الرئة، موضحا أنه يسبب احتقانا شديدا وارتشاح مياه داخل الحويصلات الهوائية، مما يسبب صعوبة فى التنفس، الأمر الذى قد يحتاج لنقل المريض إلى الرعاية المركزة إذا لم يستجب لمدرات البول. وأكد د. نبيل الدبركى أن الفشل الكلوى يتسبب فى توقف التنفس أثناء النوم، كما يسبب انسكاب المياه فى الغشاء البللورى ( مياه على الرئة )، كما يُحدث التهابات فى الغشاء البللورى تؤدى إلى التصاقات فى هذا الغشاء وانحصار المياه فى أماكن محددة، وفى بعض الحالات يحدث تليفات فى الغشاء البللورى. ومن مخاطر الفشل الكلوى أيضا أنه يسبب زيادة الكالسيوم فى الدم وزيادة إفراز الفوسفات لأن الكلية تكون غير قادرة على تنشيط فيتامين D3 ، مما يتسبب فى زيادة نشاط الغدة "الجار درقية" أو غدة (الباراسيرويد) التى تزيد الفوسفات والكالسيوم فى الدم فيترسب الكالسيوم على الرئتين، وتفقد الرئة قدرتها على الحركة والاتساع فتقل وظائفها. كما ألقى الضوء على حالات زرع الكلى، مشيرا إلى أن هذه الحالات تكون أكثر عرضة للالتهابات الميكروبية الغريبة، التى تؤدى إلى نزيف فى الحويصلات الهوائية أو تجلطات فى الرئة، وقد تتسبب مثبطات الجهاز المناعى لفترات طويلة فى حدوث أورام خبيثة بالرئتين والجهاز الليمفاوى. د. علاء شلبى سكرتير عام المؤتمر وأستاذ الأمراض الصدرية بالقاهرة تحدث عن مرض التهاب الأوعية الدموية بالجسم وتأثيره على الجهاز التنفسى، موضحا أنه يسبب نزيفا رئويا وجلطات فى الرئة، كما يتسبب فى التهاب حاد فى أنسجة الرئة وحدوث خراريج وتكهوفات بها. ودعا إلى ضرورة التفرقة بين أعراض المرض وبين الأعراض التى يسببها العلاج الذى يعتمد على مثبطات لجهاز المناعة مثل الكورتيزون والتى قد تتسبب فى مشاكل أخرى بخلاف مشاكل التهاب الأوعية الدموية نفسه. د. مصطفى الشاذلى أستاذ الأمراض الصدرية بالقاهرة تناول الحديث عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوى لدى حالات الأمراض الروماتيزمية، وخاصة مرضى الذئبة والسكيودرما، حيث يسبب لهم تليفات فى الرئتين ويؤثر على شرايين الرئة والأوردة وعضلات القلب، وأوضح أن نسبة مرضى ارتفاع ضغط الشريان الرئوى بلغت 25% من المصابين بالأمراض الروماتيزمية، محذرا من ارتفاع هذه النسبة كل عام بمعدل 1%. د. محمد عبد الحكيم النادى أستاذ الأمراض الصدرية بقصر العينى تحدث عن الجديد فى أجهزة التنفس الصناعى للمرضى الذين يعانون من تأثر وظائف الرئة والتنفس بسبب الالتهابات الرئوية أو الكدمات فى نسيج الرئة، موضحا أن تغيير كميات الهواء والمحاليل التى تُوضع للمريض عن طريق أجهزة التنفس الصناعى، لها تأثير كبير فى تحسن النتائج النهائية للمرضى وانخفاض نسب وفياتهم. وأشار إلى أنه قبل عام 2012 كان المرضى على أجهزة التنفس الصناعى يحصلون على كمية هواء تعادل 10 أضعاف وزنهم، فإذا كان وزن المريض 100 كيلوجرام يحصل على 1000سم (لتر) من الهواء فى النفس الواحد، أما اليوم فقد انخفض ذلك الرقم إلى ستة أضعاف وزن المريض فقط، أى 600سم فى النفس الواحد بدلا من لتر هواء، ووجدوا أن هذه الكمية من الهواء تحافظ على نسيج الرئة ولاتُعرّض المريض لصدمات ضغطية أو هواء زائد يدخل إلى الحويصلات الهوائية ويجعلها لا تعمل بصورة طبيعية. د. إيمان كمال بقسم الأمراض الصدرية بقصر العينى عرضت تأثير نوعين من الأنيميا (فقر الدم) على الرئة، وهما أنيميا البحر المتوسط والأنيميا المنجلية، موضحة أنهما يتسببان فى أعراض حادة مثل الالتهابات الشديدة خاصة لحالات الالتهاب الرئوى، وجلطات فى الرئة وضيق شديد فى الشعب الهوائية. د. إيرين صبرى أستاذ مساعد الأمراض الصدرية بقصر العينى تناولت الحديث عن علاقة بعض الأمراض المناعية بالجهاز التنفسى مثل أمراض الغدة الدرقية، وركزت على مرض السكر وعلاقته بالرئة وبالالتهابات الدرنية.