فى استجابة سريعة لما نشرته «تحقيقات الأهرام» الثلاثاء الماضى بعنوان «كوابيس الآثار الغارقة تطارد الإسكندرية والإهمال يغلق ثلاثة متاحف عالمية» الذى تناول إنشاء متحف عالمى للآثار الغارقة المنتشلة من الميناء الشرقى وخليج أبى قير فى مقدمتها المدن والأحياء الغارقة ومجموعات عديدة من الآثار الهامة منذ أوائل العصور الفرعونية وحتى الحرب العالمية الثانية عبارة عن تمثال نادر لأبى الهول ومجموعة أخرى منفردة لعدد من التماثيل وبقايا تماثيل وعملات وحلى وأوان وأمفورات وأرصفة وموان تحت الماء وكتل من عمود السوارى وجزء من فنار الإسكندرية أحد عجائب الدنيا السبع وموقع قلعة قايتباى الذى يحتوى على ثلاثة آلاف قطعة أثرية وأسطول نابليون الذى يضم سبع سفن حربية و 139 مدفعاً والسفينة باتريوت وطائرة إنجليزية و غيرها من الآثار النادرة والتاريخية التى تجعل المتحف قبلةً عالميةً للسائحين الأجانب والعرب و تضع المدينة فى موقع متميز على خريطة السياحة العالمية. يخلق المتحف بجانبه سياحة رياضات الغوص واليخوت التى تفتح باباً كبيراً للدخل القومى يقدر بعشرات المليارات من العملة الصعبة من هذه السياحة التى لا تتأثر بالإرهاب والأحداث الداخلية للبلاد لكون السائح يأتى ويذهب من سواحل البحر الأبيض المتوسط المؤمنة تماماً بأسطولنا البحرى بشهادة دول العالم التى قدم بعضها المنح لإجراء الدراسات والأبحاث التى بدأت فى عام 2009 لإنشاء المتحف خلال 6 سنوات ولكنه توقف فى أحداث ثورة يناير لعدم الاستقرار السياسى بالإضافة إلى غلق ثلاثة متاحف عالمية من قبل وبعد الثورة مما أثر سلبياً على السياحة الأجنبية والداخلية بالمدينة وفور النشر قام المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية بجولة داخل بعض المتاحف للتعرف على مشاكلها لتذليلها مؤكداً أن وزير الآثار وعد بتدبير 60 مليون جنيه لإنهاء إنشاءات متحف الموازييك وتوفير موارد مالية لترميم وصيانة المتحفين اليونانى الرومانى والبحرى . فقد أكد المحافظ المهندس محمد عبدالظاهر فى تصريحات خاصة استجابةً لما نشرته «تحقيقات الأهرام» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كلف الحكومة بدفع العمل بالمشروعات المتوقفة التى بدأ تنفيذها منذ أعوام وتعرقلت نظراً للظروف الاقتصادية التى مرت بها الدولة و أن المتاحف والمشروعات الأثرية المتوقفة بالإسكندرية فى مقدمة الأولويات لاستكمالها لتدعيم و جذب السياحة العالمية التى تأثرت الفترة السابقة رغم أن المدينة تضم العديد من المقومات السياحية والأثرية التى تؤهلها أن تكون فى مقدمة المدن السياحية على الخريطة العالمية ، فقد تمكن خبراء الآثار الغارقة المصريون والفرنسيون خلال الفترة الماضية من انتشال السفينة باتريوت وهى سفينة القيادة فى أسطول نابليون الذى غرق فى ساحل أبى قير موضحاً أنه تقدم مجموعة مستثمرين مصريين وغيرهم بدراسات وعروض لإنشاء متحف للآثار الغارقة التى تم انتشالها تصل تكلفته إلى أكثر من 150 مليون دولار، وأنه بالتنسيق مع وزارتى الآثار والسياحة سيتم دراسة العروض لاختيار الأنسب والذى يليق بتراث وآثار وحضارة المدينة وعظمتها التاريخية بحيث يتحمل المستثمرون تكاليف تنفيذ المتحف مقابل تخصيص جزءٍ من عائده المادى لهم لفترة محددة يتم الاتفاق عليها, وأكد المحافظ أن الإسكندرية فى حاجة ضرورية لهذا المتحف الذى يميزها عن مدن البحر الأبيض حيث ان إبقاء الآثار الغارقة فى مكانها وزيارتها تحت الماء فى بيئتها البحرية سيجعل من زيارة السائح لها ليست مجرد زيارة فهى ليست آثاراً فرعونية ومصرية فقط بل منها اليونانية والرومانية والقبطية والعربية وحضارات متنوعة يصبح زيارتها متعةً للسائح وترويجاً عن النفس ومظهراً حضرياً يليق بمكانة مصر الأثرية و تاريخها العريق ، كما أنه سيعرض من بين الآثار المهمة قصر كليوباترا ومنارة الإسكندرية الأسطورية والمتحف سيتكون من جزءين الرئيسى سيكون مبنى مغمورا كلياً تحت سطح البحر داخل أنابيب زجاجية شفافة تكون عبارةً عن رحلة يمر بها السائحون لمشاهدة الآثار والمدن والأحياء الغارقة مما يشجع على إقامة مراكز للغوص لرؤية الكنوز الأثرية أسفل مياه البحر والمبنى الآخر فوق سطح الماء ستعرض فيه مجموعة متنوعة من الآثار المختلفة المستخرجة من المواقع الاثرية المجاورة , وأن أغلبية الآثار الغارقة تقع فى منطقتى الميناء الشرقى وقلعة قايتباى اللتين تعتبران من أهم المعالم السياحية والترفيهية والاقتصادية بالمدينة وتقع حولهما تجمعات سكنية ومناطق تجارية تضفى عليهما مميزات وخلق فرص عمل جديدة بعد إنشاء المتحف, مشيراً إلى أنه خلال السنوات السابقة تقدم أحد أشهر بيوت الأزياء الفرنسية بمشروع لإقامة منطقة سياحية فى الميناء الشرقى عبارة عن مبنى يمتد فى العمق لستة أمتار ويرتفع ثلاثة أمتار تكلفته نحو 220مليون دولار وغيرها من العروض الأجنبية . وعن المتآحف المغلقة قال المهندس محمد عبدالظاهر أنه قرر تشكيل لجنة علمية وفنية تضم خبراء من الآثار والسياحة لسرعة الانتهاء من تطوير وصيانة هذه المتاحف لفتحها أمام السائحين والزائرين وأنه قام بجولة تفقدية للمتحف اليونانى الرومانى المغلق لأعمال التطوير والصيانة التى تقوم بها بعثة ألمانية, وأنه بالتنسيق مع وزارتى الآثار والثقافة تقرر افتتاح المسرح المكشوف بالمتحف قبل الصيف لعرض أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية للجمهور,وان لهذا المتحف أهمية عالمية حيث أفتتحه الخديوى إسماعيل عام 1892 لتوضع به بعض المصنوعات اليدوية اليونانية و مجموعة من العملات و يرجع معظم المجموعات الموجودة به للقرن الثالث قبل الميلاد وحتى الثالث الميلادى التى تشمل عصر البطالمة والرومان ويوجد به رأسان من الرخام يمثلان يوليوس قيصر والأسكندر الأكبر ,أما عن المتحف البحرى إنه سيتم تدابير الموارد المالية لترميمه وصيانته لعرض به الآثار والقطع البحرية حتى يشاهدها كل المصريين. وأكد المهندس محمد عبدالظاهر أن متحف الموازييك الذى يتم إنشاؤه فى معبد الرأس السوداء بمنطقة باب شرق بوسط المدينة له أهمية خاصة حيث انه الوحيد على مستوى الجمهورية لضمه قطع الفسيسفاء النادرة من المتاحف والتى عثر عليها فى شارع شامبليون التى تمثل مشهداً أسطورياً للببغاء وحيوانات خرافية نادرة وأرضية أقدم منزلين عثر عليهما , كما يضم المتحف لوحة تمثل الإلهة ميدوزا وهى كائن خرافى وهذه النوعية كانت توضع فى قاعات الطعام الرومانية وأكد أنه تم الانتهاء من ترميم القطع الأثرية التى ستعرض بمتحف الموزاييك مؤكداً أن الدكتور خالد عنانى وزير الآثار وافق على تدبير المخصصات المالية التى تصل إلى 60 مليون جنيه للانتهاء من أعمال الإنشاءات والتأسيس المتوقفة منذ سنوات وأن المتحف سيضم مسرحاً ثقافياً وجزءاً متحفياً تحت الأرض ولاندسكيب مؤكداً أن هذه المشروعات ستؤدى إلى إنعاش الحركة السياحية العالمية بالمدينة والتى تدر دخلاً بالعملات الصعبة ,ولتوقعه بزيادة الأفواج السياحية التى تأتى للإسكندرية من خلال البواخر والسفن عن طريق الميناء البحرى وضع خطة أمنية بالتنسيق مع قيادات مديرية الأمن لتأمين السائحين وتحديد مسارات خاصة لوصولهم إلى المناطق الأثرية والمتاحف وأماكن الزيارات بسرعة.