برعاية الأممالمتحدة، انطلقت فى الكويت أمس الجولة الثالثة من مفاوضات السلام بين طرفى الأزمة اليمنية، وسط صعوبات جمة بدت ملامحها فى الجلسة التمهيدية التى عقدت مساء أمس الأول، وكان أبرزها تاقض المواقف والشروط المسبقة وخروقات الهدنة، الأمر الذى يهدد بفشل المفاوضات برمتها. المفاوضات التى ظلت معلقة 4 أيام انتظارا لمشاركة وفد المتمردين الحوثيين وأنصار صالح، سبقها تهديد من جانب الحوثيين بعدم الحضور إلا بعد وقف الحرب والحصول على ضمانات من الأممالمتحدة بعدم فرض أجندة مسبقة على المشاورات، فيما يتمسك الوفد الحكومى اليمنى بالبناء على قرار الأممالمتحدة ذى الصلة رقم 2216. وأوضحت كلمات المتحدثين من الأطراف اليمنية تباعد الرؤى والأهداف بين الحكومة اليمنية الشرعية ووفد الانقلابيين، الأمر الذى يحمل فى طياته فشلا لهذه الجولة، خاصة وأن الهدنة التى تم التوصل إليها لتهيئة الأجواء للمشاورات يتم خرقها يوميا، ويلقى كل طرف بالمسئولية على الطرف الآخر . وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومى المفاوض عبد الملك المخلافي، فى جلسة أمس الأول، أن الوفد وبرغم كل شيء جاء إلى الكويت حرصا على السلام، وبناء على النقاط الخمس التى أكد عليها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، وانتظر 4 أيام متتالية حرصا على السلام لأن اليمن أحوج ما تكون للسلام والتعايش وكل الأوهام ستزول وستبقى الحقائق واضحة دون إقصاء أو عنف أو طائفية. وقال المخلافى فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية للمشاورات ، إن الحكومة لم تختر الحرب وتدعو دائما إلى التعايش ولكن دون سلاح ودون انقلابات، مشيرا إلى أن الدولة هى الوحيدة المخولة بامتلاك السلاح . وأضاف أنه على الرغم من كل ما حدث وما افتعله الانقلابيون من عراقيل فى طريق السلام إلا أننا نؤكد حرصنا الدائم لإحلال السلام فى اليمن المرتكز على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار رقم 2216 . وأكد وزير الخارجية أنه لا مجال للمناورات وافتعال العقبات ولابد من العمل بحس وطنى عال، مجددا تأكيده لوفد الأممالمتحدة أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأى تغيير فى الأجندات المتفق عليها، وعلى الاتفاقات أن تبقى كما هى بدون أى تغيير. ومن جانبه، قال عبد العزيز جبارى نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية والتأمينات وعضو الوفد اليمني، إن الوفد حضر للكويت ولديه الرغبة للوصول إلى سلام مبنى على عودة مؤسسات الدولة من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطنى . وأكد أن الحكومة لديها الرغبة فى صنع السلام وتتمنى أن يكون الطرف الآخر لديه نفس الرغبة فى ذلك ووقف نزيف الدماء، مشيرا إلى أن الحرب يشعلها الفاشلون والمغامرون والسلام يصنعه الشجعان والعقلاء. وفى السياق المقابل، طالب وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبى العام بضرورة البدء فى تثبيت وقف إطلاق النار قبل الدخول فى أى نقاش وتنفيذ كامل لبند وقف إطلاق النار . وأبدى الوفد تحفظه الكامل على ما يسمى بالبنود الخمسة المطروحة من قبل الطرف الآخر والتى تبناها ولد الشيخ حتى يتضح مسارها وآليات عملها وكيف البدء بالأولويات، وقال الوفد فى كلمته:"لم نأت لنسلم سلاحنا ومصيرنا لأعدائنا وحاضرون للسلام الحقيقى والتوافق بين اليمنيين". وأوضح الوفد أن وقف إطلاق النار ليس مسألة إجرائية ولكنها مسألة توفر إرادة هل الطرف الآخر جاد فى ذلك أم لا،مشيرا إلى أن الطرفين خاضا تجربتين سابقتين فشلتا مطالبا بالبدء بالحل السياسى وعليه تبنى بقية الخطوات الأخرى الإجرائية. ونقلت وكالة خبر للأنباء التابعة لحزب المؤتمر عن مسئولين بالحزب وأنصار الله أن الوفد الوطنى وافق على السفر للكويت بعد فوات الموعد المتفق عليه يوم الاثنين الماضى نتيجة ضمانات بتثبيت وقف إطلاق النار وأخرى تتعلق بأجندة المفاوضات. وأكد المسئولان أن الضمانات التى تدخلت فيها الأممالمتحدة ودول خليجية وروسيا تتضمن أن الوفد الوطنى لن يكون ملزما بأى أجندة لم يتم التوافق عليها مسبقا. وسعت ميليشيات الحوثيين وصالح إلى تحقيق أى انتصار يدعم موقفهم الضعيف فى المشاورات والالتفاف على قرار مجلس الأمن بوضع شروط تسبق تنفيذ القرار وتجعلهم موجودين فى أى تسوية سياسية قادمة.وفى لندن، رحب وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند بانطلاق محادثات السلام اليمنية، داعيا جميع الأطراف إلى الاتفاق على سبيل لإنهاء الصراع. وقال إن "الحل السياسى هو وحده الكفيل بإنهاء الصراع فى اليمن، ومحادثات السلام خطوة أولى مهمة تجاه التوصل إلى تسوية، وتوفر أفضل فرصة لإحلال السلام والاستقرار فى اليمن اللذين يستحقهما الشعب اليمني". وأضاف "أحث كافة المشاركين على طاولة المحادثات الاتفاق على سبيل لإنهاء الصراع، ومعالجة الوضع الإنساني، وإتاحة عودة الحكومة اليمنية الشرعية".