في أحد أيام شهر إبريل عام 2003 تجرع العرب كأس الهزيمة المرة ،وعانوا أشد مشاعر الإحباط ،فقد ظلت أمريكا وإنجلترا تقصفان العراق لمدة شهر كامل عن طريق الجو وأبدت القوات العراقية صمودا غير متوقع ،أحيا في نفوسنا الأمل في النصر،وتوعد العراقيون القوات المغيرة بحرب برية شرسة يذيقونهم فيها ألوانا من العذاب ،ولكن ما إن بدأت الحرب البرية حتى سقطت بغداد في ساعات معدودة ،سقوطا سريعا مروعا مفجعا ،أجرى دموعنا ،وأصاب كرامة كل عربي في مقتل ،فذكرتني هذه الواقعة بسقوط الأندلس ثم سقوط القدس ،فوجدت نفسي أكتب قصيدة سميتها "رثاء بغداد" أقول فيها : بغداد يا نجم العلا بغداد يا رمز الندى يا دار الرشيد الأعظم بالمجد كان توسدا يا مهد معتصم الذي أضحى مثالا للفدا حين استغاثت حرة عن عرضها لبى الندا فحمى بسيف ليجلل العار العدا أنت التى فقتِ الذرى وبلغتِ بالمجد المدى للعلم كنت منارة ً وأفضت نورا بالهدى للفقه كنت مثابةً وأبو حنيفة أرشدا بالفن زنت حضارة بالموصلي إذا شدا كم في سماكِ تلألأ نجم علا وتفرَّدا كم ذا تغنى شاعر أشجي رُباك وغرِّدا فالبحترى تألق وأبو نواس أنشدا أنت التى لا تنحنى مهما قسا قلب الردَي للروم كنت مقابرا بالعُرْب طلت الفرقدا واليوم بت مراتع للغاصبين ومرقدا فإذا ببوش عربدا وإذا بلير توغدا دار السلام تروعت والأمن صار مبددا والآن صرت مغانم للمعتدى ومنتدى كيف الأسود تخاذلت حين البغاث استأسدا والنذل فيك تسيدا والحر منك استعبدا كيف الهزيمة أطبقت والنصر كان مؤكدا ومن كان يحسب أن ترى يوما كئيبا أسودا تكوي العروبة ناره هيهات أن تتبردا يبقى طوال الدهر لا ينسى ولا يُتعودَّا يدمي القلوب بأدمع الجفن منها تسهدا سيكون دوما غُصَّة في الحلق لن تستنفدا يا أخت أندلس التي بالأمس كانت مسجدا اليوم صرت أسيرة والقدس بات مقيدا فالخطب فيك تعاظم والجرح منك تجددا والكُلم كان مفرقا واليوم صار موحَّدا لله درُّك من رُبا فيك الحسين استشهدا فيك المصاب المؤلم في كربلاء تجددا يا بنت منصورٍ غدًا سيعود يومك أسعدا سأعيش أنشد نصرَك ما راح طيرٌ أو غدا لمزيد من مقالات صبرى زمزم