اثنا عشر عاما، هى كل ما لديها من سنوات، لم تستطع منحها القوة اللازمة لمواجهة أوجاعها، رودينا تتألم، الأطباء يشخصون آلامها، جراحة عاجلة للزائدة، الأمر يبدو يسيرا، آلاف الأطباء قد أجروا مثل تلك العملية ونجحت، ما من مخاطرة من اجراء تلك الجراحة، ربما جالت كل تلك الأفكار بخيال الأم حينما مرضت ابنتها وقبل أن تتخذ القرار، وتتركها بين يدى أطباء مستشفى كفر الزيات العام لاستئصال الزائدة، رودينا دخلت المستشفى فى الساعة الرابعة عصر يوم الخميس الموافق 2 مايو لعام 2003، لا تشتكى إلا الزائدة، خرجت من غرفة العمليات وليس من المستشفى فى الحادية عشرة مساء ذلك اليوم، فى غيبوبة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، اصيبت بضمور فى المخ وشلل فى الاطراف وفقدان للنطق. فتحية ابراهيم عزب والدة رودينا تروى بداية القصة التى تعود الى توقف جهاز الأكسجين أثناء إجراء العملية، مما أدى الى توقف القلب، ومن ثم عدم وصول الاكسجين للمخ، وهو ما تسبب فى دخولها فى غيبوبة، لم تشف منها حتى هذه اللحظة وتضيف السيدة فتحية، تم نقلها لمعهد ناصر فى 4 يونيو وخرجت وهى مصابة بشلل فى الاطراف وضمور فى المخ، ومن وقتها وانا وأعرضها على آطباء المخ والاعصاب، والد رودينا لم يتحمل ما حدث لابنته، فأصيب بجلطة فى المخ هو الآخر، لتبقى الأم، السيدة فتحية تواجه مأساتها وحدها، تبحث عن علاج لإبنتها وزوجها، حتى باعت الأرض والسيارة وأثاث منزلهما، لتستطيع توفير مصروفات العلاج، التقارير الطبية تشير الى إمكانية شفاء رودينا فى حال تم زرع خلايا جذعية لها، رودينا بحاجة الى 6 حقن خلايا جذعية، سعر الحقنة الواحدة 6400 جنيه، لكن الأم التى لم تجد سوى بيع الخضر فى إحدى الأسواق ولم يعد لديها ما تستطيع بيعه لتشترى دواء ابنتها وزوجها المريض وأطفالها الثلاثة وإيجار الشقة. وتختتم السيدة حديثها قائلة عرضت كليتى للبيع فى مقابل توفير ثمن دواء ابنتي، لكنى لم أجد مشتريا.