لا أظن أن القمة المصرية الموريتانية التى شهدتها القاهرة أول أمس (الأحد) بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الموريتانى محمد ولد عبد العزيز تأتى بمنأى عن القمة المصرية السعودية المرتقبة بمصر بعد غد (الخميس) بين الرئيس السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز ,ولا القمة العربية المزمع عقدها على الأراضى الموريتانية فى شهر يوليو المقبل . فزيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر لا تدشن - فى اعتقادى- عهداً جديداً من الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض فحسب ,ولكنها تؤكد أسسا استراتيجية مهمة لأمننا القومى فى ظل ظروف إقليمية صعبة تشهدها منطقتنا ,وتحيى الأمل فى إمكان التصدى لتحديات جسيمة تواجه أمتنا ,ومؤامرات خبيثة تحاك لدولنا .. وهى أيضا - فى تقديرى - خير تمهيد للقمة العربية الدورية السابعة والعشرين التى اعتذرت المغرب عن استضافتها لعدم توافر شروط نجاحها والظروف الموضوعية للخروج بقرارات تستجيب لتطلعات شعوبنا - طبقا للبيان المغربى الرسمى - وتجرى موريتانيا الآن الاستعدادات اللازمة على قدم وساق لإتمامها على أراضيها . لقد روجوا لإلغاء وتأجيل زيارةالملك سلمان لمصر ,وأشاعوا لوجود خلافات بين القاهرة والرياض ,وسعوا بدأب وخبث للوقيعة بينهما .. ولكن ها هى الزيارة ستتم فى موعدها دون تأجيل أو إلغاء، وها هو الملك سلمان سيشهد خلال الزيارة توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون ومشروعات استثمارية جديدة برءوس أموال تزيد على 60 مليار جنيه - مما سيضع المملكة السعودية على رأس قائمة الدول المستثمرة بمصر ويجعلها تتجاوز ترتيب المملكة المتحدة التى تعد أكبر مستثمر أجنبى فى السوق المصرية - لتؤكد قوة ومتانة وخصوصية العلاقات بين البلدين وحرص قادتهماعلى تعميقها وتنميتها ,وتقضى على أوهام المتآمرين ,وتقطع ألسنة المزايدين والحاقدين والمتربصين الذين لا يريدون خيرا لمصر ولا للسعودية ولا لأمتنا العربية بأسرها !! وإننى على يقين أن الزيارة ستشهد أيضا تنسيقاً وتعاوناً غير مسبوق لمواجهة مخاطر الإرهاب ,وشبح التقسيم ,وحالة التفكك التى تواجه المنطقة العربية .. لتعود القاهرة - كما كانت وكما ستظل دائما - محوراً رئيسيا للثقل الإقليمى والدولى ومركزاً أساسياً للتنسيق العربى .. رغم أنف الخبثاء والسفهاء !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي