تأسست شركة "موساك فونسيكا" للمحاماة فى بنما، واشتهرت بتسهيل عمليات التهرب الضريبى على المستوى الدولي. وجاء تأسيسها على يد اثنين من عتاولة القانون : الأول يورجن موساك الذى أنشأ الشركة قبل 30 عاما، وقد ولد موساك فى 1948 فى ألمانيا، وذلك قبل أن يهاجر إلى بنما مع عائلته حيث حصل على شهادة فى القانون، وخدم والده النازى فى وحدات النخبة فى الجيش الألمانى خلال الحرب العالمية الثانية. أما المؤسس الثانى لمكتب المحاماة فونسيكا فقد ولد فى 1952 ونال أيضا شهادة القانون فى بنما، لكنه تابع دراساته فى معهد لندن للاقتصاد. وكان فونسيكا يدير شركة صغيرة قبل الاندماج مع موساك، وفتح المحاميان فى بادىء الأمر مكتبا فى الجزر العذراء البريطانية. وبحسب الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين فإن نصف الشركات التى أنشأها هذا المكتب - وهى أكثر من 113 ألف شركة - كان مقرها فى جزر العذراء. وفتح "موساك فونسيكا" فرعا جديدا فى دولة صغيرة فى المحيط الهادىء هى دولة "نيو". وفى عام 2001 كانت عائدات الشركة فى هذه الجزيرة مرتفعة إلى حد أنها ساهمت فى 80٪ من الموازنة السنوية لنيو، ومنذ ذلك الحين، وبضغط دولي، أرغمت جزر العذراء البريطانية على التخلى عن نظام الأسهم بدون تسمية المالكين، وعاد موساك فونسيكا إلى بنما، وأنفقت الشركة المال فى محاولة لمحو الإشارات على الإنترنت التى تربطها بممارسات التهرب الضريبى وغسيل الأموال. وبدأت عدد من الدول فى متابعة الشركة على رأسها البرازيل وذلك فى إطار فضيحة الفساد التى هزت البلاد وطالت شركة البترول العملاقة "بتروبراس" المملوكة للدولة. وفى الولاياتالمتحدة، اعتبر قاض من نيفادا أن المكتب حاول عمدا إخفاء دوره فى إدارة فرعه المحلى فى هذه الولاية الأمريكية. وأعلن فونسيكا الذى كان مستشارا للرئيس البنمى خوان كارلوس فاريلا منذ 2014 أنه سيذهب فى إجازة، وذلك"للدفاع عن شرفه" فيما كانت الاتهامات فى ملف البرازيل تتكثف.