برغم بعد المسافات فإن الصين ليست بعيدة عن مصر والعرب منذ انطلاق العلاقات القوية التي تجسدت في صورة مؤسسية بانشاء منتدي التعاون الصيني العربي الذي تأسس في عام2004. ويضم الصين و22 دولة عربية ويعقد جولته الخامسة في تونس اواخر الشهر الجاري. سفير الصين بالقاهرة سونج ايقيوه يقول ان الرئيس الصيني هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية زار مقر جامعة الدول العربية في يوم30 يناير عام2004 حيث التقي عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمندوبين الدائمين للدول الأعضاءال.22 وبعد هذا اللقاء, أعلن وزير الخارجية الصيني لي تشاوشينغ آنذاك, وموسي تأسيس منتدي التعاون الصيني العربي بإصدار بيان مشترك بشأن تأسيس منتدي التعاون الصيني العربي. بهدف تعزيز الحوار والتعاون ودفع التقدم والتنمية ويضيف أن الاجتماع الوزاري بمثابة آلية دائمة تقضي بعقد اجتماع دوري علي مستوي وزراء الخارجية وأمين عام جامعة العربية مرة كل سنتين في الصين أو في مقر الجامعة العربية أو في إحدي الدول العربية بالتناوب, كما أن له أن يجتمع في دورات غير عادية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويبحث الاجتماع الوزاري سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك المسائل ذات الأهمية المطروحة في اجتماعات الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة, ومتابعة سير تنفيذ برنامج العمل للمنتدي ومناقشة الأمور الأخري التي تهم الطرفين. ويعقد حتي الآن أربع دورات الاجتماع الوزاري.وانعقدت الدورة الأولي للاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الصيني العربي في القاهرة يوم14 سبتمبر عام2004, حيث انطلق المنتدي رسميا. ويشير السفير الصيني الي أن رؤية الرئيس الصيني هو جينتاو التي طرحها علي الجانب العربي تتلخص في زيادة تطوير علاقات الصداقة والتعاون الصينية العربية وتعزيز التعاون السياسي وترسيخ وتطوير أسس العلاقات السياسية الصينية العربية وتقوية التعاون الاقتصادي وتحقيق المنافع والمكاسب المشتركة, وتكثيف التعاون الثقافي وتوطيد الصداقة التقليدية, وتفعيل التعاون الدولي وتدعيم السلام والاستقرار. وانعقدت الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري في13 و14 مايو عام2010 بمدينة تيانجين الساحلية, واجتمع وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي مع وزراء الخارجية العرب ال22 والأمين العام لجامعة الدول العربية تحت سقف واحد, باحثين عن سبل تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية. وتم خلال الاجتماع استعراض مسيرة علاقات الصداقة الصينية العربية منذ إنشاء منتدي التعاون الصيني العربي, وتحديد الأولويات والإجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية, وإقامة علاقات التعاون الإستراتيجي علي أساس التعاون الشامل والتنمية المشتركة بينهما بتوقيع سلسلة من الوثائق الهامة. ويسهم هذا الاجتماع في تطوير المنتدي والصداقة الصينية العربية, وإثراء المقومات للشراكة الإستراتيجية الصينية العربية الجديدة والارتقاء بالمستوي الكلي للعلاقات الصينية العربية.ويشير لو جينجشون المتحدث باسم السفارة الصينية بالقاهرة ومدير المركز الصحفي إلي أنه تم تشكيل لجنة من كبار المسؤولين تعقد اجتماعا دوريا سنويا يستضيفه الطرفان بالتناوب, أو كلما اقتضت الضرورة ذلك باتفاق الطرفين, للقيام بالإعداد للاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية ومتابعة تنفيذ التوصيات والقرارات عن هذه الاجتماعات. وحتي الآن تنعقد ثماني دورات الاجتماع للجنة من كبار المسئولين.ونشأت تدريجيا الآليات الأخري في إطار المنتدي إلي جانب الاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسئولين مثل مؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالبا ما تقام فعاليات الآليات المذكورة مرة كل سنتين في الصين وإحدي الدول العربية بالتناوب. ويضيف ان مجموعة الاتصال والمتمثلة في سفارة الصين لدي جمهورية مصر العربية مهمتها القيام بالاتصال بين الطرفين ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار المسئولين.