استند المرشح الأمريكى الجمهورى المحتمل فى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب ملياردير العقارات الشهير فى إدانته المتكررة للمسلمين ووصمهم بالإرهاب فى صياغات تشارف العنصرية، إلى أن المسلمين على حد قوله فى بريطانيا لا يقومون بالإبلاغ عن الأعمال المثيرة للقلق أو المتصلة بشكل خاص بالإرهاب. وقد دفع موقف ترامب ومقولاته تيريز ماى وزيرة الداخلية البريطانية إلى الاعتراض عليه أثناء إحدى الجلسات الأسبوعية فى مجلس العموم البريطانى مؤكدة أنه (خطأ كبير). والواقع أن دونالد ترامب إنما كان يقصد فيما يبدو عمر بكرى فستق زعيم حزب التحرير فى لندن الذى انتقل بعد ذلك إلى جماعة المهاجرين، والذى أعلن بعد انفجارات 7/7 الشهيرة فى لندن عام 2005 أنه إذا عرف أنباء تتعلق بعملية إرهابية يتم التخطيط لها فى بريطانيا فلن يبلغ عنها، وقد تم حبس عمر بكرى بعد ذلك فى سجن بريطانى شديد الحراسة، ثم إبعاده إلى لبنان حين وُضع فى سجن رومية وهو ما يثير حوله أحد أبنائه ضجة كبرى تتبناها محطة تليفزيون سكاي. إذن هناك حقيقة يعتمد عليها ترامب، ولكنها غير قابلة للتعميم على ذلك النحو المفلطح والمفعم بالغرض والميل والذى ظهر عند ذلك المرشح الجمهورى فى الانتخابات الأولية لحزبه ليس فقط ضد المسلمين ولكن ضد الأجناس الأخرى بعامة وعلى نحو أقرب إلى «الزينوفوبيا» أو هوس العداء للأجانب. لا يمكن اعتبار عمر بكرى فستق تعبيرا عن كل مسلمى بريطانيا فهم فى التحليل النهائى جالية محترمة تسهم فى إدارة عجلة الحياة بكفاءة فى المجتمع البريطاني، وهم فى مجملهم إضافة لقدرات ذلك المجتمع، ومنهم عدد كبير من الموهوبين والمهنيين الذين تزهو بهم المملكة المتحدة سواء فى العلوم أو الفنون أو الرياضة أو غيرها. وانتزاع حالة (عمر بكرى فستق) لبناء أحكام إطلاقية عليها كمثل ما فعل دونالد ترامب، هو تعبير فى حقيقته عن انحيازات غير صحية عند ترامب، ولكنها فى ذات الوقت تلفت النظر إلى حجم الضرر المخيف الذى يحدثه المتطرفون فى صورة العرب أو المسلمين النمطية وبشكل يفضى إلى تمكين أعداء الإسلام والمرضى النفسيين، ومعتنقى «الزينوفوبيا» من دمغنا بصفات لا تمثلنا، وتعرضنا أن نصبح شعوبا معزولة يتم إقصاؤها عن الجماعة الإنسانية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع