تصدرت أحداث بروكسل عناوين الصحافة العالمية أمس واستحوذت على اهتمام الصحف البريطانية والفرنسية على وجه الخصوص، حيث خصصت كبرى الصحف التى صدرت صباح أمس - الأربعاء - فى بريطانيا صفحاتها الأولى وعدد كبير من الصفحات الداخلية لتغطية الأحداث. ففى صحيفة "الجارديان"، كتب إيوين ماكأسيل تحليلا يناقش فيه احتمالات تعرض بريطانيا لهجمات مماثلة، حيث قال إن "الأجهزة الأمنية فى بريطانيا تتوقع أن تتعرض البلاد لهجمات مشابهة للتى وقعت فى بروكسل، والمسألة مسألة وقت". ونسبت الصحيفة إلى الخبير الأمنى رافائيلو بانتوتشى القول إن "هناك اختلافات جوهرية بين بريطانيا وبقية دول أوروبا"، وعدد الخبير بعض أوجه الخلافات، ومنها صعوبة الحصول على السلاح والذخيرة فى بريطانيا، وتحول حدث فى عمليات الإرهاب، حيث انتقل من الاعتماد على الآسيويين إلى الاعتماد على العرب، وهم أكثر تركيزا فى بقية أنحاء أوروبا، كذلك فإن الموانئ البريطانية تشكل عائقا. وقالت صحيفة "إندبندنت" فى افتتاحيتها إنه "هجوم على أوروبا بأسرها" لأن بروكسل ليست عاصمة بلجيكا فحسب بل هى عاصمة الاتحاد الأوروبى كله، وبرهنت الصحيفة على أن تنظيم داعش هو من قام بتلك التفجيرات قائلة "بإمكانك أن تعرفهم من اختيارهم لأهدافهم، الأهداف فى بروكسل تذكر بالهجمات فى باريس فى شهر نوفمبر الماضي، حيث كان القتل عشوائيا، لكن اختيار الأهداف لم يكن مصادفة". وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أصوات فى بريطانيا وأماكن أخرى فى أوروبا للربط بين الهجمات والهجرة وسياسة الحدود المفتوحة فى أوروبا والتسامح مع الأقليات المسلمة. ومن جانبها، قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" فى عنوان افتتاحيتها "هجوم على بروكسل، وعلى القيم الأوروبية"ذكرت فيه أن "الهجمات تعطى مؤشرا بأنه كم هو سهل على الخلايا الإرهابية الهجوم على عصب المدن الأوروبية وشلها". أما "التلجراف" فاستهلت الافتتاحية بعنوان "الحرب الطويلة ضد الإرهاب"، وقالت فيها إنه "ليس من السهل تحديد وقت بدء هجمات الإرهاب على أهداف غربية، فقد تكون البداية الهجوم على مترو باريس عام 1995، أو الهجوم على سفارات واشنطن فى كينيا وتنزانيا عام 1998، لكن الأكيد أن الحرب طويلة، وتستمر فترة أطول من الحربين العالميتين معا". وتابعت الصحيفة قائلة إن "الهجمات فى بروكسل تذكرنا أن لا نهاية قريبة تلوح فى الأفق". وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن هجمات بروكسل تلفت الانتباه إلى أن أجزاء العالم متصلة ببعضها البعض، حيث يتنقل الأشخاص والأفكار بنفس السهولة ، سواء كان هناك اتحاد أو لم يكن، وبالتالى ليس هناك مبرر لاستخدام هذه الهجمات لدعم فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبى أو العكس. وفى صفحة الرأى فى صحيفة "التايمز" كتب روجر بويز مقالا بعنوان "الإرهابيون ملأوا الفراغ الذى تركه أوباما". ويقول الكاتب "إن عودة التكفيريين الذين تدربوا على صنع القنابل فى معسكرات من الحرب السورية إلى أوروبا ينظر إليها من قبل الولاياتالمتحدة على أنه فشل أوروبا فى منع عودتهم من شمال إفريقيا والشرق الأوسط". ويتابع قائلا "لكن الولاياتالمتحدة ليست محصنة من هجمات كهذه ولا هى خالية من المسئولية، فانسحابها من هذه المناطق المضطربة هو الذى شجع الجهاد، وكذلك شجعه اعتقاد أوباما أن بإمكان الولاياتالمتحدة الاكتفاء بالتعامل مع القضايا الكبرى للحرب والسلام". وفى فرنسا ، رأت الصحف أن الاعتداءات استهدفت "قلب" أوروبا، وقالت إنه على أوروبا أن ترد. واستهلت صحيفة "لوموند" افتتاحيتها بعنوان "الإرهاب يستهدف بروكسل" ، معتبرة أن بلجيكا دخلت فى سيناريو "الكابوس". وعنونت لوفيجارو :"أوروبا تستهدف فى القلب" ، وقالت صحيفة "لو ايكو" : "إنه هجوم على أوروبا"، وعنونت ليبيراسون "الرعب فى قلب بروكسل" ، ولو باريزين وأوجوردوى لا فرانس "الحرب فى أوروبا". وكتبت ليبراسيون "هل ستستسلم أوروبا وتتنكر لما يبقيها موحدة؟ هذه لحظة الاستفاقة". وشددت "لاكروا" على أهمية أن ترد أوروبا الفعل لكن مع البقاء "وفية لتقاليدها الإنسانية".