كما فوجئت منذ سنوات قليلة بإقامة مسابقة لملكة جمال الكلاب فى مصر، فقد فوجئت أخيرا بإقامة مسابقة ملكة جمال المحجبات فى مصر وأنها تقام للعام الثانى على التوالي!، وكأن مصر قد انتهت من مشاكلها الاقتصادية والصحية والتعليمية وأصبحت لا تفكر الا فى أشياء تسلى بها وقتها فتقيم مسابقات جمال مرة للكلاب ومرة للمحجبات. وتم إعداد معسكر لإعداد المتسابقات لإضافة بعض الخبرات إليهن، سواء فى الجوانب الشخصية أو الإتيكيت أو طريقة ارتداء الملابس، وتم اختيار مجموعة من الخبراء المتخصصين فى جميع الجوانب؛ حتى يكون هناك عدة ورش عمل تستطيع منها المتسابقات الاستفادة فى الحياة العملية. ومن بين المشاركات خريجات فنون تطبيقية وتربية نوعية وطبيبة أسنان وطالبات. حيث تم التنقل بين 5 محافظات هي: الإسكندرية، المنصورة، الإسماعيلية، مرسى مطروح، والقاهرة، لاختيار المتسابقات ال250 ؛ وسيتم التصفية فى النهاية على 10 متسابقات يتنافسن على المسابقة. وعندما تقرأ آراء المشاركات فى المسابقة، تقرأ عجبا. فإحداهن تقول: «اشتركت لأنى أعتبر حجابى تاج على رأسى للأبد» وثانية: حتى أخبر الناس أن المحجبات عاشقات للحياة ويجب التفريق بين الالتزام الدينى ومن تفضل الاحتشام واتباع تعاليم الدين الإسلامى، وثالثة اشتركت حتى أثبت للجميع أن حجاب الشعر والجسد لا يجعل الفتاة تخسر من طموحها ولا جمالها، ورابعة: ترى المسابقة بمثابة رسالة أن المحجبات لسن كمّا مهملا فى المجتمع، بل لديهن ثقافة ووعى كبير يجعلهن قادرات على خوض الكثير من التجارب والمسابقات، حيث يكون التصنيف على الفكر والسلوك وليس فقط الجمال والأناقة» ومتسابقة التحقت لتثبت أن الإنسان الفاشل هو من يسبح مع التيار والناجح يكون له رسالة محددة يحارب للحصول عليها، وواحدة تطمح إلى تغيير فكر العالم عن هذه الفئة وأخرى حتى تثبت لنفسها أنها قادرة على النجاح فى أكثر من مجال. ويذكرنا كلام المتسابقات بفكرة الإسلام الوسطى الجميل الذى تتبناه بعض الفنانات، واللاتى قررن تعليمه لنا نحن المسلمين، مفترضات أننا متشددون ومتعصبون وربما ارهابيون، وهو الوجه الآخر لمن يرانا مقصرين ومتهاونين فى ديننا. واذا كان أحد منظمى المسابقة يقول إن ملكة جمال المحجبات لا يتوقف اختيارها على الشكل أو القوام الممشوق فقط، بل هناك عوامل أخرى يتم مراعاتها مثل الثقافة واللياقة وحسن التصرف، فما هو الفرق إذن بين مثل هذه المسابقات والأخرى لغير المحجبات إذا كانت المسابقتان تقامان على نفس الأسس؟ وإذا كانت الفائزات فى مسابقات ملكة جمال غير المحجبات تحصلن على عقود تمثيل أو إعلانات وجوائز مالية، فما الهدف من مشاركة المحجبات فى مثل هذه المسابقة؟ فهل يتفق أهداف ارتداء الحجاب مع إقامة مثل هذه المسابقة؟.... فعلى الفتيات، إما أن يتحجبن ويلتزمن بما يمليه عليهن الحجاب من وقار وحشمة والتزام، وإما أن يشاركن فى مثل هذه المسابقات، أما الجمع بينهما فهو ضحك على الذقون، ولا يمت بصلة للحجاب ولا بالإسلام الوسطى الجميل. لمزيد من مقالات جمال نافع