أكد عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني أن هناك تقدما حقيقيا علي الأرض في اليمن من قبل قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية، بعد الانقلاب الحوثي علي الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي ، وقال في حوار مع "الأهرام": إنه لم يكن أمام قوات التحالف إلا التدخل بعد فشل جميع الطرق الودية والتفاوض مع الحوثيين المدعومين من إيران ، الذين عززوا انقلابهم علي السلطة بخطوات هامة بالسيطرة علي مؤسسات الدولة اليمنية. وأكد الوزير اليمني أنه لولا التدخل السعودي المصري بقوة الي جانب الشرعية لسقطت اليمن في الهاوية وتم المساس بالأمن الإقليمي للمنطقة كلها. وقال: نسعي الآن لاستعادة وطن مختطف، وبناء مشروع وطني يستند للديمقراطية وحقوق الإنسان وأضاف ان مصر علي الصعيد التاريخي والحالي دورها مع الشعب اليمني إيجابي ومتميز، ولا ينسي اليمنيون أنهم في كل محطات ثوراتهم كانت مصر رائدة في نجاح هذه الثورات منذ عام 1962، ليس فقط بتقديم العون العسكري بل بتقديم العون السياسي والاجتماعي والتعليمي، وقال: نحن جميعا خريجو الجامعات المصرية وتعلمنا علي أيدي المدرسين المصريين، ومصر كشعب تمثل النسيج الحقيقي للشعب اليمني، كما أنها شعبا وحكومة منسجمة مع متطلبات الشعب اليمني، مما يشكل لنا قوة حقيقية لاعادة الاستقرار لليمن. وردا علي سؤال حول قوة وحجم الحوثيين، أوضح أن الحوثيين هم جزء من مكونات الشعب اليمني، ولذا يجب تفعيل مبدأ القبول بالآخر والتعايش. لكنه قال إن الحوثيين لايمكن معرفة هيكلهم التنظيمي بشكل واضح حتي الآن، ولم نعرف من هي القيادة الحقيقية المسئولة عن الأحداث الجارية للتفاوض معها. وأضاف، لاتوجد شخصيات سياسية حقيقية تمثل الطرف الآخر ومعظم الأسئلة المحرجة لنا من هو الشخص الحوثي الذي نستطيع التفاوض معه، بينما توجد بعض رموز النظام السابق لعلي عبدالله صالح وبعض الوزراء السابقين. وأوضح أن اليمن يعيش بتنوع مذهبي واضح بين أطيافه الزيدية والشافعية وغيرها بنوع من التجانس الدائم وان 80 %منه سني ولا يوجد عنف طائفي إلا عندما تبارت الحركة الحوثية للسيطرة علي السلطة . وأشار الأصبحي إلي ان الشرعية اليمنية موجودة علي 80% من أراضي اليمن، والإنقلابيون موجودون في أمانة العاصمة صنعاء وعمران وصعدة واجزاء من الشمال، وباقي الأجزاء اليمنية موجودة تحت حكم الشرعية في اليمن للرئيس عبدربه منصور هادي. وقال إن القوات الأمنية للشرعية تسير الآن في اتجاه صنعاء ونتمني ألاتحدث معارك عسكرية هناك حيث عانينا في تعز وعدن وغيرها من مرارة الحرب، ونتوقع أن نجد عقلاء من القوي الانقلابية للحوثيين وصالح ليدركوا أن مواجهة العالم والشرعية بقوة السلاح غير مجدية وأنهم لن ينتصروا أبدا، ولن يكون لهم حضور حقيقي بقوة السلاح وإذا أرادوا أن يكونوا جزءا من المشهد اليمني عليهم ان ينضموا الي العملية السياسية وأن يقبلوا بالقانون والدستور وهذا هو الحل الوحيد لتجنيب صنعاء أي اقتحام عسكري مدمر. وأردف قائلا، أن هناك قوي سياسية في صنعاء لاتريد أن يكون هناك صراع دموى في المدينة وتسعي الي تسليمها سلميا وإعادتها الي الشرعية اليمنية بشكل سلمي حتي نجنب شعبنا الدمار والهلاك ولا تزال الانشقاقات واضحة داخل الحوثيين لتقاطع المصالح وليس هناك تنظيم سياسي واضح بل هناك مجموعات متمردة في اليمن للحصول علي مغانم وهي مثل اي عصابات تكون متحدة وقت الحصول علي غنيمة وستتصارع بعد االتقسيم. وأكد ان عملية الاعتقالات السياسية والاختطاف في اليمن زادت بشكل كبير وفي اليمن ما يسمي ببيوت الأشباح للسياسيين والإعلاميين الرافضين للانقلاب، وأشار إلي تنامي عملية الاختطاف، وأنها ليست كما يعتقد البعض لنحو مجموعة من مئات الاشخاص، ولكن هناك ارقام موثقة لنحو 1470شخصا معتقلا من مختلف المحافظات اليمنية من قبل هذه الميليشيات خارج نطاق القانون، مما يعرض حياتهم للخطر. وقال: نعمل بجدية مع المجتمع الدولي لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، وكانت المباحثات في جنيف 2 بالفعل تركز علي أنه لايمكن تحقيق مسار الثقة في الحوار مع الانقلابيين بدون إطلاق سراح المختطفين من قبل الحوثيين . وأكد الأصبحي أن هناك مشكلة حقيقية في تقديم الدعم الانساني للشعب اليمني، رغم أن الأممالمتحدة بمختلف منظماتها قدمت الكثير لإغاثة الشعب اليمني، ولكن كانت هناك مشكلة في توصيل المساعدات لمدينة تعز أثناء حصارها، وقد عانت من حالة تجويع وجريمة حرب حقيقية ارتكبتها ميليشيات صالح واستخدام القناصة علي المعابر ومنع وصول الخدمات وتدمير المدينة واستخدام المدارس كمخازن للسلاح وأماكن عسكرية، مما يعد انتهاكا للقانون الدولي، وشدد علي أن الحالة الإنسانية في اليمن كارثية ، وأن العالم لم يقم بدوره الحقيقي لإنقاذ الشعب اليمني الذي يعاني أكثر من 80٪ منه أشد المعاناة، وهو الآن بحاجة ماسة وسريعة للعون الإنساني. وقال وزير حقوق الانسان أن ايران لديها مشروع في المنطقة العربية، لايستهدف اليمن فقط بل يستهدف المنطقة العربية بالكامل، والمتابع للتصريحات الإيرانية يجد أن طهران كانت تشعر أن صنعاء انضمت إلي العواصم العربية الأربع التى تحركها إيران، لكن هذا المشروع سقط الآن لظهور معارضة شعبية في أنحاء اليمن لهذه التوجهات والأطماع الإيرانية في اليمن، وأن هناك الآن انتفاضة عربية لمواجهة هذا التمدد في اليمن، فضلا عن إعادة إحياء التحالف العربي الذي سيكون النواة الحقيقية للقوة العربية المشتركة.