فى مثل هذا اليوم من عام 1969 وقف القائد العظيم الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة على جبهة القناة يتابع جنوده ويرفع من روحهم المعنوية، ضمن الاستعداد لحرب العزة والكرامة واستعادة الارض، يبث فيهم روح النصر على الأعداء ويطالبهم ببذل الدم والجهد والعرق فى سبيل تحقيق النصر، وفى تلك الأثناء بدأت المدفعية الاسرائيلية فى شن هجماتها على الضفة الغربية للقناة ليسقط الفريق عبد المنعم رياض شهيداً بين جنوده، ليضرب المثل والقدوة فى التضحية بروحه فداء لوطنه وليكون نبراساً لجميع أبناء القوات المسلحة المصرية فى مواجهة العدو، فى كل الاتجاهات وعلى مر الزمان. سقط الشهيد عبد المنعم رياض ولم تسقط ذكراه، وكلماته ما زالت تدوى فى آذان جنوده وأيضاً قادة القوات المسلحة فى جميع المعارك التى خاضتها قواتنا المسلحة بعد ذلك، جعل القادة هم من يتقدمون الصفوف يقاتلون جنباً بجانب رجالهم يضربون لهم المثل فى التضحية من أجل رفعة شأن الوطن، وتحرير أراضيه ممن يحاولون تدنيسه، أو العبث بمقدرات الشعب المصرى العظيم. سقط الشهيد عبد المنعم رياض شهيداً، ولكن لم يكن الأخير من القادة، فعلى مدى السنين تبعه العديد من القادة الذين سقطوا شهداء بين جنودهم خلال دفاعهم عن الأرض والعزة والكرامة، فالجندية المصرية مدرسة فى الوطنية الكل يضحى فى سبيل مصر لتظل رايتها عالية خفاقة، ودحر كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات شعبها. مرت السنون وانتصرت القوات المسلحة فى معركة الكرامة فى أكتوبر 73 ، وقدم الجنود والقادة دروساً جديدة، فى التضحية والفداء، وتوالت الانتصارات والإنجازات للقوات المسلحة، لتأتى المعركة الحقيقية التى تخوضها مصر حالياً على أرض سيناء لتطهيرها من العناصر الإجرامية الإرهابية التى اتخذت من الدين ستاراً لشن هجماتها على أرض سيناء الغالية، وتنفيذ عملياتها ضد القوات المسلحة المصرية، لتظهر بعد ذلك الروح القتالية العالية للقادة فى الميدان الذين ينفذون عملياتهم العسكرية ضد عناصر الضلال من الإرهابيين، ويضرب القادة مرة اخرى المثل والقدوة فى القتال يسقط الشهداء مرة اخرى من القادة بين جنودهم مما يعطى الدفعة والقوة والعزيمة للجنود والافراد لتدمير القدرات والتخلص من الارهابيين ومن يدعمهم على ارض سيناء. نماذج عديدة من القادة قدمت ارواحها فداء للوطن خلال السنوات الخمس الاخيرة خلال الحرب على الارهاب فى جميع الاتجاهات الإستراتيجية للدولة من اجل حماية الدولة المصرية، والحفاظ على الشعب المصرى من أى تهديدات، ولتأمين مصر وأهلها من المخططات الخارجية التى تستهدف الدولة المصرية، وآخر تلك النماذج هو العميد احمد عبد العاطى قائد الكتيبة 101 الذى استشهد فى سيناء جراء عبوة ناسفة استهدفت عربته هو وجنوده. إن العقيدة العسكرية المصرية لا يوجد لها مثيل على مستوى جيوش العالم فكل من ينتمى الى المؤسسة العسكرية المصرية على استعداد فى اى لحظة لتقديم حياته فداء للوطن، فلقد اقسم الجميع منذ نعومة اظفارهم على الموت فى سبيل حماية الارض والوطن والسلاح. على كل مصرى ان يفتخر بأن من يحمى بلاده جنود اشداء يبذلون الدم فى سبيل الحفاظ على الاستقرار وعدم الانجرار الى صراعات تدمر الوطن، فالجيش المصرى جيش وطنى لم يكن فى يوم من الايام يحافظ على نظام أو يتم جره الى صراع مسلح مع شعبه، كما يحدث فى دول اقليمية بجوارنا، انما هو جيش الشعب يحمى أرضه وماله وعرضه، ويقف بجانبه فى الشدائد وينحاز اليه، دون النظر لاى نظام كان. وفى ذكرى الشهيد العظيم عبد المنعم رياض، مازالت كلماته تؤثر فى جميع افراد القوات المسلحة من قادة وضباط وجنود، الكل يعمل لمصلحة الوطن كل فى موقعة، ففى الوقت الذى يخوض رجال قواتنا المسلحة حربا شرسة فى سيناء للقضاء على الارهاب، هناك ايضا رجال القوات المسلحة يخوضون حربا اخرى للتنمية فى جميع ربوع الوطن، والجميع هدفهم واحد وهو إعلاء الدول المصرية فى الجميع والحفاظ على ارضها وحماية شعبها، والحفاظ على اقتصادها وتنميتها الشاملة .