تختار خمس ولايات أمريكية مرشحيها الجمهوريين والديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية وتشير استطلاعات الرأي إلى فوز دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وهيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي ولكن افتتاح ترامب مناظرته الجمعة الماضية بتلميحات بذيئة تخص قدراته الجنسية !!اثار انقسامات شديدة حوله داخل صفوف حزبه الجمهوري ... وقال منافسه الجمهوري تيد كروز إن "الرهان أهم" من أن يسمح بترشيح ترامب ، محذرا من أن هيلاري كلينتون ستلحق به هزيمة مدوية في نوفمبر وقال كروز الذي فاز حتى الآن بأربع ولايات "إن تعيين دونالد سيكون كارثة". أما ماركو روبيو المرشح الذي يعتبره العديدون بديلا منطقيا لترامب، فلم ينتصر حتى الآن سوى في ولاية واحدة، في حين لم يحصل حاكم أوهايو جون كاسيك على أي ولاية. ومن جانب آخر ، فيما يخص المرشحين الديمقراطيين ، تكمن العقبة في اقناع الناخبين بالذهاب إلى مراكز الاقتراع في ظل تعبئة أضعف مما كانت عليه عام 2008 وتأمل كلينتون في الإبقاء على زخم الانتصارات التي حققتها فيما يراهن "ساندرز" منافسها عن الحزب الديمقراطي على المرحلة التالية حين تنظم الانتخابات في ولايات شمال البلاد حيث يلقى المزيد من التأييد. فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية يعد كارثة بكل المقاييس ؛ حيث يعلن الرجل كراهيته المطلقة للمسلمين ويريد طرد المسلمين من أمريكا ؛ ويعدهم خطرا على الأمن القومي الأمريكي ولا استبعد ان يشن حروبا ضد المسلمين في مختلف بقاع الأرض وبوجه عام يدور في أذهان الجمهوريين اليمينيين المتطرفين أن المسلمين إرهابيون لابد من التخلص منهم ... ويحضرني هنا حديث الرئيس الأمريكي أوباما في صلاة الأفطار الوطنية في فبراير العام الماضي ؛ حيث أشار إلى أن الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش تمثلان جانبا مظلما ولا يمكن ان نحمل تباعاتهما لكل المسيحيين ، كما لا يمكن أن نلقي باللائمة على كل المسلمين بخصوص التطرف الديني لداعش، أو بوكو حرام ؛ كما يرى الجمهوريين اليمينيين المتطرفين . وانتقل معكم من حديث أوباما ردا على الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب ، والذين يرون ان المسلمين كلهم إرهابيون ؛ إلى ما نشره موقع "صالون “ الأمريكي ؛ والذي أوضح مؤخرا أن هناك ست مجموعات مسيحية لا يسلط الإعلام عليها الضوء حتى لا يظهرها : أولا : جيش الرب نشطت شبكة من المسيحيين المتطرفين منذ أوائل سنة 1980تسمى جيش الرب تشجع علناً على قتل المقدمين على الإجهاض وتضم قائمة طويلة من الإرهابيين النشطين . ثانيا : البرق الشرقي ، وتعرف أيضا باسم كنيسة الله القادر على كل شيءتأسست في مقاطعة خنان في الصين في سنة 1990، وهم يمارسون العنف ضد المرأة. ثالثا : جيش مقاومة الرب التي أسسها جوزيف كوني مسيحي راديكالي في أوغندا سنة 1987 ودعا لإنشاء حكومة أصولية مسيحية متشددة في ذلك البلد. ووفقاً لهيومن رايتس ووتش، ارتكب جيش الرب للمقاومة الآلاف من عمليات القتل والخطف، وينتشر إرهاب هذه الحركة من أوغندا إلى أجزاء الكونغو، وجمهورية أفريقيا الوسطىوجنوب السودان ويأمل كوني بإقامة الشريعة المسيحية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. رابعا : الجبهة الوطنية لتحرير تريبورا، تنشط هذه الحركة في ولاية تريبورا شمال شرق الهند منذ سنة 1989، وهي حركة مسيحية شبه عسكرية تأمل في الانفصال عن الهند وتشكيل حكومة أصولية مسيحية في تريبورا وأظهرت مراراً استعدادها للقتل ، وخطف وتعذيب الهندوس الذين يرفضون الدخول في الأصولية البروتستانتية. وفي سنة 2000، تعهدت الحركة بقتل أي شخص يشارك في احتفالات مهرجان دورغا بوجا "المهرجان الهندوسي السنوي" وبالفعل في مايو 2003، قُتل 30 شخصا على الأقل من الهندوس !! خامسا : فينس الكهنوتية حركة مسيحية تجمع بين الإيديولوجية العنصرية البيضاء مع الإرهاب المسيحي بحجة أن العنف ضد غير الانجلو ساكسون البيض المحافظين- أَمر به الله، وإن الأنجلو سكسون البروتستانت البيض هم شعب الله المختار. تأثرت الحركة بشكل كبير بحركة كو كلوكس كلان وهي المنظمة التي ارتكبت العديد من الأعمال الإرهابية لعدة سنوات خلت ، وفي السبعينات اتحدت جماعات مسيحية جديدة مثل الأمم الآرية وحركة العهد ، وحركة سيف وذراع الرب مع بعضها ، وكانت آخر مجموعة من هذه المجموعات المسيحية في العقود الأخيرة هي حركة فينيس الكهنوتية . سادسا : المسيحيين المعنيين يعتقدون بأن اليهود يجب أن يدخلوا المسيحية ، إلا أنهم في الوقت نفسه يعتبرون أنفسهم مؤيدين مخلصين لإسرائيل !! و يعتقد البعض منهم بوجوب طرد جميع المسلمين من اسرائيل بالقوة وفي عام 1969 حاول مسيحي متطرف من أستراليا يدعى دينيس مايكل روهان تدمير المسجد الأقصى من خلال حريق مغتعل لكن دون جدوى ، كما اشتبهت الشرطة الإسرائيلية في سنة 2014 بأن آدم ايفرت وهو مسيحي متطرف من ولاية تكساس ، قام بالتخطيط لتفجير الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس وقامت باعتقاله . وفي النهاية اتمنى ان يعي الشعب الأمريكي أن فوز ترامب سيجلب لأمريكا وللعالم مزيدا من الإرهاب والعمليات التفجيرية لأن الفكر العنصري الطائفي لا يجلب إلا المزيد والمزيد من الإرهابيين الذي يردون بطبيعة الحال على التطرف والإقصاء والعنف بمزيدا من التطرف والإقصاء والعنف . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي