غريب أن تنادي بالحريات وحقوق الإنسان وأنت أول من تنتهكها، هذا ما يمكن أن يقال عن أمريكا وما قامت به السلطات في لوس أنجلوس من القبض علي الطالب المصري عماد السيد بتهمة نشر تعليق عدائي علي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ضد المرشح الجمهوري «دونالد ترامب» الذي يحمل أفكارا عدائية للمسلمين ويطالب بترحيلهم من أمريكا، وكان الشاب المصري الذي يدرس الطيران بأمريكا قد نشر صورة لترامب علي فيسبوك وكتب تعليقا قال فيه «لو قتلت هذا الرجل لن يهمني أن أسجن مدي الحياة .. وسيشكرني العالم». تقول عهود السيد شقيقة الطالب المصري المحتجز في أمريكا والتي تعيش بالقاهرة ل «الأهرام» أن شقيقها ذهب لأمريكا لدراسة الطيران في أكاديمية بلوس أنجلوس، ومنذ 12 فبراير الماضي اختفي شقيقي نهائيا ولا نعرف مكانه حيث انقطع الاتصال به، وعندما تحدثنا إلي أحد اصدقائه هناك اخبرنا أن « FBI» مكتب التحقيقات الفيدرالي قد قبض عليه، وعندما تواصلنا مع الأكاديمية التي يدرس بها أخبرونا بأنه قبض عليه بسبب بوست وضعه علي الفيسبوك يهاجم فيه دونالد ترامب، وتواصلنا مع وليد عثمان القنصل المصري في لوس انجلوس وأخبرنا أنه محتجز في السجن، وقام المحامي هاني بشرة المصري المقيم هناك بمقابلته في السجن المحتجز به، وعلمنا أنه قبل القبض عليه تم التحقيق معه ثلاث مرات من قبل «FBI» والخدمات السرية وشئون الهجرة وسألوه عن خلفياته وعلاقته بالجماعات الإرهابية، حتي تم القبض عليه، وأنه تم اجباره علي إمضاء تعهد بعدم تدخل السفارة المصرية هناك بسبب عدم وجود تهمة موجهة إليه، وإمضاء طلب للترحيل من أمريكا . فيما أكد محمد صلاح زوج شقيقة الطالب المحتجز أنه قد درس الطيران في مصر ومن خلال الانترنت راسل أكاديمية لدراسة الطيران هناك تدعي يونيفرسال آير، يديرها شخص إيراني يدعي إليكس خطب وبالفعل سافر إلي هناك للدراسة، وعلمنا بعد ذلك أن الإيراني هو من أبلغ عنه في القضية بسبب البوست الذي نشره، والذي اعتبرته السلطات هناك تهديدا للأمن القومي الأمريكي، وقد تحدد جلسة في الأول من مارس الجاري وتم تأجيلها إلي جلسة تعقد اليوم للنظر في عدم ترحيله، ووجه صلاح الشكر لوزارة الخارجية والقنصلية المصرية بلوس انجلوس لاهتمامهم الكبير بمتابعة القضية . وكانت الخارجية قد أكدت في بيان لها أنها تتابع حالة الطالب عماد السيد المحتجز في أمريكا بالتنسيق مع القنصلية العامة بلوس انجلوس وقالت انه تم القبض عليه بعد بلاغ من مدرسة الطيران التي يدرس بها لنشره »بوست« تم تفسيره علي أنه تهديد للأمن السياسي الأمريكي .وأن المباحث الفيدرالية قامت بالتحقيق مع الطالب حيث أفاد بعض المسئولين الأمريكيين أنه أعاد خلال التحقيقات التأكيد علي تمسكه بما نشره علي موقع التواصل ومن ثم تم نقله لدائرة الهجرة والإبقاء عليه رهن الاحتجاز لمحاكمته وترحيله. وقامت القنصلية بمخاطبة اتحاد المحامين العرب لترشيح محام متخصص للدفاع عنه وتم استقبال اسرته بالخارجية 3 مرات وابلاغهم بتطورات الأمر، وقد تمت أولي جلسات محاكمة الطالب في الأول من مارس حيث أقر القاضي المختص ما عرضه ممثلو الحكومة الأمريكية علي اعتبار ما نشره عماد السيد علي صفحته تهديدا للمجتمع يتعذر معه إخلاء سبيله لحين انتهاء المحاكمة خاصة وأنه وقع وثيقة للموافقة علي ترحيله وابدي رغبته في مغادرة أمريكا . وأكد بيان الخارجية أن القنصلية العامة توالي مساعيها لبحث امكانية عودة الطالب لدراسته وسفره طواعية بدون اجراءات الترحيل للحفاظ علي مستقبله الدراسي، كما تتابع سير القضية،ويجري محاميه محاولات للاتفاق مع الحكومة الأمريكية علي السماح له بالمكوث في الولاياتالمتحدة لفترة وجيزة لإنهاء متعلقاته قبل مغادرته .