شهد البرلمان التركى حالة من الهرج والغضب فى جلسته مساء أمس الأول - الأحد - الأمر الذى اضطرت معه رئيسة الجلسة عائشة نور أركاكابلى إلى رفعها بعد ساعة من انعقادها بسبب الفوضى والجدل الحاد الذى وصل إلى إطلاق السباب. جاء ذلك بعد انتقاد نواب الأحزاب المعارضة : الشعب الجمهورى والحركة القومية والشعوب الديمقراطية، لتصريحات رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان التى أدلى بها للصحفيين فى مطار أتاتورك الدولى فى اسطنبول قبل ان يغادر فى زيارة رسمية لأربع دول غرب أفريقيا، وأكد فيها رفضه وعدم احترامه لقرار المحكمة الدستورية بإخلاء سبيل صحفيين متهمين بإفشاء إسرار الدولة. وأعلن نواب الأحزاب المعارضة تأييدهم لقرار إخلاء سبيل جان دوندار رئيس تحرير صحيفة جمهوريت وأردوم جول مدير مكتب الصحيفة فى أنقرة بعد نشرهما شريط فيديو يظهر تواطؤ جهاز المخابرات التركى فى نقل أسلحة إلى سوريا، ووصفوا نظراءهم فى الحزب الحاكم ب«الانحراف»، مؤكدين أنهم يتلقون تعليمات مباشرة من إردوغان. وأشار أوزغور أوزيل نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى إلى أن تصريحات إردوغان انقلاب على الدستور المدني. كما انتقد أوكتاى فورال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية تصريحات إردوغان واعتبرها تدخلا واضحا فى شئون السلطة القضائية، وقال : «لا يحترم إردوغان قرار المحكمة الدستورية .. إذن فهو لا يحترم نفسه ومكانته». وكان إردوغان قد وصل إلى أبيدجان فى مستهل زيارته لكوت ديفوار ضمن جولته الافريقية التى تشمل أيضا كلا من غانا ونيجيريا وغينيا، وتهدف إلى تعزيز علاقة «المشاركة الاستراتيجية» بين أنقرة والقارة السمراء. ويرافق الرئيس التركى وفد يضم العشرات من رجال الأعمال الأتراك الذين يشاركون فى منتدى اقتصادى فى أبيدجان. يذكر أن الاستثمارات التركية فى كوت ديفوار ارتفعت من 150 مليون دولار فى عام 2008 إلى 390 مليون دولار فى 2015. وكان البلدان قد وقعا نحو عشر اتفاقيات خلال زيارة واتارا إلى تركيا فى مارس 2015.