هى ككل النساء، تمتلك نفس الملامح، نفس الجينات والمشاعر، لها نفس الحقوق، تؤدى نفس الواجبات، وتمارس ضدها نفس الانتهاكات، إلا أنها هى الفريسة الأسهل صيدا فى مجتمع يراها الأكثر ضعفا. وبما أن فؤادة ذات الإعاقة لا ترى بالعين المجردة، فأيضا ما تقدمة لا يرى بالعين، سواء تفوق دراسي، أو تميز فى العمل، أو بناء أسرة، أو مشاركات مجتمعية، أو أداء واجبات وطنية، فلم أرى تكريما لفتاة تفوقت رغم إعاقتها فاستحقت التكريم، ولا تكريما لأم مثالية رغم إعاقتها استطاعت أن تقدم للمجتمع نموذجا لأسرة متميزة، ولا لموظفة مثالية تحملت عبء الإعاقة وناضلت بحملة من أجل وطن ضن عليها بشهادة تكريم. فؤادة ذات الإعاقة التى تحارب رغم التطور وسبل معايير التثقيف المتاحة للجميع قسوة النظرات وعشوائية الفكر، وهى التى تعانى حتى من شرقيتها التى حرمتها من نصف التكوين والعقل فلا تجد امرته ذات إعاقة ينظر لها نظرة منقوصة فى أوروبا بل ينظر لها على أنها مواطن. فؤادة ذات الإعاقة فى مصر هى المرفوضة أبدا، المهمشة دوما، هى الموصومة بعدم الصلاحية من الجميع، هى من يراها المبدعون كائنا لإضافة نكهة الشفقة فى أعمالهم الإبداعية حتى تخرج أعمالهم إنسانية المذاق، وهى من يراها آدم ظلا لحواء تقف آخر صفوف الانتظار تلتقط ما يسقط من بقايا أحلامه. هى من يستحلفها مجتمعها وقت عوز الانتخابات وندرة الأصوات أن تفتح هاويس إنقاذ الوطن وتلتقط الصور المعبرة عن المشاركة السياسية، حتى تأتى برموز عندما إحتموا تحت قبة البرلمان ارتدوا نظارتهم السوداء حتى لا يروا ظلها الذى يفضح عيوبهم. هى من أدت دورها، وشاركت فى الحرث والنسل، وجمعت شتاتكم لتكتمل صورة وطن ينعم الكل به إلا هي، فلم تحصد سوى الرفض وليس لها مما صنعت نصيب، وهنا أتساءل، متى تكون المرأة ذات الإعاقة ضمن سطور المبدعين وبقرارات صناع القرار؟ متى تجد فؤادة ذات الإعاقة من يفتح لها هاويس الحياة؟