وزارة الرياضة تندهش .. والبنوك ترفض .. وإدارتا الأحمر والأبيض تتجاهلان ظروف الحكومة الجزائر تعطى درسا للجبلاية بإيقاف استقدام الأجانب لمساندة الدولة فى الوقت الذى لم يجف فيه حبر التوقيع على عقود مدربى الاهلى والزمالك الجديدين, الهولندى مارتين يول والاسكتلندى ماكليش .. بدأت التساؤلات تدور فى أروقة وزارة الشباب والرياضة حول كيفية توفير العملة الصعبة لهما.. علما بان بعض البنوك التى تتعامل مع الناديين أكدت انها لن تستطيع توفير هذه المبالغ الكبيرة شهريا من العملة الصعبة لان لديها اولويات اخرى تتعلق باحتياجات المصريين فى المعيشة التى تتطلب توفير قدر كبير من الدولارات. وعلمت «الاهرام» أن بعض البنوك أرسلت خطابا الى البنك المركزى لإطلاعه على موقف الناديين من تعاقدهما لتوفير هذه المبالغ خاصة ان البنك ليس لديه احتياطى كاف من العملة لسد هذه الاحتياجات , مما جعل شبح الرحيل المبكر لكلا المدربين يلوح فى الافق نظرا لرفض كل منهما الحصول على مستحقاته بالجنيه المصرى.. وهو الامر الذى كان من اسباب رحيل البرتغالى فيريرا المدير الفنى الاسبق للزمالك .. والذى تمسك بان يحصل على راتبه كما ينص عقده بالدولار وليس بالجنيه المصرى كما كان يريد البنك الذى يتعامل معه نادى الزمالك مما دفع المدرب الى حزم حقائبه ومساعده لا سيما بعد تعاقده مع السد القطرى الذى ضاعف له الراتب بالدولار. وكشف مصدر مسئول بوزارة الشباب والرياضة عن أن الوزارة لن تتدخل فى مشكلة دفع رواتب مدربى الاهلى والزمالك خاصة ان الدولة فى أمس الحاجة الى هذه الدولارات والمبلغ المخصص للجهاز الفنى لكل فريق ضخم ومن الصعب تدبيره وسط الظروف الحالية للبلاد .. فالاهلى تعاقد مع مدير فنى ومدرب احمال مقابل 200 الف دولار أى ما يساوى مليونا و600 الف جنيه مصرى شهريا.. بخلاف مكآفات الفوز .. والزمالك هو الآخر تعاقد مع المدرب الاسكتلندى ومدرب احمال مقابل 60 الف دولار أى ما يساوى 480 الف جنيه. واضاف المصدر انه فى حالة اندهاش من الناديين و من المحتمل أن تبحث الوزارة سبل ايقاف هذا النزيف من العملة الصعبة من خلال لجنة لوضع قيود على التعاقد مع المدربين الاجانب .. مثلما فعلت الجزائر من قبل عندما أوقفت التعاقد مع اللاعبين الاجانب حفاظا على العملة الصعبة لا سيما ان القيادة السياسية تبذل جهودا حثيثة لتحسين احوال المواطن وتوفير الضرورات الاساسية له .. وهو ما بلورته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه الاخير «صبح على مصر بجنيه» فى اشارة الى ضرورة تعاون الجميع على التقدم بهذا البلد. وقال المصدر إن ما يدور على الساحة الكروية يسير عكس اتجاه التيار فى البلد حاليا فبينما الحديث يتركز على ضررورة التماسك والترشيد حفاظا على اقتصاد المحروسة تأتى بعض القيادات الرياضية لتدير ظهرها الى ذلك وتنطلق نحو تعاقدات مبالغ فيها.. وكأنهم يقولون للشعب المصرى «شجع فريقك بدولار».