خلال زيارتى للكويت منذ أيام قليلة كان الجميع مهتما بمتابعة الشأن المصرى بدقة والتعرف على كل التفاصيل، ويتعامل معه كشأن خاص يهمه مثل أى مصرى بل أكثر فى بعض الأحيان، والعبارة التى سمعتها من جميع المسئولين والمثقفين الكويتيين الذين التقيتهم أن مصر هى عمود الخيمة العربية التى لوحدث لها مكروه لا قدر الله لسقطت الخيمة على رءوس الجميع. وحتى مع احتفال البلاد بالذكرى الخامسة والخمسين للعيد الوطنى والذكرى الخامسة والعشرين لتحرير الكويت، كانت مصر دائما هى الحاضر الغائب، نتيجة العلاقات التاريخية المتميزة التى تربط البلدين، والتى تعمدت بدماء شهداء الكويت على أرض سيناء وشهداء مصر على أرض الكويت. ومن أعلى مستوى فى القيادة، يوجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح دائما لضرورة توفير كل الدعم اللازم لمصر فى أى موقف من المواقف، مشيراً إلى العلاقات الوثيقة والمتميزة التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين. وهو ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى التأكيد أكثر من مرة أن مصر قيادةً وشعباً لن تنسى مواقف أمير الكويت المؤيدة لإرادة الشعب المصرى ومساهمة دولة الكويت المُقدّرة فى دعم جهود التنمية فى مصر، وكذلك عمق العلاقات الأخوية التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية العمل على تطويرها على كل الأصعدة، والإشادة بالدور الذى يقوم به أمير الكويت فى تعزيز وحدة الصف العربى بالنظر إلى ما يتمتع به من مكانة وتقدير كبيرين من قِبل الجميع. ويسير على نفس النهج المسئولون الكويتيون كافة، فالشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، يؤكد دائما مكانة مصر الرائدة بوصفها الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار فى العالم العربي، وحرص بلاده على الدفع قدماً بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات وتحقيق نتائج سريعة وملموسة فى هذا الشأن، ودعم ومساندة مصر فى مسيرتها التنموية على مختلف الأصعدة، وذلك فى ضوء خصوصية العلاقات التى تجمع بين البلدين. ووزير الإعلام والدولة للشباب الكويتي، الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح يشير فى معظم تصريحاته إلى وجود مكانة خاصة لمصر فى الكويت، وتاريخ طويل يربط بين الشعبين بالمصالح المشتركة، والعطاءات من أشقائنا المصريين فى الكويت فى مجالات متعددة، سواء فى التعليم أو الصحة وغيرها. مضيفا: ولا أبالغ إذا قلت إن أكثر من ضحى فى الدفاع عن حقوق العرب هو الشعب المصري، ونحن نقدر مصر وقيادتها وشعبها، ونتمنى دائما استقرار مصر، لأن فى ذلك استقرارا للعالم العربي، وهناك روابط بين الشعبين أكثر من أى شعب آخر، والمنطقة العربية مرت فى السنوات الأخيرة بمنزلقات لم تشهدها من قبل، ونحتاج إلى المزيد من العمل المشترك، حتى نفوت الفرصة على من يريد الشر بنا، وهنا تبرز ضرورة معالجة المشكلات التى تعانيها دولنا العربية مثل الحروب والإرهاب، مع تأكيد أن الإرهاب، ليس مرتبطا بدين أو صفة أو جنس، وهو منتشر فى العالم كله، ونحن كدول عربية نتعاون أكثر فى التصدى له. أما سفير دولة الكويت بالقاهرة سالم غصاب الزمانان فيرى أن هناك الكثير مما يمكن أن يقدم لاستمرار دعم علاقات البلدين فى مختلف المجالات حاليا وفى المستقبل، بما يحقق ازدهار الشعبين، وكذا استمرار تدفق الاستثمارات الكويتية لمصر، وأن العلاقات المصرية الكويتية هى دون شك علاقات طيبة وجذورها ضاربة فى أعماق التاريخ وهو ما يدل على قوة ومتانة تلك العلاقات، مشيرا إلى أن هناك 20 ألف طالب كويتى يتلقون التعليم فى الجامعات والمعاهد المصرية.. كما أن هناك طلابا يدرسون فى الكليات والمعاهد العسكرية المصرية العليا والأركان. وعلى المستوى الشعبى تعتبر دولة الكويت الوجهة الثانية المفضلة للعمالة المصرية فى دول الخليج العربى بعد السعودية حيث يصل عدد المصريين العاملين بالكويت إلى نحو 800 ألف عامل، ولعبت هذه العمالة دورين بارزين فى مسيرة الكويت التنموية الأول خلال منتصف السبعينيات وفترة الثمانينيات حيث كان لها دور بارز فى نهضة الكويت العمرانية والعلمية من خلال الكوادر المصرية المتميزة فى مجالات البناء والتشييد والتعليم والقضاء، والدور الثانى كان بعد عام 90 عقب تحرير الكويت حيث لعبت العمالة المصرية دورًا كبيرا فى عملية إعادة الإعمار ومازال سوق العمل الكويتى يطلب المزيد من العمالة المصرية. تاريخ ممتد وطويل، يمثل نموذجا يحتذى فى العلاقات العربية العربية. # خيرى رمضان وسط مجموعة كبيرة من برامج «الردح» السياسى والرياضي، وإعلام الفضائح والجنس والجن والعفاريت، نجح الزميل خيرى رمضان فى تقديم برنامج موضوعى محترم هو ممكن اثبت من خلاله أن الإعلام يستطيع التعبير عن الواقع والتأثير فيه بشكل إيجابى بعيدا عن مدرسة الإثارة والفضائح، وسيحسب له دائما أنه تصدى مباشرة لموجة الأفكار المتطرفة والتكفيرية التى تعصف ببعض شبابنا، وقدم مع عالمينا الجليلين الدكتور أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى مجموعة حلقات، لو كنت صاحب قرار لأمرت بأن تكون ضمن مناهج الدراسة بالمدارس والجامعات على رأس حملة لمواجهة التطرف الديني. لذا من الغريب أن تظهر فجأة على مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع مجتزأة من إحدى حلقات «ممكن» أذيعت منذ شهرين تتضمن أقوال ضيف مريض نفسيا يسب سيدات مصر الشرفاء، وأن يستخدم ذلك فى وقف برنامج محترم لمدة أسبوعين، رغم أن التسجيل الكامل للحلقة يتضمن ردودا عديدة من المذيع والمشاهدين، بينما تستمر برامج «الردح» والفضائح فى مطاردتنا بمنتهى الحرية. وتبقى علامات استفهام عديدة حول هذا الموضوع، ومن هو هذا المجهول الذى نشر المقاطع المجتزأة، ولماذا فى هذا التوقيت وبعد شهرين من بث البرنامج، وهل لذلك علاقة بنظرية «شفت العصفورة». # متضامن مع خيرى رمضان # لمزيد من مقالات فتحي محمود