محافظة الفيوم باتت مشكلاتها فى الرى ومياه الشرب والصحة والطرق والثروة السمكية وغيرها من أعقد المشكلات والتحديات التى تواجهها للعبور إلى المستقبل، لذلك أجرى «الأهرام» هذا الحوار مع المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم. بحيرة قارون مساحتها 55 ألف فدان ووادى الريان مساحته 35 ألف فدان.. لماذا تدهورت الثروة السمكية بهما؟ - تدهور الثروة السمكية فى بحيرة قارون يعود إلى ترسبات المادة العضوية بالبحيرة التى وصلت إلى 40 مليون متر مكعب نتيجة الصرف الزراعى والصحي، مما أدى الى نفوق الأسماك وبالطبع أثرت على دخول الصيادين، وهناك تنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة لتنفيذ مشروع يعمل على تنقية مياه بحيرة قارون من الأملاح التى تهدد الحياة المائية بها ومكافحة التلوث خاصة أن أكثر من 88 قرية تقوم بالصرف الصحى فى البحيرة. أما وادى الريان فالأمر به أفضل نسبيا والثروة السمكية ستعود إلى مكانها الطبيعى قريباً فور التقليل من معدلات التلوث به. منطقة البحيرة من المناطق الواعدة فكيف يتم تنميتها سياحيا؟ سيتم إنشاء مدينة سياحية عملاقة على مساحة 4 آلاف فدان شمال البحيرة بتكلفة مليارى جنيه مصرى وتستهدف جذب 600 ألف سائح من كل محافظات مصر وتضم سيان بارك، وناديا للرياضات المائية وفندقا ودار سينما وقاعة مؤتمرات ضخمة وغابات مفتوحة وناديا للصيد ومراقبة الطيور المقيمة والمهاجرة وشاشات عرض لمراقبتها ومرصدا للنجوم، بالإضافة إلى مستشفى للسياحة العلاجية وهايبر ومعرضا للصناعات اليدوية التى تشتهر بها المحافظة وممشى سياحيا عالميا وتوفر المدينة 3500 فرصة عمل لأبناء الفيوم، كما أن هناك تصورا لإنشاء غابة شجرية على مساحة 10 آلاف فدان شمال البحيرة أيضا، وقد تم الاستعانة بخبراء فى التسويق السياحى داخليا وخارجيا لزيارة كل مزارات المحافظة. ماذا عن المدينة السكنية المزمع إنشاؤها فى المستقبل؟ هذه المدينة ستكون على طريق الفيوم - القاهرة وستقضى على مشكلات الاسكان فى المحافظة. نقص مياه الرى تسبب فى بوار نحو 50 ألف فدان فى المحافظة ونقص مياه الشرب يتجدد سنوياً أليس هناك حل؟ المشكلة تحدث عادة خلال الصيف فى نهايات الترع بصفة خاصة رغم أن حصة الفيوم من المياه زادت مليون متر مكعب، ولكن يقف وراء هذه الأزمة الذين يسرقون المياه ولقد داهمنا هذه الشبكات والتعديات على مصادر المياه التى استنزفت مياه الرى واستشرت داخل المحافظة وتحسن الأمر نسبيا وقد وافق مجلس الوزراء على إعادة ترعة «قوتة « للعمل وهى تروى نحو 16 ألف فدان فى نهايات مركز يوسف الصديق، كما وافق وزير الموارد المائية والرى على إقامة محطة «البطس الجديدة «على مساحة 14 فدانا بطاقة 400 ألف متر مكعب يوميا بتكلفة 70 مليون جنيه بمركز طامية لرفع مياه الصرف الزراعى وتحسين الرى فى مساحة 12 ألف فدان على ترع كوم أوشيم والجمهورية ونهاية بحر وهبي، بالإضافة إلى رى 2260 فدانا من أراضى الاستصلاح الزراعي. وبالنسبة لمياه الشرب قريبا سيتم الانتهاء من المشكلات الفنية بمحطة «جرزا» التى لم تعمل بكامل طاقتها حتى الآن والتى تبلغ 170 ألف لتر مكعب يوميا وسوف تعالج المشكلة فى مركزى طامية وسنورس والمنطقة الصناعية بكوم أوشيم. كما أن هناك حملات لمواجهة التعديات على خطوط مياه الشرب. شوارع مدينة الفيوم تعانى الإهمال الشديد وفى المراكز أيضا؟ تطوير الشوارع والميادين داخل مدينة الفيوم كان له نصيب كبير من الاهتمام خلال الفترة التى توليت فيها المسئولية، وظهر ذلك من خلال الاهتمام بميدان التدريب بحى الجامعة وأصبح مزارا سياحيا وكورنيش «باغوص» وميدان عبدالمنعم رياض، كما تم الاتفاق مع الصين على إنشاء مصنع لتدوير القمامة بتكلفة نحو 35 مليون دولار وهناك سيارات جديدة لتجميع القمامة من الهيئة العربية للتصنيع ومكابس وأعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، كما أن هناك أعمال تطوير وتجميل فى مراكز يوسف الصديق وأبشواى وسنورس وباقى مراكز المحافظة الستة. تم الإعلان عن تخصيص 3 مليارات من الاتحاد الأوروبى لإقامة مشروعات للصرف الصحي، فلماذا لم تخرج إلى النور؟ أعتقد أن تطبيق اللامركزية سيقضى على هذه الأمور بشكل كبير لأن المحافظ ليس «سيد قراره» فى كل الأمور ولهذا تستغرق المشروعات وقتا طويلا وعموما بعضها مازال فى مرحلة التصورات ولكن سيتم تنفيذها خاصة أن الصرف الصحى وصل إلى نحو 48% فى المحافظة ونستهدف 88 قرية فى المرحلة المقبلة وهناك محطة لرفع ومعالجة للصرف الصحى بالمحافظة من خلال التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع ونستفيد من هذه المياه فى الزراعات . وهل سيتحسن أداء المنظومة الصحية فى الفيوم ؟ هناك اهتمام كبير لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين من خلال عدة مشروعات من بينها تطوير مستشفى الفيوم وإقامة مستشفى الفيوم العام الجديد بتكلفة 140 مليون جنيه على مساحة 10 أفدنة بطاقة 450 سريرا وسيكون مزودا بأحدث الأجهزة والكوادر الطبية، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى للقوات المسلحة فى مدينة «دمو» وافتتاح مركز لجراحة القلب بمستشفى طامية بتكلفة 10 ملايين جنيه ونجهز حاليا مستشفى يوسف الصديق الذى أنشئ فى عام 2007 كما تم شراء جهاز إشعاعى لمعهد الأورام بتكلفة 10 ملايين جنيه وتطوير الوحدات الصحية فى القرى والمراكز.