سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تصدرها نسب المشاهدة عالمياً قضايا المرأة غائبة عن قنواتها خبراء: المرأة الآن لديها القدرةعلى الحشد والتعبئة والمشاركة فى القضايا الوطنية وبرامجها اختزلتها فى الطبخ و«الموضة»
تبحث دائماً القنوات الفضائية في عصر السماوات المفتوحة عن الجديد الذي يجذب أكبر قدر من المشاهدين ، سعياً وراء المشاهد وأموال المعلن التي تدر ربحاً علي القناة ، وأثبتت التجارب أن النموذج الجديد من القنوات والبرامج المتخصصة خارج الوطن العربي بشكل عام تنجح إلي حد كبير عند عرضهاعلي الشاشات في مصر خاصة وفي العالم العربي بشكل عام كما في برامج الواقع وإختيار المواهب في الغناء ، فبعد أن أثبتت التجربة نجاحاً في الخارج وإستعانت بها الفضائيات العربية كُتب لها النجاح وإستفادت القنوات التي عرضتها بجذب قدر كبير من المشاهدين تبعه مكسب مالي من المعلن الذي يبحث دوماً عن ما يهم المشاهد. علي نفس المنوال بدأ نشاط برامج وقنوات المرأة في الخارج يلقي إهتماماً وتحول الأمر إلي قنوات في بعض التجارب والتي ما أن نجحت حتي تسابقت الفضائيات العربية والمصرية علي حذو نفس الخطوة ، فعلي مستوي القنوات العالمية الإقليمية إهتمت قناة ديسكفري بعرض محتوي عربي يهم المرأة عبر قناة "فتافيت" التي طورت في محتواها العربي تماشياً مع الإهتمام بنوعية عدة برامج وأصبحت تعرض القناة برامج لأوبرا وينفري المذيعة الأشهر ، ووسَعت إهتمامات برامجها ونوعياتها لتشمل عرض وحلول المشكلات الأسرية وتربية الأبناء والعلاقات الإجتماعية للأسرة إلي جانب برامج الطبخ التي تستحوذ علي أغلب فترات الخريطة البرامجية للقناة ، وكذلك إهتمت مجموعة القنوات الهندية "زي" التي تبث محتوي هندي باللغة العربية في الشرق الأوسط وغرب إفريقيا بإطلاق قناة "زي ليفينج" الخاصة بالمرأة، وبدأت القنوات المصرية بالسير في نفس الإتجاه ، بعضها لم يستعجل الربح وصمد في بدايته حتي تحقق المراد من بثه مثل قناة "سي بي سي سفرة" وجذبت برامجها المبتكرة والمٌكلفه الجمهور وإستعانت بإعلاميين مثل مراد مكرم مذيع إسهر معانا سابقاً علي النيل للمنوعات والذي يقدم برنامج "الأكيل" وبرنامج "حلو وحادق"و تقدمه سالي فؤاد وحالياً تعاقدت القناة مع مذيع برامج المرأة شريف مدكور الذي كان يقدم برنامج "ساعة مع شريف" علي قناة "المحور"، كما سارت قناة النهار علي نفس النهج مؤخراً حيث ستطلق قناتها الجديدة "إنتي " الخاصة بالمرأة، حتي أصحاب القنوات غير المشهورة التي تعتمد علي ميزانيات بسيطة في إطلاقها ، فطنوا لأهمية برامج المرأة في هذا التوقيت واجتهدوا في إطلاق قنوات من أشهرها "ست البيت" و"بانوراما فود" ، بالإضافة لقنوات عربية أخري منها "لمسة جمال" و "الأسرة العربية". ومع اهتمام الفضائيات ببرامج المرأة والطبخ يظل ماسبيرو هو صاحب البصمة الأولي في هذه النوعية من البرامج حيث كان رائداً في تلك النوعية ويمتلك منها تاريخاً وخبرةً ونماذج مشرفة مثل برنامج "مجلة المرأة" لكاميليا الشنواني و"ركن المرأة" لصفية المهندس علي الإذاعة و "إلي ربات البيوت" لجمالات الزيادي، بينما تراجعت قناة "الأسرة" عن مهمتها والتي آصبح اسمها قناة «العائلة» وغاب عنها التطوير رغم إنطلاقتها القوية ومازالت تمتلك فرصاً للمنافسة في الفترة القادمة شريطة أن تشهد تطوراً يجاري القنوات الخاصة المتخصصة في شئون المرأة والأسرة، بينما يقدم التليفزيون المصرى برامج مهمة للمرأة صنعت اسما في هذه النوعية من البرامج منها «طعم البيوت» علي القناة الأولي و«زينة» علي القناة الثانية و«سيدتي» علي الفضائية المصرية، ولنا مع أسر هذه البرامج لقاءات حولها. ويقول محمود عبد السلام رئيس القناة الفضائية المصرية إن برامج المرأة حاليا تشهد طفرة كبيرة من خلال التنوع والتطوير وخاصة برنامج سيدتي الذي تعرضه الفضائية المصرية يوميا ويتناول كل احتياجات المرأة في فقراته صالون سيدتي علي المستوي الفكري والثقافي والإجتماعي وقضايا الأطفال بالاضافة الي فقرة الطبخ وعدد من التقارير الخارجية التي تهم المرأة المصرية والعربية ونعمل علي تطويره دائما. ويقول المخرج أيمن صبري المشرف علي برنامج «زينة» بالقناة الثانية: إن برامج المراة لابد أن تغطي جميع ماتحتاجه وليس فقط الطبخ لأن المرأة لها العديد من المتطلبات والجوانب المختلفة وبالطبع فإن إنتاجها أكثر من الرجل في كل المجالات الحياتية ونتناول في الحلقات يوميا كل القضايا المطروحة ومنها المرأة والتعليم والعنف ضد المرأة والمشاركة السياسية التي تميزها. وتقول المخرجة رشا عطية التي شاركت في الإشراف علي برنامج زينة لمدة 5 سنوات: لابد أن تتناول برامج المرأ ة كل مايهمها ويشغلها وليس فقط برامج الطبخ لان المرأة الأن أصبحت جزءا مهما في المجتمع ومن أهم دوافع مشاهدة النساء لبرامج المرأة اهتمامها بالتعرف علي معلومات تفيدها وأسرتها وتعلم كيفية إدارة المنزل والمشاركة في المجتمع والقوانين الخاصة بها والمشكلات التي تواجهها. وتقول المعدة سهام مندور رئيس تحرير برنامج «طعم البيوت» الذي تعرضه يوميا القناة الأولي: المرأة أصبحت جزءا مهما من المجتمع ولابد أن تتعامل البرامج الموجهة إليها علي هذا الأساس وتناقش كل مايهمها ويشغلها من خلال الخروج عن الأنماط والأشكال التقليدية والبحث عن الأساليب البرامجية التي تفضلها وتقديم الموضوعات في إطارها ودراسة آراء المرأة فيما يقدم لها عبر استطلاعات الرأي والاحتياجات الفعلية لها وألا تقتصر برامجها علي الاهتمامات التقليدية أمام تعدد أنواع احتياجاتها ومن جانبه يري د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام أن برامج المرآة تقدم بدون تطوير أو تجديد حيث انها تعرض بنفس فكر واسلوب الإعلامية القديرة كاميليا الشنواني وهو ما كان ملائما للواقع في هذا الوقت. وأوضح أن المرأة الآن اصبح لديها القدرة علي الحشد والتعبئة والمشاركة في القضايا الوطنية وعضو بالبرلمان ووزيرة كل هذا وبرامج المرآة في "وادي أخر" واختزلت صورة المرآة في جانبين الطبخ والأزياء والتجميل. واكد أنه علي الاعلام أن يلعب دوره في معالجة ومناقشة واقع المرآة ومشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية واظهار جهودها المرآة المبذولة في المجالات الاخري . وفي هذا الصدد طالب علم الدين المجلس القومي للمرآة بوضع خطة لتطوير الإعلام لشئونها وان يهتم القائمون علي برامجها والقنوات الحكومية بقضاياها. وأشارت د.هبة شاهين أستاذ الإعلام إلي أن برامج المرأة الحالية تدعم صورة سلبية لها وهذا جزء من منظومة الإعلام بالإضافة للإعلانات والدراما حيث تقتصر علي الطبخ والموضة وكأن نجاح المرأه في العمل يتعارض مع نجاح الأسرة والبيت السعيد . وتمنت إظهار المرأة العصرية الناجحة في جميع المجالات وألا يقتصر دور المرآة علي ربة الاسرة وان يقوم الاعلام بالتركيز علي النماذج الناجحة ويهتم بقضايا المرآة ومشكلتها الاجتماعية وبجميع شرائح النساء .ونوهت إلي أن التليفزيون المصري عليه العبء الأكبر في ذلك لأنه مختص بالخدمة العامة بمختلف احتياجاتها ، بينما القنوات الخاصة تعتمد علي الاعلانات في المقام الاول .