أكثر من مرة حذرت مصر من أن الإرهاب لن يقتصر على منطقة معينة، وإنما سيحرق الجميع إذا تركناه وسيرتد على صانعيه فى عقر دارهم. ولعل أعمال العنف والإرهاب التى شهدتها تركيا خلال الفترة الماضية وآخرها هجوم أنقرة الانتحارى خير دليل على ذلك. فتركيا فى عهد رئيسها رجب طيب أردوغان اختارت أن تحتضن عددا كبيرا من قيادات وكوادر الإخوان الإرهابية، وأن تنطلق من أراضيها قنوات فضائية تبث خطاب التحريض والكراهية والعنف، وتطلق العنان لتيار كبير من التطرف والإرهاب. وظن أردوغان أن احتضانه قيادات الإرهاب سيبعد عنه عمليات العنف وآثارها، وسيتمتع وحده بالأمان، بينما يضع إمكانات بلاده تحت تصرف الجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار فى بلدان أخري، لكن القدر لم يمهله، وسالت دماء الأتراك فى أعمال عنف كثيرة، وتخبطت السلطات التركية فى توجيه الاتهام، تارة إلى الحكومة السورية وأخرى إلى وحدات حماية الشعب الكردي، وثالثة إلى حزب العمال الكردي. والحقيقة أن الاتهام يجب أن يوجه إلى أردوغان نفسه وسياساته، التى جعلت تركيا مأوى للمتطرفين والإرهابيين، ونقطة انطلاق لزعزعة استقرار الآخرين، وكان من الطبيعى أن تشرب تركيا من الكأس نفسها. إن كل صور الإرهاب مرفوضة، ولكن دعم الإرهابيين أيضا مرفوض. لمزيد من مقالات رأى الاهرام