وصفت وزارة الخارجية الروسية أمس هجمات المدفعية التركية على شمال سوريا بأنها"فوضى مطلقة"، وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة :"تركيا تقصف مناطق عبر الحدود وتنقل أموالا وأشخاصا وإمدادات". وأشارت الخارجية الروسية إلى أن مسئولين من الجيشين الروسى والأمريكى سيشاركون غدا الجمعة فى أول اجتماع لمجموعة عمل لمناقشة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا، وقال نائب وزير الخارجية جينادى جاتيلوف إن فرض منطقة حظر طيران فى سوريا مستحيل بدون موافقة الحكومة السورية والأممالمتحدة. ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” على لسان مسئولها الإعلامى بيتر كوك، أنها سترد، إن دعت الحاجة، فى حالة انتهاك الاتفاق على وقف الأعمال العدائية فى سوريا معتبرة أنه “امتحان لروسيا”. وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة “ميللت” التركية عن أن 15 ألف جندى تركى على أهبة الاستعداد الآن على الحدود مع سوريا، مشيرة إلى أن القصف الجوى الروسى المستمر على ريف شمال حلب أثار مخاوف أنقرة، خصوصا أنه قد يسبب فى نزوح المزيد من اللاجئين، ومن أجل ذلك أنهت رئاسة هيئة الأركان العامة خطتها لمواجهة تلك الموجات المحتملة. وتتضمن الخطة العسكرية المعدة إنشاء منطقة إنسانية آمنة على الحدود مع سوريا، بعمق 10 كلم تشمل "أعزاز" التى تقصفها القوات التركية منذ عدة أيام لمنع المقاتلين الأكراد السوريين من السيطرة عليها، وتتكون المنطقة من 3 ألوية إلى جانب مئات العسكريين الذين يتولون محاربة منظمة حزب العمال الكردستانى ووحدة حماية الشعب الكردية الذين يتسللون إلى الأراضى التركية. وكان رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو قال أمس الأول، إن عناصر الاتحاد الديمقراطى "أصبحوا مرتزقة" لتنفيذ مخططات موسكو الإقليمية خصوصا بعد توتر العلاقات بين بلاده وروسيا و"بات إلحاق الضرر بتركيا من أولوياتهم"، على حد قوله. وجاء ذلك قبل ساعات من ترأس الرئيس التركى رجب طيب إردوغان قمة أمنية عاجلة فى القصر الرئاسى بأنقرة، حول التطورات الأخيرة فى سوريا. وفى هذه الأثناء، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية أن الرئيس رجب طيب إردوغان والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز اتفقا على أن الهجمات التى يشنها النظام السورى وروسيا على شمال حلب السورية "مثيرة للقلق" و"تزيد من تعقيد الوضع الإنساني"، مجددين تأكيدهما أنه لن يكون هناك حل فى سوريا بوجود بشار الأسد.ومن جانبه، أكد إردوغان ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته لوقف الهجمات التى تستهدف المعارضة السورية، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتوصيل المساعدات الإنسانية. وجاء ذلك فى الوقت الذى انتقدت فيه دمشق تصريحات مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دى ميستورا التى أكد فيها أنه يجب على الحكومة توصيل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، باعتبار ذلك الأمر "اختبارا لجدية سوريا، على حد تعبيره. وقال مسئول فى وزارة الخارجية السورية أمس إن الحكومة السورية فى حاجة لاختبار مصداقية المبعوث الدولى الذى دأب منذ بداية عمله على الكلام فى وسائل الإعلام بما يتناقض تماما مع ما جرى فى الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية".
