من قتل طالب الدكتوراه الايطالي بجامعة كامبريدج جوليو ريجيني 28 عاما -؟ .. سؤال محير تحاول أجهزة الامن المصرية بالاشتراك مع فريق تحقيق ايطالي موجود بالقاهرة الاجابة عنه ، فقد تحولت قضية مقتل ريجيني الي قضية رأي عام دولي ، وتناولتها كبريات الصحف العالمية مثل الجارديان ونيويورك تايمز فضلا عن العشرات من الصحف الايطالية ، ومبعث الاهتمام بقضية ريجيني ، أن دراسته واهتماماته كانت أقرب الي العمل الاهلي وقضايا المجتمع المدني ، وهذا النوع من الدراسة جعل الساحة مفتوحة أمام المجني عليه للدخول في علاقات متشعبة ومتقاطعة بين طلاب العلم ونشطاء المجتمع المدني وصولا الي هدفه ، مما أصاب الجميع بصدمة عنيفة بعد اختفائه منذ 25 يناير والعثور علي جثته وبها آثار عنف وتعذيب وصفته الصحف الايطالية بأنه «وحشي مثل ما تتعرض له الحيوانات» ولذا كان التعاطف مع ريجيني وأسرته كبيرا وسط استنكار شعبي ورسمي لهذه الجريمة الغامضة حتي الآن ، ولكن في المساحة الزمنية ما بين العثور علي جثة ريجيني وحتي يتم التوصل الي مرتكبي الجريمة ، كانت ومازالت الايادي الخفية والمتآمرة تسعي للوقيعة بين الجانبين المصري والايطالي وتشعل النيران في جسور الصداقة والتعاون المتصاعد بين الدولتين ، والسبب اننا نقدم أحيانا بغير وعي السهام التي يطعننا بها الآخرون ، ومنها التسرع منذ العثور علي الجثة بتسريبات بأن وفاة ريجيني كانت بسبب حادث سير، فكيف يتأتي ذلك وآثار التعذيب والعنف واضحة علي الجثمان ، مما يجعل الاخرين لايصدقوننا ؛ بل كان يجب ايلاء اهتمام اكبر لاختفاء ريجيني منذ الابلاغ عنه وحتي العثور علي جثته ربما ساعد ذلك في كشف الجناة قبل تدبر أمورهم ،وأيضا كان يجب الاعلان صراحة منذ البداية أن كل الاحتمالات مفتوحة سواء كانت جنائية أو سياسية وصولا للحقيقة، فمرتكب الجريمة يعلم تماما تداعياتها وآثارها السلبية علي العلاقات بين مصر وايطاليا ، وأري أن ربط بعض النشطاء بين الاختفاء القسري لبعض الحالات وبين مقتل ريجيني في أشارة الي تورط أجهزة الأمن ، لهو تزويد ومبالغة يهدف الي استعداء بعض الدول ضد المصالح المصرية ، وبافتراض أن ريجيني كان يجمع معلومات ضارة بالأمن المصري فمن السهل توقيفه وترحيله واعلان أنه شخص غير مرغوب فيه ؛ ولقد سبق لأجهزة الامن المصري القبض علي الجاسوس الاسرائيلي الامريكي أيلان جرابيل- في قلب القاهرة ، وتم الاعلان عن ذلك وترحيله الي بلاده في صفقة أمنية ، فما بالنا بريجيني وهو من دولة صديقة ؛ فيا أبناء مصر....رفقا بمصر حتي تظهر الحقيقة. لمزيد من مقالات مريد صبحى