تحولت فكرة تمكين الشباب والاهتمام بهم إلى شعارات من مذيعى القنوات المختلفة ومادة للنقاش العام، فقط كلما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسى الشباب فى خطاباته وطالب بالإهتمام بهم، سرعان ما نجد اهتماما طارئا لا تكتمل عناصره أما على مستوى التنفيذ فلا مكان للشباب على الشاشات كمذيعين، وتتكرر الوجوه القديمة بلا تجديد دماء ، فيما تغيب مشاكل الشباب الحقيقية تماماً عن الشاشات ، وإن تم نقاشها لا يجد الشباب سوى موضوعات مكررة عن بطالة وإنتحار ومخدرات وموضوعات قتلت بحثاً ويناقشها الكبار دون أن يستمعوا للشباب ومشكلاتهم الحقيقية، وتناقش بطريقة لاتتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم بعد مشاركتهم فى ثورتين، ولا يمكن اعتبار أن هناك برنامج قويا للشباب يتذكره المشاهد ويثق به. وحول هذا الموضوع، يقول د.فوزى عبد الغنى أستاذ الإعلام : منذ أن تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم وتوجهاته نحو الشباب واضحة ، فقد طمأنهم وإتاح الفرصة لهم للمشاركة فى القيادة والإهتمام بهم وبمشكلاتهم ، ولأنه دائماً مايلمس قصوراً فى التنفيذ، فدائماً مايجدد اهتمامه بهذا القطاع العريض فى العديد من المناسبات ، ومع ذلك تنقل القنوات الرسمية والفضائية الخطاب داعيةً المسئولين لتنفيذ رؤية الرئيس دون أن يلتزموا هم بها ، فالرئيس يدرك تماماً أن الأمل فى الشباب وأنهم قوة البلد ، ولكن فى الفضائيات مايتم مناقشته فى البرامج بعيد عن مشاكل الشباب الحقيقية ، وهناك بعض البرامج تستضيف من يتهم الشباب بأنهم ليسوا على قدر المسئولية وكأنهم "شوية عيال" ، وبرامج أخرى تتعمد استضافة شباب منفلت أخلاقياً وكأنه نموذج معبر عن هذه الفئة يجب أن يظهر عنهم ، وغابت العديد من الموضوعات المهمة عن الفضائيات ، مثل توعية الشباب لأهمية العمل طبقاً للوظائف المتاحة التى يحتاجها سوق العمل الحقيقى . وعليه - والكلام لاستاذ الاعلام - : على اى قناة الاستعانة بالشباب وليس بمن يتكلم عن لسانهم وهو بعيد ، وذلك اذا رغبت فى تقديم برنامج صادق للشباب أو تستضيف من يعبر ويناقش مشاكلهم . ويقول د.رفعت الضبع أستاذ الإعلام : القنوات التلفزيونية يمكن أن تمثل أهمية كبرى بالنسبة للشباب لاحتياجه لها لانها تمده بالتعليم والتوجيه وتنمى ملكات الإبداع والابتكار وتقدم له الجديد والمفيد فى عالم التكنولوجيا وتحقق إشباعاته فى المجال الفنى والرياضى والترفيه والتسلية والحفاظ على سلامة نموه ، ومساعدة الشباب على حسن اختيار نوع الدراسة الجامعيه التى تناسب قدراته وكذلك الوظيفة التى يشغلها والمسكن المناسب والزوجة الصالحة التى تحقق سعادته ، والأساليب العلمية لتربية أسرته وفنون الاتيكيت والبروتوكول باعتبارها أخلاقا حميدة . كما يمكن للبرامج التلفزيونية أن تحصن الشباب من الغزو الثقافى الهدام ومن التطرف والإرهاب وتشغل فراغ الشباب بتثقيفه وتنويره .. ولذلك أرى أن أصلح من يقدم برامج الشباب هم شباب الإعلاميين لكى يكون الإعداد والإخراج متناسباً مع امكاناتهم وملكاتهم ،كما يجب استطلاع آراء الشباب فى نوعية البرامج المفضلة لهم والاستثمار الأمثل لنتائج الدراسات العلمية المتعلقة بقضاياهم وتقبل أفكارهم ،والأسرة كذلك فى حاجة لبرامج تلفزيونية للتربية لتعليمها كيفية التعامل مع الأبناء ، كما يجب تدعيم مسئولى البرامج الذين يتعاملون مع الشباب صحياً ونفسيا وثقافيا وتدريبيا باستمرار كى تحقق البرامج هدفها المرجو منها فى خلق شباب يحب المواطنة والوطن ويحقق الآمال. وتقول د.هبة شاهين أستاذ الإعلام : للأسف تعد البرامج الخاصة بالشباب من برامج الخدمة العامة فلا تهتم بتقديمها الفضائيات بل تعتمد على البرامج التى تعود عليها بعائد مادى من الإعلانات ، وبناء على ذلك فعلى تليفزيون الدولة الرسمى أن يهتم بهذه النوعية من البرامج التى تقدم خدمة للشباب، وكذلك الخاصة بالمرآة والثقافة وأن تكون هذه البرامج الشبابية جذابة فى طريقة تقديمها حتى يقبل عليها الشباب من جميع الأعمار وأن تكون مصادر معلوماتها واضحة وخصوصا " السوشيال ميديا"، على أن تقدم للمراحل العمرية المختلفة من الشباب و تعرض مشكلاتهم بطريقة واضحة وتكون سريعة وغير مملة وتعرض كذلك الحلول للمشكلات حتى تكون ذات قيمة وفائدة ، خاصة وأن الشباب حالياً يعانى من التمرد على الأوضاع فى الوقت الراهن ولابد أن تخاطب عقله وأفكاره وأن يكون مقدمو البرنامج والضيوف كذلك من الشباب.