في أجواء مليئة بالتوتر والانفعال والشراسة, اشتبك الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي أمس مع منافسه المرشح الاشتراكي فرنسوا أولاند في مناظرة تلفزيونية وصفت بأنها الفرصة الأخيرة لساركوزي للحفاظ علي أمل إعادة انتخابه في جولة الإعادة الاحد المقبل. حيث تبادل المرشحان الاتهامات وتراشقا بالالفاظ وتبارزا في حرب كلامية حول عدد من القضايا والموضوعات خاصة الاقتصادية والاجتماعية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ساركوزي أصبح في موقف صعب بعد فشله في الظهور بشكل أفضل أمام من وصفته بالشرس فرانسوا أولاند الذي فاجأ الجميع بقدراته الفائقة في الجدال و الحوار ومواجهة انتقادات غريمه اليميني ودعم موقفه أمام الناخبين قبيل جولة الإعادة في6 مايو الجاري.ورغم قوة المناظرة إلا أن كلا المرشحين قالا في تصريحات صحفية أمس أن نتيجة الانتخابات لا يمكن توقعها. وأضافت الوكالة أن ساركوزي الذي أظهرت إستطلاعات الرأي الفرنسية تراجع شعبيته بشكل كبير في الستة أشهر الماضية, وصف أولاند عدة مرات خلال المناظرة بالكاذب والمتعجرف, بينما جاءت ردود أولاند يشوبها كثير من السخرية من منافسه واتهامه بعدم تحمل المسئولية. وحول تفاصيل المناظرة التي امتدت لقرابة ثلاث ساعات ونظمتها قناة تي أف1 الفرنسية وحظيت بنسبة مشاهدة فاقت ال18 مليون مشاهد, اتهم أولاند منافسه ساركوزي بتفريق الفرنسيين وقال إنه سيكون الرئيس الذي سيحقق العدالة الاجتماعية والانتعاش الاقتصادي والوحدة الوطنية. ورد عليه ساركوزي قائلا إن لديه دليلا علي روح الوحدة بين أبناء المجتمع الفرنسي, مشيرا إلي أنه لم تحدث اي اعمال عنف خلال ولايته الأولي. وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي الفرنسي, أشار أولاند إلي سجل ساركوزي الضعيف في الداخل,مشيرا إلي وصول معدلات البطالة إلي الضعف لتبلغ10% بالإضافة إلي وصول الدين العام والعجز التجاري إلي مستويات قياسية, بينما دافع ساركوزي عن سياسته الاقتصادية. وكانت أحدث استطلاعات الرأي أظهرت أن أولاند,الذي تقدم في الجولة الأولي من الانتخابات التي جرت في22 أبريل,سيفوز يوم الأحد في جولة الإعادة بما يتراوح بين53% و54% من الأصوات.كما أظهر استطلاع للرأي أذاعت نتائجه قناة بي.إف.إم تي.في قبل المناظرة أن84% من الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم حددوا اختياراتهم بالفعل.