لكل حكاية بداية، وحتما نهاية، وحكايتي غير حكايتك، وحكايتك خلاف حكايته، ولكل حكاية عقدة، وغالبا حل، والكوميديا شيء والتراجيديا شيء آخر، والرواية تختلف عن القصة، والاثنتان غير الأقصوصة، والنهايات لا تتشابه، فالسعيدة عكس الحزينة، وهناك ما يروى، وهناك المسكوت عنه. بعض الحكايات تصلح أفلاما، وبعضها يصلح مسلسلات، وهناك حكايات مكانها المسرح، وفي الحياة قصص أغرب من الخيال، وأخرى لا يعرفها إلا أبطالها، لكن لا توجد أسرار، ولا رواية ثابتة للأحداث، فهناك ما يحذف، وأيضا ما يضاف، والرواة يتلاعبون دوما بالنص الأصلي. ولا مشكلة، فالالتزام صعب، والخروج على النص مزاج، وأيضا حكاية، ولكل مبدع شطحاته، وكذلك سقطاته، وللنص الواحد أكثر من بعد، والحياة تحتمل أكثر من وجهة نظر، ولماذا نقيد أنفسنا، إذا كان بمقدرونا الإبداع، والإبداع لا يعرف قيودا، وليس له حدود، وكل شيء ممكن. لا توجد حكاية بلا أبطال، ولكل بطل قصة حب، وقصص كراهية، نقاط ضعف ونقاط قوة، ولابد من صراع، فالصراع قانون الحياة، ولكل صراع أسبابه، فتش عن السلطة أو الحب أو المال، وحتى تعيش لابد أن تصارع، وحين تستسلم ينتهي دورك، ولا فوز على طول الخط، بل لابد من انتكاسة، وتستمر الحياة. لكل حكاية تفسير، وأيضا تحليل، فالحكايات لا تقول كل شيء، وأحيانا لا تقول شيئا، والرواة تحكمهم اعتبارات، وربما ظروف، وبعض الأحداث كاشفة، وبعضها عاكسة، وفي الحكايات كما في الحياة، هناك ما يجوز روايته، وأيضا مالا يجوز، ولا توجد حرية مطلقة، لأنها مفسدة مطلقة. بعض الحكايات تصبح ملاحم، وهذه تستمر أجيالا، وربما قرونا، وهي أشبه بالأساطير، حروب لا تنتهي، إخلاص وخيانة، حب وغيرة وانتقام، عوالم وظواهر خفية، ألوان محيرة من الدراما، منها ما هو واقعي، ومنها ما هو خيال، وكل خيال يقود إلى خيال، و”توتة توتة”، “خلصت” الحدوتة. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود