رفعت الشرطة الإندونيسية حالة التأهب إلى درجتها القصوى أمس عقب الهجوم الإرهابى الذى نفذها تنظيم "داعش" فى جاكرتا وأدى إلى مقتل شخصين بينهم كندى بالإضافة إلى خمسة إرهابيين، وشنت قوات الأمن الإندونيسية عدة مداهمات على أوكار محتملة لتنظيم "داعش" فى ضواحى العاصمة وألقت القبض على ثلاثة يعتقد أن لهم صلة بالهجمات. وذكر المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية أنه يشتبه فى أن يكون اثنان من منفذى هجمات الذين قتلوا الخميس قد سبق احتجازهما بسبب مشاركتهما فى أنشطة إرهابية، مضيفاً أن أحد المشاركين فى الهجمات سجن لفترة لاتهامه بالمشاركة فى تدريبات لإرهابيين فى إندونيسيا. وأعلنت الشرطة الإندونيسية أن الهجمات الأخيرة قادتها مجموعة يقودها برهان نعيم، وهو متطرف إندونيسى يعتقد أنه يقاتل حاليا مع تنطيم "داعش" فى الرقة بسوريا. وكان برهان قد أعلن تأييده لهجمات باريس الإرهابية عبر مدونته الإلكترونية وطالب أنصاره فى "كتيبة نوسانتارا" باستلهام هذه الهجمات وتكرارها فى إندونيسيا. وبحسب الشرطة الإندونيسية فإن برهان وجه متعاونين معه للهجوم على الشرطة والأماكن التى يتردد عليها الأجانب خلال احتفالات أعياد الميلاد (الكريسماس) واحتفالات رأس السنة. وأوضح المتحدث باسم الشرطة أنه تم العثور على علم تنظيم "داعش" فى منزل أحد المنفذين للعمليات الإرهابية والتى استهدفت مركزاً للشرطة ومقهى لسلسلة مقاه عالمية شهيرة بالقرب من أحد أكبر مراكز التسوق ومكاتب عدد من وكالات الاممالمتحدة والسفارات فى العاصمة جاكرتا. وفجر اثنان من المهاجمين نفسيهما بينما قتل الثلاثة الآخرون فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وأصيب عشرون آخرون من بينهم ألمانى ونمساوى وجزائرى وهولندي. وشنت قوات الأمن حملة مداهمات واسعة فى أحياء جاكرتا إلى جانب عدد من المناطق التى يتمركز بها عناصر لتنظيم "داعش" واعتقلت ثلاثة من المشتبه بهم على الأقل فجر أمس. وقال رئيس شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان إن قوات الأمن تلاحق خلايا إرهابية يعتقد أنها كانت وراء الهجمات، مشيراً إلى أن المهاجمين كانوا أندونيسيين لكن لهم صلات بجماعات خارج أندونيسيا وكانوا "جزءا من شبكة عالمية". وشدد على أن اندونيسيا يجب أن تعزز دفاعاتها ضد "داعش" وتعمل مع جيرانها على التصدى له. وأكد المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية "الآن نحن نقوم بعملية مداهمة لجاوة وحولها لأننا اعتقلنا عددا من الأشخاص من جماعتهم وتعرفنا عليهم". وقال وزير الأمن العام إن الحكومة الإندونيسية تعمل مع البرلمان على ادخال تعديلات على التشريعات تسمح بالاعتقالات الاحترازية. وعززت الشرطة الإندونيسية إجراءات الأمن حول السفارات والمكاتب التى يعمل بها أجانب والاستثمارات الخاصة بالخارج بالإضافة إلى المطارات وتشديد إجراءات الأمن فى جزيرة بالى السياحية التى يتوافد عليها عشرات الآلاف من السياح يومياً وذلك خشية أن يكون هجوم جاكرتا بداية لسلسلة هجمات منظمة لتنظيم "داعش" فى إندونيسيا التى لم تشهد أى هجمات إرهابية خلال السنوات الست الماضية. وشهدت إندونيسيا اعتداءات فى منتجع بالى فى 2002 اسفرت عن مقتل 202 قتيل وتعرضت لآخر هجوم إرهابى فى يوليو 2009 فى هجوم استهدف أحد الفنادق بالعاصمة واسفر عن مقال تسعة أشخاص. فى الوقت نفسه، تبنى تنظيم "داعش" اعتداء استهدف قناة "اري"التليفزيونية الباكستانية فى إسلام زباد مما أسفر عن إصابة عدد من العاملين بالقناة.