رغم تصريحات المحافظين بالنزول الى أرض الواقع لمتابعة مشاكل المواطنين على الطبيعة إلا أن ما يحدث على أرض الواقع شىء آخر ينسف تصريحات المحافظين ففى أسوان يشكو أهالى قرية "فارس" من تصدع منازلهم منذ 4سنوات عندما قامت إحدى شركات التنقيب عن البترول بتفجير المناطق المجاورة للقرية مما أدى الى غرق القرية فى المياه الجوفية وأنتهت المآساة بوفاة طفل (9سنوات) فى حادث إنهيار حائط المنزل بعد أن تصدع من المياه الجوفبة وفى الاسكندرية لا يزال أهالى منطقة "أبو تلات " يعانون أشد المعاناة من غرق منازلهم فى المياه الجوفية ومياه الصرف والامطار دون أن يتحرك أحد لإنقاذهم منذ أكثر من 3 أسابيع وحتى الان. فى مشهد مهيب ودعت قرية "فارس" التابعة لمركز كوم امبو بمحافظة اسوان الطفل محمود حسين عامر التلميذ بالصف الثالث الابتدائى (9 سنوات) بعد أن لقى مصرعه فى حادث انهيار حائط المنزل الذى يقيم فيه مع اسرته بسبب المياه الجوفية التى دمرت منازل القرية وزراعاتها واغرقت المقابر وحمل أهالى القرية الحكومة المسئولية لان المشكلة ظهرت منذ 4 سنوات الحاج محمد ابو القاسم عمدة قرية "فارس" يقول ان احدى شركات التنقيب عن البترول قامت بتفجير المناطق المجاورة للقرية بالديناميت ونجم عن هذه التفجيرات كارثه بيئية فقد ادى استخدام الديناميت الى كسر الحاجز الحجرى العازل للمياه الجوفية وفق تقارير اساتذة الجولوجيا بجامعة اسوان والذى تم بناء على طلب المحافظ فطفحت المياه الجوفية واغرقت الشوارع والمنازل والحدائق والزراعات بمساحه تزيد على 1000 فدان وهى الاراضى التى يعتمد عليها الاهالى فى رزقهم لان جميع اهل القرية مزارعين وتضرروا من تلف المحاصيل والزراعات حيث تسربت المياه الجوفية الى حوالى 500 منزلا تصدعت وانهارت ولجأ المواطنين ( 10 الاف مواطن) الى المسئولين لانقاذهم وتم تخصبص نصف مليون جنيه لترميم المنازل وتركوا المشكلة قائمة سنوات وسنوات حتى تضررت منازل جديدة وغرقت "الجبانة" وخرجت الجثث من القبور واصبحت تشكل خطر على سلامة التلاميذ والمدرسين . الشيخ احمد عبد الحميد مدير منطقة الازهر بمحافظة اسوان من ابناء القرية يقول ان وزارة الرى مسئولة عن علاج الكارثة حيث اقترح خبراء الوزارة انشاء مصرف قاطع حول القرية ليفرغها من المياه الجوفية وطلبوا اعتماد 5 مليون جنيه للتنفيذ الا ان الاعتماد لم يتوفر واستغرق معهد البحوث بوزارة الرى 4 سنوات ليضع تصميم المصرف الذى يتكلف الان 10 مليون جنيه ومنذ شهور قليلة اكتشفنا ان الاعتمادات متوفرة وان المشكلة هى تخصيص مساحة 300 متر من املاك الدولة لتنفيذ محطة مشروع المصرف القاطع والغريب ان وزير الزراعة وافق واصدر قرار نزع الملكية الا ان الاوراق مازالت حبيسة ادراج المسئولين ولم يبدأ التنفيذ وكل يوم يمر يسبب خراب بالاراضى الزراعية والمساكن والمدارس والمنشأت . ابو الفضل بكر حامد يقول : منذ سنوات خرج الشباب وقطعوا الطريق السريع ليصل صوتهم للمسئولين ولجأنا الى ساحة القضاء لانقاذ ارواح اطفالنا الذين يلقون حتفهم ويصابون بالامراض من جراء المياه الراكدة وقمنا برفع دعوى قضائية ضد شركة البترول التى تسببت فى خراب القرية وارفقنا تقرير قسم الجولوجيا بكلية علوم اسوان الذى اعده الدكتور سيد عبده عميد الكلية السابق ضمن اوراق القضية فقد تسبب الديناميت فى الحاق اضرار جسيمة بالخزان الجوفى نتيجة التفجيرات التى تمت بطريقة عشوائية. منطقة "ابو تلات" غرب الاسكندرية التى كان يطلق عليها منذ سنوات منطقة "الصفوة" حيث كانت مصيفا متميزا يضم العديد من الفيلات والقصور..ولكن منذ سنوات تحولت ابو تلات الى منطقة سكنية مكتظة بالسكان حيث يصل عددهم الى نحو (250) الف نسمة... وتعانى المنطقة غياب الخدمات واهمها شبكة الصرف الصحى ومنذ أكثر من 3 أسابيع تعرضت المنطقة لمياه الامطار الغزيزة مع المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى ويعيش السكان فى مآساة بسبب تجاهل المسئولين واصبحت المنطقة مهددة بكارثة اخرى وهى انهيار المنازل وقطع التيار الكهربائى عن المنطقة تفاصيل الكارثة يرويها سكان منطقة ابو تلات حيث تقول جمالات عبد المنعم -48- عاما ربة منزل : المياه أغرقت المنازل وتسببت فى تلف الاثاث والملابس والاجهزة الكهربائية.و الثعابين تلهو فى الشوارع وكذلك الديدان الكبيرة. ويقول صلاح شبل سيد.... ان منطقة ابوتلات تنقسم الى الجهة القبلية وهى منطقة مرتفعة اما الجهة البحرية فهى منخفضة وهذا ادى الى غرقها حيث وصل ارتفاع المياه الى نحو مترين مما ترتب عليه عدم خروج الاهالى من منازلهم وعدم استطاعة الطلاب الذهاب الى المدارس والجامعات واصبح "اللودر" الوسيلة الوحيدة لنقل السكان من المنازل ونتيجة لهذا الحال قام عدد كبير من السكان بهجر منازلهم وذهبوا الى اقاربهم للاقامة لديهم حتى تنتهى الكارثة. ويبادر ابراهيم سليمان بقوله.....لقد اتهمونا باننا مغتصبون لاراضى الدولة ولكن ما لم يعلمه السادة المسئولين ان ارض "ابو تلات" ليست املاك دولة وهى وقف خيرى ملك ورثة حميدة خلاف ونحن السكان لدينا عقود شراء من الاعراب واضعى اليد منذ عشرات السنين ونقوم بدفع العوايد سنويا للحى ولدينا شهادات تؤكد ان اوضاعنا مستقرة منذ اكثر من (30) عاما وبموجب تلك العقود تم ادخال المياه والكهرباء والتليفونات لمنازلنا ويلتقط اطراف الحديث خميس عبد الصادق فيقول.....عندما يتقدم احد من سكان "ابو تلات" للحى بطلب لادخال المياه او الكهرباء يتم تطبيق لائحة الاسعار السياحية وايضا عند سداد الفواتير شهريا نحاسب بالاسعار السياحية ....فكيف لنا ان نكون مغتصبين ؟ ويوضح محمد حسين عبدالمنعم: مشكلة المنطقة قائلا ...نحن نعانى من عدم وجود شبكة للصرف الصحى والمنطقة تعتمد على البيارات فى الصرف وتقدمنا اكثر من مرة بطلبات للحى من اجل تنفيذ مشروع للصرف بالمنطقة ولم يلتفت احد لمطالبنا وقد علمنا من بعض المسئولين بان منطقة ابوتلات مدرجة منذ عام 98 فى خطة مشروع الصرف الصحى وفى كل عام وهذا مثبت بالاوراق الرسمية بحى العامرية ولكن تم تحويل الميزانية المخصصة للمشروع الى بنود ومشاريع اخرى لمحافظة الاسكندرية .