لا يعرف الكثيرون حيوان «عث غبار المنزل»، والذى يطلق عليه حشرة الفراش، وهو ليس من الحشرات، لكنه حيوان مجهرى ينتمى إلى فصيلة العناكب، وتأتى هذه الكائنات بلا دعوة إلى منازلنا عن طريق الغبار، الذى هو خليط من المواد البيولوجية التى تنتقل من المحيط الخارجى نحو منازلنا، أو من نشاط الإنسان والحيوان فى مواقع السكن، ويمكن بكل سهولة وسرعة أن ينتقل من غرف الفنادق والمستشفيات والمدارس وزيارات العائلات لبعضها، إلى الثياب، وبالتالى إلى منازلنا، حيث تجد المكان المناسب لنموها وتكاثرها وقد يعتقد البعض أن بيته خالٍ من وجود عث الغبار المنزلى نظرا لأنه ليس له وجود مرئى داخل منزله مع أنه موجود فيه، وتنتج الأنثى 08 فردا خلال فترة حياتها التى لا تتعدى شهرا واحدا، ويبلغ طول هذه الكائنات 2.0 إلى 3.0 ملم، فهى سريعة التناسل، ويؤدى ذلك إلى أكوام من جيوش هذه الآفة، ولهذا من السهل أن نفهم لماذا يمكن لحيوان عث المنزل أن يشكل مشكلة كبيرة لمرضى الحساسية، وهو يتغذى ولعدة أجيال على ما يتركه الناس وراءهم من القشور الصغيرة من الجلد فى السرير، ولذلك فإنه من العادى أن معظمها يوجد فى غرف النوم وبكثرة فوق أغطية السرير والستائر، حيث تتناسل وتضع البيض وتستمتع بشكل خاص بسجادات وموكيت الأرض فى غرف النوم، وكنتيجة لسرعة تكاثره الفائقة، وجد أن الجرام من الغبار المنزلى يحتوى فى المعدل على 0002 من العث، ويمكن أن يحتوى الفراش على أكثر من 5.1 مليون من هذه الكائنات، وكل حيوان يفرز 02 قطعة من الفضلات يوميا، وهو ما يؤكده د. فيليب تيرنو رئيس قسم علم الميكروبات الإكلينيكى والمناعة بجامعة نيويورك ومؤلف الكتاب المثير للجدل الحياة الخفية للجراثيم بقوله: (إنه بعد خمس سنوات من استخدام الوسائد، فإن 01% من وزنها بمثابة فضلات حيوان عث المنزل، وهو ما يستنشقه مستخدمو هذه الوسائد، وبالتالى فإن ما تنام عليه هو ما يثير الحساسية لك ونوبات الربو). جدير بالذكر أن العث بذاته ليس المسبب للحساسية وللسعال والعطس، بل هى البروتينات الناتجة من فضلات هذه الكائنات وعن أجسامها بعد موتها، ولذلك يصعب التخلص منها أو فضلاتها نهائيا، ولكن يمكن التخفيف من وجود هذه الآفة بالمنزل. ومواد عث غبار المنزل التى تسبب التحسس تنتشر فى أرجاء المنزل بسهولة عند المشى فى المنزل أو الكنس أو التنظيف أو تغيير أغطية الأسرة، ويمكن أن تبقى هذه المواد عالقة فى الهواء من 02 إلى 03 دقيقة بعد إثارتها، وعند استنشاق هذه المواد يمكن أن تظهر لدى مريض التحسس أعراض تحسسية مثل احتقان الأنف أو الربو، وتنجم عن حساسية هذه الكائنات حساسية مستمرة طول العام، ولكنها تتفاقم فى بداية فصلى الخريف والشتاء، حيث يزداد نشاط ووجود العث. وللتخفيف من وجود هذه الآفة بالمنزل: من المهم البدء فى اتخاذ إجراءات من أجل تخفيف شروط نموها وتكاثرها بتغيير أغطية الأسرة كل أسبوع والتهوية الجيدة وتعريض الوسائد والمفروشات للشمس وغسلها بماء درجة حرارته لا تقل عن 56 درجة مئوية، يوصى بوضع لعب الأطفال التى لا يمكن غسلها فى كيس بلاستيك فى الديب فريزر لمدة خمس ساعات لقتل ما يعلق بها من العث. د. عوض حنا سعد الإسكندرية