قبل عامين آثار الفيلم الوثائقى المغربى «تنغير- القدس» جدلا واسعا بسبب جرأة مخرجه كمال هشكارفى الغوص فى حياة اليهود المغاربة الذين هاجروا الى اسرائيل وكيف كانت احلامهم وماذا صدمهم على ارض الواقع، ورغم ما حققه الفيلم من نجاح نقدى وفنى الا ان المتشددين والمتطرفين طالبوا بمنعه بحجة دعوته للتطبيع لكونه تم تصويره فى اسرائيل ولكن لأن هناك عقولا مغربية مستنيرة ساندت الفيلم الذى حقق اصداء كبيرة. واليوم يواصل كمال هشكار الغوص فى قصص المهاجرين اليهود المغاربة ويكمل الثنائية السينمائية، فبعد ان عرض فى تنغير القدس حكايات الاجداد والآباء عن المغرب وجمالها وتعايشها الانسانى والدينى يعود بفيلمه الجديد «العودة للبلد الأم» من خلال الجيل الجديد ذى الاصول المغربية والذى يعيش فى اسرائيل يعود ليبحث عن جذوره وعائلاته وجيرانه، وكما كان متوقعا مازال المتشددون فكريا لا يرغبون فى احتواء الآخر ، فواجه الفيلم فى اثناء تصويره تعنتا ورفضا ، ولهذا لم يكن امام مخرجه سوى التصوير بعيدا عن أعين الجهات المتعنتة، وبعد تدخل جهات عليا مغربية منحته الموافقة بعد أن كان قد انجز الفيلم. ولان الفيلم الاول «تنغير القدس والثانى» «العودة للبلد الأم» للبلد يستحقان الحديث التقينا المخرج كمال هشكار للحديث عنهما. لماذا مثل هذه الأفلام؟ لانها أفلام غير موجودة، فليس هناك افلام تطرقت لليهود المغاربة، فالفيلم الاول كان يتناول الماضى وهجرة اليهود المغاربة ، اما الفيلم الثانى فهو عن ابناء اولاد اليهود المغاربة الذين ولدوا فى اسرائيل، وبطلة الفيلم او من ستدور حولها الاحداث المطربة نيتا الخيام التى ستأتى للبحث عن اصول عائلتها وهناك فيلم ثالث عن الامازيغ ، إذن الموضوع ليس قضية اليهود المغاربة فقط بقدر انى اعتبره مشروعا سينمائيا لتناول الجذور والاصول بهدف اكتشاف المغاربة لاصولهم، خصوصا فى هذا الوقت الذى انتشر فيه الارهاب ولكى نقول إن المغرب بلد متعدد الثقافات والاصول والهويات ، مثل مصر فيها مسلمون واقباط ويهود. الفيلم الجديد «العودة للبلد الأم» عن ابناء اليهود فى اسرائيل وسمعت ان هناك قصة وراء اختيارك للمطربة نيتا الخيام كمحور للفيلم؟ نيتا تتحدث العربية وتتحدث المغربية العامية وعندما كنت اشاهدها تغنى انبهرت وعرفتها من خلال الفيس بوك وحينما بحثت عنها كانت المفاجأة ان والدها من بلدتى تنغير التى تحدثت عنها فى الفيلم الاول ، وفكرة الفيلم الجديد انه رغم ذهاب اليهود من المغرب ، إلا أن هناك جيلا تربى على ذكريات وحكايات الاجداد والآباء عن المغرب وارى ان من حق الابناء العودة لوطنهم. فيلم تنغير القدس رغم انه يدين عنصرية اسرائيل وخصوصا السفرديم اى يهود الشرق لمصلحة الاشكيناز الغربيين كما جاء على لسان من قابلتهم الا ان المتشددين المتأسلمين هاجموا الفيلم؟ من هاجموا الفيلم انطلقوا من فكرة واحدة وهى كلمة اسرائيل وأغمضوا اعينهم عن اى شيء آخر تناوله والفيلم ليس محاكمة او محكمة فلم اقدمه لكى اقول هذا صحيح وهذا خطأ، ولكن العائلات المغاربة تكلموا وحكواعن كذب اسرائيل عليهم، فقالوا لهم عندما تهاجرون ستكونون فى الجنة ولكن وجدوا انفسهم فى خيام، اضافة الى انهم همشوا من طرف اسرائيل وهمشوا تهميشا كبيرا وعانوا كثيرا، وكيف انهم ندموا لهجرتهم، ومن هاجم الفيلم لم يسمع ولم ير، هذا هو حال المهاجمين كونك عشت فى فرنسا وتنتمى للمغرب ، هناك رأى يقول ان الجيل الثالث من العرب المهاجرين لاوروبا من السهل ان يصبحوا متطرفين؟ السؤال لماذا يتطرف الجيل الثالث؟ اتفق معك، وهذا يرجع لمشكلة الهوية ، فيأتى لهم واحد يستغل فقر الهوية، هؤلاء يقعون فى مشكلة من نحن ، هل نحن عرب، ام اجانب، ولهذا يأتى لهم من يعطيهم الهوية جاهزة وبالسلاح، هؤلاء الشباب لم يتعلموا الاسلام الصحيح، وللأسف تم تربيتهم على انهم بلا هوية، فرنسا تهمشك لانك عربى والعرب يهمشوك لاتك اجنبى فيأتى احدهم ويستغل الشباب ويقول لهم هذه هويتك وهذا هو السلاح، فالشباب ليس عندهم مرجع الا من خلال المساجد وهى تحت سيطرة الارهابيين ولا تسمع منهم سوى انك فى بلد كافر لابد ان تغيره وللاسف الدول والحكومات ساعدت الفكر المتشدد والمكفرين بخروجهم للنور والظهورعلى الشاشات وهذا جعلهم ينتشرون فى المجتمعات. كيف تتوقع رد فعل الرافضين للفيلم الاول بعد اعلانك عن الفيلم الثانى «العودة للبلد الأم» الذى يدعو لعودة اليهود لوطنهم؟ هؤلاء لم ينتظروا خروج الفيلم فقدرفضوا تصويره ، انا صورت بلا موافقة منهم وانجزت 90 فى المائة، وعندما طلبت تصريحا من جهات أعلى من الجهة المعنية أخذت تصريحا ولكن كنت قد انتهيت من التصوير، إنهم كانوا يريدون منع الفيلم من أساسه.