استدعت الكويت سفيرها من ايران احتجاجا على اعتداءات المتظاهرين واقتحامهم لمقر سفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان،لتصبح بذلك رابع دولة عربية تقطع أو تحد علاقاتها الدبلوماسية مع ايران. واستدعى نائب وزير الخارجية الكويتية خالد سليمان الجارالله أمس السفير الايرانى لدى الكويت على رضا عنايتى وسلمه مذكرة احتجاج خطية على خلفية الاعتداءات التى تعرضت لها السفارة السعودية فى طهران والقنصلية فى مشهد وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية. وقال الجارالله، إن المذكرة أكدت شجب دولة الكويت لهذه الاعتداءات السافرة، مشيرة الى ضرورة احترام إيران التزاماتها الدولية تجاه البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها وحماية أطقمها الدبلوماسية. وأضاف أن المذكرة تضمنت كذلك التأكيد على مسئولية إيران فى حماية تلك البعثات بصورة كاملة بموجب الاتفاقيات المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية والتى أساسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزارة الخارجية -فى بيان رسمى أمس- قولها أن هذه الاعتداءات تمثل «خرقا صارخا للأعراف والاتفاقيات الدولية وإخلالا جسيما بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها». وكانت السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران الأحد الماضى بعد هجوم على سفارتها فى طهران نفذه محتجون على اعدام رجل الدين الشيعى نمر باقر النمر السبت الماضى ثم اعلنت البحرين أمس الأول قطع علاقاتها مع طهران، فيما استدعت الإمارات سفيرها فى طهران وخفضت مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع ايران ،كما أعلنت السودان بدورها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران. وفى موقف مغاير لموقف الحكومة والمرجع الشيعى آيةالله السستانى، اعتبرت الهيئة السياسية لتحالف «القوى العراقية والوطنية» السنى والمجموعة الوزارية قرار السعودية بإعدام عدد من مواطنيها شأنا داخليا، وفقا لنص الدستور العراقى بموجب مادته الثامنة التى تحتم الالتزام بعدم التدخل فى شئون الداخلية للدول ومراعاة مبدأ حسن الجوار وإقامة علاقات على أساس المصالح المشتركة. وذكر بيان صحفى صادر أمس عن الهيئة السياسية عقب اجتماع لها فى بغداد الليلة قبل الماضية، أن العراق والمنطقة عموما تمر بظروف بالغة الدقة والتعقيد فى ظل اتساع دائرة الاٍرهاب وتعاظم مخاطره وزيادة التوترات الإقليمية والدولية، مما يحتم على جميع العراقيين نبذ كل أشكال الفرقة والتناحر وتحشيد الجهود للحفاظ على وحدة العراق وصيانه أمنه وسيادته وثرواته وبناء علاقات متوازنة مع جيرانه. وأدان البيان بشده هذه الجرائم التى نفذتها عصابات آثمة خارجة على القانون بهدف اثارة الفتنه الطائفية واشعال نار حرب أهلية لاتبقى ولاتذر بين ابناء الشعب العراقى الواحد والتى لاتختلف فى سلوكها ودوافعها عن عصابات تنظيم(داعش) الإرهابي. وفى أنقرة، قال المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء نعمان توركلموش إن التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران يزيد، للأسف، من حدة الإحتقان فى منطقة الشرق الأوسط، المتوترة أصلا ،وذلك فى أول رد فعل رسمى من جانب الحكومة التركية على قرار السعودية قطع علاقاتها مع إيران، وأضاف توركلموش فى تصريحات للصحفيين عقب اجتماع للحكومة مساء أمس الأول أن بلاده ترغب بخروج الدولتين من حالة التوتر فى علاقاتهما الثنائية بأسرع وقت. وفى بيان أصدره أمس، طالب وزير الخارجية الماليزى حنيفة امان السلطات الايرانية باتخاذ الاجراءات القانونية تجاه الذين قاموا بهذا الشغب وتقديمهم الى العدالة، معبرا عن قلق بلاده حيال التطورات فى غرب آسيا والشرق الأوسط،, مؤكدا استنكارها بشدة لأعمال الشغب والاعتداء على سفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد. وفى محاولة للرد على التنديد الإقليمى والإسلامى المندد باعتداءات المتظاهرين، اعتبر وزير العدل الإيرانى مصطفى بورمحمدى أنه ليس من المستبعد ضلوع عناصر مندسة فى حادث الهجوم على السفارة السعودية فى طهران.ووفقا لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، فقد أعرب محمدى عن استيائه «لما قام به عدد محدود من الأفراد فى الهجوم على السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمدينة مشهد». وفى سياق ذى صلة ، وصل الموفد الدولى الى سوريا ستافان دى ميستورا أمس الى الرياض فى أوج أزمة حادة بين السعودية وايران الطرفين الرئيسيين المعنيين بالأزمة السورية، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريتش إنه سيزور لاحقا طهران خلال الاسبوع الحالى . ونقل عن دى ميستورا قوله: إن «الأزمة فى العلاقات بين السعودية وايران مقلقة جدا»، وقد تتسبب ب «سلسلة عواقب مشئومة فى المنطقة». وقد أدان مجلس الأمن الدولى بشدة الهجمات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين. وعبر فى بيان صدر عنه فجر أمس الأول عن «قلقه العميق إزاء هذه الهجمات»، وطلب من طهران «حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها» و»احترام التزاماتها الدولية» فى هذا الشأن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» قد اتصل أمس الأول بوزير الخارجية السعودى عادل الجبير عبر خلاله عن «قلقه العميق» لقطع العلاقات مع ايران وحث البلدين على «تجنب أى عمل قد يؤجج التوتر بين البلدين وفى المنطقة». كما أجرى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اتصالين هاتفيين مع نظيريه الإيرانى محمد جواد ظريف والسعودى عادل الجبير وحضهما على الهدوء.