تستعد مدينة الحب والسلام شرم الشيخ لاستقبال الدورة الأولى للمهرجان الدولى للمسرح الشبابى برعاية وزارة الثقافة ودعم وزارتى السياحة والشباب والرياضة مع محافظة جنوبسيناء والتى تبدأ بعد غد وتحمل اسم المخرج الراحل الكبير هانى مطاوع. الذى كان داعما لتجارب الشباب طيلة حياته أستاذا محاضرا بمعهد الفنون المسرحية ومخرجا متميزا فى القطاعين العام والخاص ولم يمنعه نجاحه الكبير من مواصلة هوايته فى اكتشاف المواهب بالجامعات ومسارح قصور الثقافة حتى تخرج على يديه عدد كبير من المبدعين يكفى أن نذكر منهم الدكتور أشرف زكى عميد معهد الفنون المسرحية الحالى والذى كان مساعده فى مسرحية رحلة قطار للكاتب الكبير توفيق الحكيم والتى شرفت بإعدادها فى صورة غنائية شعبية وكانت أول عهدى بالكتابة وتعلمت من خلال التجربة الكثير والكثير من الدكتور هانى مطاوع. وأذكر أيضا من تلاميذه المخرج الكبير خالد جلال الذى أكمل مسيرته فى اكتشاف ودعم المواهب الشابة وإن أضاف على أستاذه مشروع الاشعاع الفنى المتمثل فى مركز الابداع بالأوبرا ولعل من أهم وأبرز الوجوه المبدعة التى اكتشفها هانى مطاوع هو الفنان المتألق أشرف عبدالباقى الذى ظهر لأول مرة فى مسرحية خشب الورد من اخراج الراحل الكبير يؤدى دور عسكرى بائس.. ولكنه استطاع بموهبته وذكائه أن يحول المساحة الصغيرة للدور إلى حدث فنى معلن عن ميلاد نجم كوميديا كبير يحتضن الآن عشرات المواهب الشابة ويصنع بحبه واخلاصه للمسرح حالة متفردة يتابعها الجمهور وخاصة الشباب بشغف كل أسبوع من خلال شاشة التليفزيون حتى وإن كانت بعض العروض ضعيفة المستوى أو لم تأخذ حقها من الإعداد الفني. وأشرف عبدالباقى استحق أن يكون أحد المكرمين فى الدورة الأولى للمهرجان مع أسماء كبيرة وعملاقة فى فن المسرح منها محمود الحدينى وسهير المرشدى وأحمد ماهر وآخرون. ولعل السبب الرئيسى الذى يعطى لمهرجان شرم الشيخ ثقلا وقيمة مضافة هو ترحيب سيدة المسرح العربى سميحة أيوب أن تكون رئيسة شرفية لتلك الدورة.. وهو أمر لا يستغرب من فنانة تفرح دائما بتجارب تلاميذها من الشباب. كنت شاهد عيان وشرفت بالجلوس بالقرب منها فى عرض روح حيث فاجأتنا جميعا مع نهاية العرض بوقوفها لتحية أولادها المبدعين فوقف الجميع من بعدها وفى صمت انفجرت الدموع من أعين المبدعين فى عرض «روح» وقد نالوا من سيدة المسرح العربى جائزة أهم وأكبر من ا'لجوائز الثمانى التى حصلوا عليها فى المهرجان القومى للمسرح. وشاهدتها مرة أخرى تروى بصوتها وحضورها الأخاذ تجربة إنشاء مركز الإبداع والتى شارك فى التمثيل فيها عصام السيد وخالد جلال معا!... وقد أكد الأستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة على سعيه إلى تحقيق العدالة الثقافية بين أقاليم مصر وقال لاحظت منذ السبعينيات أن القاهرة تستمتع بكل أنواع الثقافة الرفيعة, بينما نعتبر أن الأقاليم تكفيها بيوت الثقافة. وهذا ظلم وأرى أن من حق الأقاليم أن تكون لها مهرجاناتها الخاصة. والمبادرة جاءت من مجموعة شباب متحمس بالتعاون مع وزارة الشباب التى كانت حريصة على هذا المهرجان الدولى كحدث كبير فى توقيت مهم ودال لأن الثقافة والفنون هى المدخل الحقيقى للقضاء على أى تطرف, وحيا الفنانة سميجة أيوب التى رحبت فى نصف ثانية على حد تعبير الوزير ولم تستغرق وقتا فى التفكير لتقبل المشاركة ودعم التجربة ثم تحدث فى المؤتمر التحضيرى الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والفنان أحمد عبدالعزيز رئيس لجنة التحكيم والمخرج الشاب مازن الغرباوى رئيس اللجنة العليا للمهرجان حيث أكد مشاركة فرق أجنبية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وصربيا وروسيا للرد على دعاوى المشككين فى أمن مصر حيث سيعود الروس فى إطار مشاركة رسمية بفاعليات مهرجان دولى كما تشارك من الدول العربية الشقيقة السعودية والأردن والإمارات وتونس والعراق والكويت وليبيا وسوريا والتى نال النطق باسمها تصفيقا حادا داخل القاعة للإعلان عن مؤازرة الفن والشعب السورى العريقين، وفى النهاية تناولت الفنانة وفاء الحكيم التنويه عن جانب الندوات العلمية وورش العمل المقامة على هامش المهرجان ويشارك فيها مبدعون من روسيا والعراق والسعودية.