نحن فى حاجة إلى التعبير عن أحاسيسنا، أننا من خلال لغة الفنون المرئية نعيد بناء الأشكال لنستقرئ منها إيحاءات جديدة تلخص لنا وتفسر لنا إحساسنا بالوحدة.. بالتوافق.. بالحيرة. أو بالتناقض، بهذه الكلمات بدأ الفنان السكندرى عبدالسلام عيد حديثه عن معرضه الذى أقيم بجاليرى سفر خان بالزمالك، قدم الفنان مجموعة من احدث أعماله فى مجال التصوير والكولاج ،نفذها الفنان بتقنيات مختلفة وبعدة خامات، فقد استطاع بخيال المبدع ان يحول أشياء بسيطة مثل قطع من القماش والحبال والمعادن والأخشاب الى لوحات فنية تحمل فى مضمونها رؤية فنية خاصة، بالإضافة إلى مهارة الفنان فى الحفاظ على قوة التكوين وترابط العناصر وتوافق الألوان . ويكمل الفنان عبدالسلام عيد حديثه عن معرضه فيقول، إن أعمالى التى أقدمها فى هذا المعرض لا معنى ولا وجود لها دون أن تتلقاها ذات أخرى تتأملها وتتفاعل معها وتكتشف رموزها ودلالاتها، فدائما تحمل الأشياء تداعيات وخيالات لا حصر لها، وعندما نتلقفها بعيدا عن استخداماتها اليومية العادية ونتأملها بمعطياتها البصرية بعيدا عن وظائفها النفعية فى حياتنا العملية أو اليومية، فإننا نعطى للخيال حريته فى الهدم والبناء وفى الإضافة والحذف، حيث يستخلص لنا رؤى كامنة ربما يشكلها القلق، ربما تشكلها الحيرة التى تملؤنا أمام عالمنا المتجدد كل يوم بل كل ساعة،إننا فى مرايا العمل الفنى نرى أنفسنا والعالم من حولنا بعيدا عن الكلمات، تحملنا الدلالات التى تصنعها الخطوط والألوان والأشياء، تحررنا من المنطق لنجد أنفسنا وجها لوجه أمام الحقيقة المجردة، التى يتلقفها الفنان ويقدمها من خلال مخزون الخبرة لديه، لتغمرنا بمعان ومشاعر لا نعرف أسرارها وتنقلنا الى رؤى وعوالم جديدة. عبدالسلام عيد، أستاذ للتصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، شارك على مدى خمسين عاما فى الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، ومثل مصر فى العديد من المحافل والبيناليات والمعارض الدولية من أهمها بينالى الاسكندرية عام 1976 حيث فاز بالجائزة الاولى وكذلك عدد من البيناليهات فى القاهرة وفينسيا وبكين والبرازيل وغيرها ومعرض رواد الفن المعاصر فى حوض البحر المتوسط باليابان عام 2010، كما حصل عيد على جائزتى الدولة التشجيعية فى الفنون عام 1991 والتقديرية عام 2005 وعلى العديد من الجوائز المحلية والدولية من أهمها الجائزة القومية الايطالية لوبيام عام 1977، أعماله مقتناه فى العديد من متاحف العالم، وله العديد من الأعمال الميدانية والجدارية فى مصر وخارجها، منها جدارية المدينة الفاضلة فى أول متحف للتصوير الجدارى بالعالم بفرنسا (متحف تونى جارنيه) تحت أشراف هيئة اليونسكو العالمية عام 1993 وجدارية جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية عام1994، وجدارية "لمحات من فنون الإسكندرية عبر التاريخ" سور مستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية عام 1999، كما قام بتنفيذ النصب التذكارى بمتحف أم كلثوم عام 2001، وجدارية فندق القوات المسلحة باستانلى بالإسكندرية عام 2010، وجدارية واجهة أخبار اليوم بالقاهرة 2014، ومجموعة من جداريات افتتاح قناة السويس الجديدة 2015، وقد قامت احدى المؤسسات الثقافية عام 2011 بطباعة كتاب شامل عن أعماله فى مجال الفنون التشكيلية المختلفة وضم الدراسات النقدية التى كتبت عن تجربته فى مجالات الفنون المختلفة على مدى خمسون عاما.