أجمعت القوى السياسية على محورية وأهمية إطلاق مشروع المليون ونصف المليون فدان، بوصفه ليس تجسيدًا لكيفية مواجهة قضية أمن قومى تتعلق بالقوت اليومى للمصريين فحسب . وإنما أيضًا لكونه نموذجا للتنمية والإعمار الجديدين اللذين تقودهما الدولة، للقضاء على العشوائية وسوء إدارة ملف حيوى بمثل هذا الثقل. ومن ثم فإن تدخل الدولة فى توجيه النشاط الاقتصادى والاجتماعي، يحاول معالجة الأخطاء التى تراكمت عبر العقود الماضية وأهدرت فيها العديد من الطاقات والأصول من دون عائد يذكر. فمن جانبه، أكد الفريق جلال الهريدى رئيس حزب حماة الوطن أن المشروع الذى دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى الأربعاء الماضي، واحد من أهم المشروعات القومية التى تبنتها القيادة السياسية المصرية خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن العمل على توفير الأمن الغذائى للشعب المصرى قضية أمن قومي. وأضاف أن أهمية المشروع تعود لكونه يفتح العديد من أفاق التنمية، على رأسها زيادة الرقعة الزراعية، وإقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعي، وبينها الثروة الحيوانية، والصناعات الغذائية، بهدف التصدير إضافة إلى توفير فرص العمل لأكثر من مليون شاب، وتشجيع الاستثمار، مشيرا إلى أنه من بين الآفاق التى يفتحها تدشين المشروع، فكرة الخروج من الوادى الضيق الذى يعيش عليه الشعب المصرى إلى توزيع السكان على بقية المناطق التى تعانى الفقر السكاني. وشدد الهريدى على أن الاتجاه لتوسيع الرقعة الزراعية فى مصر يتفق وأهداف «حماة الوطن «، مشيدا بالدور الكبير الذى تلعبه القوات المسلحة المصرية، فى حماية الأمن القومى الداخلى والخارجى لمصر، إضافة لدورها الكبير فى مشروعات التنمية.. فيما أشاد حزب الشعب الجمهورى بتلك الخطوة وتحديدا نقطة الانطلاق من منطقة الفرافرة بالوادى الجديد. وأكد رئيس الحزب حازم عمر أن بدء تنفيذ المشروع يعنى اتخاذ خطوات جدية على أرض الواقع نحو البناء وتوسيع الرقعة الزراعية، خاصة بعد أن تم التعدى على مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية والبناء عليها خلال السنوات الماضية. ونوه لكون الرئيس يسعى دائما لتبنى المشروعات القومية الكبيرة، التى تعطى أملا للمصريين والشباب فى أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التقدم فى كل المجالات. وطالب عمر مؤسسات الدولة والوزارات ببذل أقصى جهد خلال الفترة القادمة،خاصة بعد انتخاب أول برلمان بعد ثورة 30 يونيو، وانتظار المصريين لتحقيق نتائج مرضية على أرض الواقع. كما أكد محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية أن افتتاح الرئيس للمرحلة الأولى من المشروع بالفرافرة خطوة مهمة على طريق التنمية وتوجه طيب نحو إحياء المشروعات القومية الكبرى وزيادة الرقعة الزراعية. وأشاد أيضًا نبيل ذكى المتحدث الرسمى لحزب التجمع بهذه الخطوة، وقال إنها بداية موفقة لعدة أسباب: أولها، لكون المسألة لا تقتصر فقط على زراعة هذه المساحة من الأفدنة وإنما تعني بداية تأسيس مجتمعات جديدة فى تلك المناطق ومن ثم خروج المصريين من وادى النيل الذى عاشوا فيه آلاف السنين دون أن يفكر فى الانطلاق فى بقية الأراضى المصرية، كما أشاد حزبا الوفد والمؤتمر بالمشروع، حيث أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة، السكرتير العام لحزب الوفد ل «الأهرام»، أنه يُعد أحد أهم المشروعات القومية الكبرى التى تُحسب للرئيس السيسي، لكونه سيغير خريطة مصر ووضعها الاقتصادي، حيث سيساعد على الاكتفاء الذاتى من المحاصيل التى نستوردها بملايين الدولارات. وأنه يتوقع من خلال تصميم الرئيس السيسى على الارتقاء بالبلاد ونهضتها، أن تكون مصر فى خلال ثلاث أو خمس سنوات أحد النمور الاقتصادية لأننا لسنا أقل من ماليزيا أو إندونيسيا وغيرهما. فيما اعتبر عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر، المشروع بداية نقلة زراعية جديدة لمصر ستحقق طموحات شعبنا فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الإستراتيجية كما أثنى الدكتور محمد عبد الرحمن رئيس المجلس القومى لشئون الفلاحين والمنتجين الزراعيين على دور السيسى وجهوده واهتمامه بالفلاحين وإطلاقه اليوم المرحلة الأولي، وقالت النائبة ابتسام أبو رحاب عن الوادى الجديد، الفائزة ضمن قائمة فى حب مصر، إن زيارة الرئيس للفرافرة تمثل فرحة كبيرة وتجدد الآمال لمجتمع عاش لسنوات طويلة من الحرمان لأبسط الحقوق التى تكفل الحياة الكريمة بمنطقة لها طبيعة وجغرافيا معينة، والزيارة. وأكدت النائب برديس إدريس عن دائرة الداخلة التى تتبعها الفرافرة، أن الفرافرة تحتاج للكثير من جهود الدولة حتى يعم فيها الاستقرار وتكون نقطة جذب لسكان الوادى القديم والدلتا للعمل بها والتعمير وزراعة الأراضى الصحراوية بالبشر وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة. وأشار النائب داود سليمان عن دائرة الخارجة إلى أن جهود ومواقف الرئيس السيسى لا ينساها المصريون على مر التاريخ ، ومشروع الفرافرة إضافة لجهوده بعد مشروعات قناة السويس الجديدة وشرق التفريعة ليؤكد للعالم أن مصر قادمة.