كتب : أحمد مجدي همام في مقهي هادئ ومغمور في وسط البلد رأيت مايكل للمرة الأولي, ورأيت خلقا كثيرين غيره للمرة الأولي, لكني لا أذكر سوي مايكل, وذلك يرجع للطلة الخزعبلية التي أداها فميكي وقف يومها في منتصف المقهي ذي الأضواء الخافتة, ومسح بعينيه المكان, ثم اتجه لطاولة تجلس عليها ناشطة حقوقية مغمورة وقبيحة, كانت تقرأ كتابا عندما سحب الكرسي دون استئذان وجلس, نظرت له بتعجب وعدائية بادية غير أنه سبقها:( آسف, لكن مضطر). ثم أشعل سيجارة وتجاهل حنقها. رجعت هي لكتابها بامتعاض, نفث ميكي دخان سيجارته ثم عزم عليها بسيجارة, رفضت بقرف, باغتها هو قبل أن ترجع لكتابها: ( أنا قررت ان انت خلاص.. صديقتي, وبدل الدخان, أهديك شعر: سأحدثك بصراحة وأخمن أنك ستفاجئين, لكن ثقتي في فطنتك كبيرة ولذلك.. ربما لا تفاجئين مطلقا.. أنا الصديق الكبير, خزانة أسرارك, أسرارك التي تخص دائما رجالا آخرين أقول لك:- وليس مزاحا هذه المرة- إنك امرأة جميلة شهية وجميلة لم أعد أحتمل.. سامحيني, ولتذهب الحكمة إلي الجحيم إن جمالك يعضني بأنياب حادة, لا ليدغدغني.. بل ليدميني لقد تفتحت وردتك تماما, وباتت تنشر عطرها في كل اتجاه أنا لا أطمع في قطفها, لا.. دعيها علي غصنك الطري اللعوب تميل.. فتتأرجح أحلامي يمينا ويسارا كم أتمني فقط أن ألتف كلبلابة حول فرعك وأن ألصق أنفي أخيرا بميسمك الناب... هنا قاطعت الناشطة مايكل وهي تتساءل:( لبلابة إيه وميسم مين يا مخلول ؟) ثم انهبد الكتاب الذي كان في يديها في وجه ميكي, ويبدو أن كعب الكتاب تحديدا قد رشق في سحنته فانفجر جرح صغير تحت عينه اليمني. بعد أن تدخل العاملون بالمقهي وبعض الزبائن الفضوليين, لفض الاشتباك, وشد الناشطة التي أطبقت علي حنك مايكل وكالت له لكمات ليست أنثوية أبدا, ضمد أحدهم الجرح تحت عين مايكل, وهدأ مدير المقهي ثورة الناشطة التي شخرت وتفلت وسبت لمايكل بالأب والأم ولعنت تاريخ خاش أهله.. بعد كل هذا, سمعنا جميعا الناشطة تقول لمايكل وهو يغادر المقهي مطرودا:(.. وعلي فكرة, دي قصيدة أسامة الدناصوري يا تافه).