بعد تطور اساليب قرصنة الافلام وخسائر المنتجين بسببها، لجأت بعض الشركات المنتجة الي طرح افلامهم علي اليوتيوب والمواقع الالكترونية لتغطية جزء من خسائرها وايجاد طريقة جديدة للربح.وأكثر الطرق الشائعة للتعامل هو نظام شركاء اليوتيوب ، حيث يحصل صاحب المحتوى من خلال قناة خاصة ينشئها على اليوتيوب على مشاركة للأرباح ما بين 25 سنتا إلى 7 دولارات لكل ألف مشاهدة حسب نوعية و مصداقية القناة الخاصة به،كما ان مالك القناة يحصل على سنت عن كل دخول للقناة. و هناك أيضا الربح من خلال إعلانات أدسنس التي تظهر في الفيديو، وهناك كذلك الاعلانات المدعومة التي تبدأ مع انطلاق الفيديو، ويتم توليد الأرباح بالاستناد إلى حصة إيرادات الإعلانات التي تنشأ عندما يشاهد المستخدمون الفيديو الذي يتم عرضه، وبالتالي كلما زاد عدد المشاهدات زادت الأرباح.توهناك أيضا تقنية التحكم بظهور المحتوي حيث بإمكان مالكي حقوق الطبع والنشر استخدام نظام يُعرف باسم Content ID لتحديد المحتويات التابعة لهم وإدارتها بسهولة على اليوتيوب.ويتم فحص مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها على اليوتيوب ومقارنتها بقاعدة بيانات الملفات التي أرسلها مالكو المحتوى. ويستطيع مالكو حقوق الطبع والنشر تحديد الإجراءات المُتخذة عندما يطابق محتوى فيديو على اليوتيوب أحد أعمالهم. وفي هذه الحالة ، يتم تقديم مطالبة عبر» الكونتينت أى دى» بشأن الفيديو.وهناك مكاسب اخري يحققها المنتجون من خلال المواقع الالكترونية للمشاهده المدفوعة بالطرق الشرعية التي لاتعرض اي من مالكيها او مستخدميها لأي اضرار قانونية تلحق بهم من قبل مالكي حقوق الملكية الفكرية.ومن ضمن تلك المكاسب التعاقد المباشر مع بعض المواقع التي تقوم ببث المحتوي الخاص بالافلام والحصول علي مقابل منها. تقوم هذه المواقع بشراء المحتوي من الافلام وإعاده عرضها للمشتركين لكي تكون افلامات تحت الطلب ( أون ديماند) وعليها يقوم المشاهد بدفع مبلغ صغير من المال من خلال بطاقات الائتمان ويمكن ايضا طلبها في هيئة اسطوانة مدمجة ترسل له علي عنوانه البريدي.وأنجح أمثلة ذلك الموقع الاكبر في العالم للافلام تحت الطلب المدفوعة المسمى نت فليكس: وهو لا يقدم خدماته لمصر أو للعالم العربي.وتعتبر نت فليكس احدى العلامات الرائدة في المجال التقني رغم اقتصارها على عدد محدود من المناطق حول العالم , وتختص نت فليكس في مجالين اساسيين هما بث الافلام عبر الانترنت من خلال خدمة مدفوعة و هي متوافرة في جميع المناطق التي تدعمها ، ثم خدمة تأجير اقراص الافلام الدى فى دى و تمت اضافة أقراص البلو راى الأعلى جودة في السنوات الماضية، و تقتصر هذه الخدمة على الولاياتالمتحدةالأمريكية و كندا . وحظىت نت فليكس بشراكات و اتفاقيات متميزة وحصرية مع كبريات شركات الانتاج الامريكية مثل والت ديزنى ووارنر برازرز وغيرها.ويقدّم متجر اأمازونب الإلكترونيّ (موقع التسوق الاشهر بالعالم) خدمة اسمها أمازون انستانت فيديو، وهى خدمة تحميل الملفات الرقميّة التي تحتوي على تشكيلة كبيرة من الأفلام القديمة والجديدة لقاء كلفة بسيطة وسهولة كبيرة في التحميل. وتتراوح أسعار الاستئجار في هذه الخدمة بين 3 و4 دولارات أميريكيّة، بينما تتراوح أسعار الشراء بين 10 و15 دولارا أمريكيّا، ويصل سعر شراء الحلقة الواحدة للمسلسل إلى دولارين أميربكيين فقط.أما شركة أبل ذائعة الصيت فقد استطاعت كسب الجماهير منذ سنوات بسبب سهولة شراء الموسيقى من متجرها الإلكتروني ( أى تيونز) الذى صنع ثورة فى شراء المحتوى الموسيقى الرقمى منذ اطلاقه، وبعده استطاعات السير على نفس الخطى بالنسبة للأفلام الرقميّة. وبنظرة بسيطة الى بعض مزايا خدمة «آي تيونز ستو» التي تقدمها أبل، سنكتشفت كيف طورت خدماتها لتناسب كل الاذواق، حيث إنّها متعاقدة مع أفلام اديزنيب (لبرامج الأطفال والبرامج العائليّة) وقناة اإيه بي سيب (للمسلسلات) واستوديو ابيكسارب المتخصص بانتاج أفلام الرسوم المتحركة المجسّمة ومع غيرها من الشركات العالمية . مما جعلها فى المقدمة فى مجال خدمات مشاهده وتحميل الافلام تحت الطلب0 وهناك بعض الأمثلة بالعالم العربي التى تحاول ملاحقة هذا التطور العالمى.و قد انطلق أغلبها من مدينة دبى بالامارات، حيث أنشأت منصات عرض لا محدودة الأولى لافلام تعرض لاول مرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و تقدّم أفلاما مسماه جازوود (اى التى تتخصص فى المحتوى العربي) وبوليوود الهندية وهوليوود الامريكية، إضافة إلى المسلسلات التليفزيونية والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية، وكلها يمكن مشاهدتها على أي جهاز موصول بالإنترنت. وتكمن مهمة تلك المنصات الجديدة في تأمين أفضل تجربة ترفيه عبر الإتنرنت وذلك عبر أغنى المختارات لقاعدة عريضة من المستخدمين. وحتى القنوات العربية المفتوحة وشقيقاتها المشفرة فقد وفرت بدورها خدمات مشاهدة عند الطلب متوافرة على الانترنت يمكنك الوصول إليها باستخدام أى جهاز كومبيوتر ايا كان نوعه. والميزة انها تمنح المشتركين الوصول لمكتبة كل قناة من هؤلاء بما فيها من مئات الساعات من المحتوى المميز من الأفلام والمسلسلات والكوميديا والمسلسلات العربية وبرامج الطبخ وأسلوب الحياة والبرامج الحوارية وعروض الرياضة.كما تجدد نفسها بانتظام بإضافة الكثير من المحتوى الجديد كل شهر. وهناك شرط اساسى لكى يزيد عدد متفرجى الافلام على الأجهزة اللوحية والتليفون المحمول بمصر، وهو أن تزيد الدولة من استثماراتها فى البنية الأساسية في مجال الانترنت. مطلوب ملاحقة العصر لكى تزيد سرعة الانترنت بمصر وتصل لمعدلات معقولة كالموجودة بالعالم. ولا يمكن أن يكون اشتراك ال 1 ميجا الشهرى المنزلى من الشركة الحكومية الوحيدة التى لها وضع احتكارى فيما يوازى 17 دولارا أمريكىا. هذا كثير جدا مقارنة بالعالم.والأمل فى المستقبل كبير. لمزيد من مقالات احمد عاطف