رغم المدة الطويلة التي قضاها البرتغالي مانويل جوزيه داخل القلعة الحمراء وتحقيقه للعديد من البطولات العديدة, إلا أن المدرب العجوز مازال يصر علي عدم الاحتفاظ بالعلاقة الجيدة مع كل اللاعبين علي نفس الدرجة. وعادة ما يكون صدامه مع الكبار فقط ولا يشغل باله بالصغار ولا يعيرهم حتي اهتمامه, وهو يعلن في كل مكان عن ارتباطه ببعض اللاعبين أمثال أبوتريكة وبركات وجمعه ومتعب وعاشور وغيرهم, ولكنه لا يتربط بنفس الدرجة مع باقي اللاعبين, ولعل المشكلة الأخيرة والمثارة حاليا بينه وبين حسام غالي كابتن الفريق قد تكشف عن بعض من تلك الحقائق, لا سيما بعدما رفض كل المحاولات للصلح بينهما بل وأصر علي استبعاد ليبرو الفريق وقائده من رحلة مالي لمواجهة فريق الملعب المالي في باماكو في ذهاب دور ال16 لبطولة دوري أبطال أوروبا. ورغم أن هناك العديد من الاجتهادات التي طالت وناقشت الموضوع وخرجت أكثر من رواية حول الأزمة والتي تتلخص في عدم طاعة غالي لأوامر جوزيه علي حد وصف من حضر الواقعة والتي لا تهم تفاصيلها بقدر ما يهم النتيجة من أحداثها. ورغم عبقرية جوزيه في التدريب وانجازاته التي لا أحد ينكرها إلا أنه وقع في فخ الهواة ولم يتعامل باحترافية مع لاعبيه, ففي جميع المواقف يدافع أي فريق عن إيقاف لاعبيه ويطالب باستبدال عقوبة الإيقاف بالغرامة المالية بحجة عدم خسارة الفريق لجهود اللاعب وإيقافه يكون عقابا للنادي وليس للاعب, ولكن في تلك الحالة جوزيه هو من يعاقب الأهلي حاليا بحرمان الفريق من جهود حسام غالي في مباراة هامة جدا وفي مرحلة هي الأهم في بطولة إفريقيا والتي تقود الفريق لاستكمال البطولة أو لا قدر الله للخروج منها. ويجب أن نعترف ولا نخفي رءوسنا في الرمال بأن مانويل جوزيه لا ينسي من يعارضه في الرأي أو حتي من يدخل معه في نقاش علي أساس أنه الحاكم بأمره, فليس صحيح أن المشكلة الأخيرة بينه وبين غالي هي ما فجرت الوضع, ولكن المشكلة بدأت منذ الموسم الذي تم إلغاؤه بداية من مباراة الإنتاج الحربي التي انتهت بالتعادل2-2 وحدثت مشكلة ومشادة بين غالي وجوزيه بعدما اتهم المدرب لاعبه بالتقصير وبالتسبب في ضياع ثلاثة نقاط ولعب أبوتريكة دور مهم وأغلب اللاعبين لفض الاشتباك الذي حدث داخل حافلة الفريق وانتهي الأمر عند الجميع إلا جوزيه, ثم تكرر الشجار في غرفة خلع الملابس مع غالي بعد لقاء طلائع الجيش الذي انتهي بفوز الاهلي بثلاثية بسبب شجار غالي مع المنافس ووقتها اتهمه جوزيه بأنه لا يصلح قائدا للفريق لأنه لا يصح ان يتشاجر مع المنافس ودافع غالي وقتها عن نفسه مؤكدا أنه كان فقط يدافع عن حسام عاشور الذي أحتك بلاعبي الطلائع, وأيضا انتهي الأمر عند الجميع إلا عند جوزيه, كما أنه لم ينس تعرض اللاعب للطرد خلال لقاء المصري الشهير بالمجزرة وتسببه في خسارة الفريق. والمصادفة الغريبة والتي تدعو للتوقف لحظة هي أن كل مشكلات جوزيه التي نالت الضجيج الاعلامي كانت مع قائدي الفريق وحاملي شارة الكابتن بداية من عصام الحضري الذي سبق وأن سحب منه الشارة ومنحها لشادي محمد, بسبب دلع الحرس في التدريبات علي حد وصف جوزيه وقتها ولكن حقيقة الأمر أن جوزيه كان قرر معاقبة الحضري بعدما تسبب في احتساب ضربة جزاء علي فريقه في أحد مباريات دوري أبطال إفريقيا وكاد الأهلي يودع البطولة لولا خبرة لاعبيه في حسم المباراة, ولم يغفر جوزيه للحضري وأصر علي عقابه قبل أن يخطأ الحضري غلطة عمره ويهرب من الأهلي إلي سيون بطريقة أغضبت كل الجماهير. ولم يختلف الأمر كثيرا في خلافه مع شادي محمد, فكان مضطر لمنحه شارة الكابتن علي أساس أنه الأقدم بعد الحضري وليس حبا في اللاعب المدافع, الذي حصل علي وجبة دسمة من التهكم خلال فترة وجودة مع جوزيه ولعل أحداث مباراة سانتوس الأنجولي في بطولة كأس الاتحاد هي السبب الرئيسي في توتر علاقة اللاعب بالمدرب بعدما انتهت المباراة بهزيمة الأهلي بثلاثية وخروج الفريق من كأس الكونفيدرالية الإفريقية, ووقتها أتهم جوزيه كابتن الفريق بالتقصير والأداء المهزوز المتوتر حتي إنه وجه له كلامه قائلا: أنت لا تصلح كقائد للفريق سوي خلال القرعة التي يتم إجراءها قبل أي مباراة, ورد شادي بثورة ملوحا بيده في وجه جوزيه قائلا: شادي.. شادي.. هو مافيش غير شادي عندك في الفريق؟, قبل أن يكتب جوزيه السطر الأخير لعلاقة شادي بالأهلي ويكون سببا في رحيله. صحيح أن جوزيه تصالح مع الحضري وشادي فيما بعد, إلا أنه من الواضح أن جوزيه لا يسمح حتي لقائد الأهلي وكابتن الفريق أي أقدمهم حتي في مناقشته أو اعتراضه علي رأي جوزيه, والأغرب أن لجنة الكرة في الأهلي لا تحاول أن تناقش المدرب حول هذا السلوك وتطالبه بتعديله حتي لا يخسر الفريق جهود أحد من لاعبيه كما هو الحال مع غالي.