سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تتهم الغرب بعدم التعاون وفرنسا تلمح لقبول مشاركة الجيش السورى فى محاربة «داعش».. تركيا تسعى ل «مصالحة» روسيا بوقف الغارات فى سوريا وتطلب اجتماعاً بين أردوغان وبوتين
سعت تركيا إلى تخفيف حدة التوتر مع روسيا على خلفية اسقاط الطائرة العسكرية الروسية وسط ترقب للقاء كل من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره رجب طيب أردوغان في باريس على هامش قمة المناخ يوم الأثنين المقبل، فى الوقت الذى ألمحت فيه فرنسا إلى تحول جذرى في مواقفها من الأزمة السورية باقتراح مشاركة الجيش السورى فى الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابى. وفى خطوة على طريق منع سكب المزيد من الزيت على النار، قرر الجيش التركى وقف جميع الطلعات الجوية على سوريا ضمن الحملة العسكرية التى تقودها الولاياتالمتحدة، ونقلت صحيفة "حريت" التركية عن مصدر أمنى قوله إن تعليق الطلعات الجوية جاء لتجنب المزيد من الأزمات، وضمن خطوات اتفق عليها الجانبان الروسى والتركى للتصرف بحذر حتى بناء قنوات حوار لتخفيف حدة التوتر عقب اسقاط تركيا لطائرة "سوخوى 24" يوم الثلاثاء الماضى بزعم انتهاكها المجال الجوى التركى. وجاءت هذه الخطوة متزامنة مع إعلان الكرملين أن الرئيس التركى طلب لقاء نظيره الروسى فى باريس بعد غد الإثنين على هامش القمة العالمية للمناخ، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن فلاديمير بوتين تسلم اقتراحاً من الجانب التركى بعقد اجتماع على مستوى الرئيسين، مضيفاً "هذا كل ما أستطيع قوله"، فى إشارة إلى عدم تأكيد الموافقة الروسية. ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن الدول الغربية غير مستعدة للعمل مع روسيا في ائتلاف موحد ضد تنظيم "داعش". ومن جانبه، عقد بوتين اجتماعاً مع مجلس الأمن القومى الروسى لبحث التطورات فى سوريا، وجاء الاجتماع بعد ساعات من كشف الرئيس الروسى عن قيام موسكو بمنح معلومات مسبقة إلى الولاياتالمتحدة عن مسار القاذفة "سوخوى 24" التي أسقطتها تركيا على الحدود السورية . ولتأكيد المساعى التركية لنزع فتيل الأزمة مع روسيا، شدد رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو على أن بلاده لم تكن تعلم أن الطائرة الحربية التى تم اسقاطها هى طائرة روسية، مشيراً فى مقال نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن "اسقاط طائرة حربية مجهولة الهوية في الأجواء التركية لم يكن - وليس - عملاً موجها ضد دولة بعينها"، وإلى أنه تم بموجب قواعد الاشتباك المعمول بها، مؤكداً أن "المشاورات الضرورية تجري الآن" مع روسيا. بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنه لو كان يعلم أن المقاتلة التي تم اسقاطها روسية لكان هناك تصرف آخر غير أنه أكد قيام روسيا بعملياتها العسكرية في سوريا مع نظام الاسد وتقديم موسكو وإيران كافة الدعم له، متسائلاً "هل يحاربون تنظيم داعش ؟ سأقولها بشكل واضح لا يحاربونه". ومجدداً وصف الرئيس التركي، اتهام روسيا لبلاده بشراء البترول من تنظيم "داعش"، بأنه "افتراء"، وعليهم تقديم أدلة لإثباته، وأن لم يحدث فسيعد ذلك ، عدم احترام للدولة التركية"، وقال إنه حاول الاتصال بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بعد فترة قصيرة من الحادث، إلا أن الأخير لم يرد وأعرب عن رفضه للاعتداء الذي تم على سفارة بلاده بالعاصمة الروسية، حيث رشقها محتجون بالحجارة والبيض والطماطم، وحطموا زجاج البناء، عقب حادث الطائرة، مستنكرا اكتفاء الشرطة الروسية بالمشاهدة، واعتبر الحادث بأنه استفزازي. وبعيداً عن خطوات التهدئة، خرجت أصوات متشددة من داخل الحكومة التركية تتبنى خطاب تهديد، حيث حذر وزير الزراعة التركي فاروق جليك من أن أى إجراءات تجارية تتخذها روسيا ردا على إسقاط تركيا طائرة حربية قرب الحدود السورية ستضر المزارعين الروس أكثر. وبعيداً عن التوتر الروسى - التركى، تبنى وزير الخارجية الفرنسى مقاربة مغايرة للتعامل مع المتطرفين في سوريا بإعلانه امكانية التعاون مع الجيش السورى في محاربة تنظيم "داعش" لكن فى إطار انتقال سياسى لا يشمل الرئيس السورى بشار الأسد. وقال فابيوس: "القوات على الأرض لا يمكن أن تكون من قواتنا لكن (من الممكن) أن يكون هناك جنود سوريون من الجيش السورى الحر ومن دول عربية.. ومن قوات النظام.. ولم لا؟" ولم يحدد فابيوس ما إذا كان المقصود الاستعانة بها على الفور أو في الأجل الطويل.وأوضح مسئول مقرب من فابيوس في محاولة لتوضيح تصريحاته إنه كان يؤكد موقف فرنسا المعلن منذ فترة طويلة باستحالة التعاون مع القوات الحكومية السورية في محاربة "داعش" إلى أن تتشكل حكومة وحدة وطنية. وأوضح وزير الخارجية الفرنسى أن بوتين طلب من فرنسا وضع خريطة لأماكن وجود الجماعات التي تحارب متشددى "داعش" فى سوريا حتى لا تقصفها الطائرات الروسية. وقال فابيوس : "هناك الآن نقطة واحدة يتفق عليها الجميع وهي هدف تدمير داعش ... أعتقد أننا نحرز تقدما على هذا الصعيد". وفي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نواب حزب العمال المعارض إلى دعم خطته لضرب داعش في سوريا، قائلا: "على نوب العمال القيام بالشىء الصائب والتصويت على أساس الحجج المقدمة". وأثار زعيم حزب العمال، جريمي كوربين، غضبا كبيرا بين نواب حزبه - أمس الأول - بعد أن أبلغهم أنه لا يستطيع دعم قصف داعش في سوريا.