بعد «الطعنة» التي وجهتها تركيا إلي روسيا بإسقاط مقاتلتها من طراز «سوخوي 24» في سوريا، أعلنت موسكو أمس سلسلة من الإجراءات العقابية العاجلة ضد أنقرة، علي المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، واتهمتها صراحة بدعم الإرهاب في المنطقة، في الوقت الذي حاول فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوح، التراجع أمام غضب الدب الروسي، بقوله إنه لا يريد تصعيد التوتر في العلاقات بين البلدين. ففي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السائحين الروس إلي عدم زيارة تركيا، وأمر بإرسال طائرات لنقل مواطنين من مدينة أنطاليا الساحلية التركية، فيما يعد ضربة قاصمة للاقتصاد التركي الذي يعتمد على دخل السياحة. كما أمر بوتين باستخدام منظومات «إس 300 وإس 400» وهي أحدث المنظومات الصاروخية المضادة للطائرات في سوريا لأول مرة، لتغطية عمليات القوات الروسية هناك، وتكثيف الضربات الجوية ضد التنظيمات الإرهابية، واتهم القيادة التركية باتباع سياسة متعمدة لنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة. في الوقت ذاته، هدد ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، بإلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين، وقال إن الشركات التركية ستخسر حصتها في السوق الروسية. كما نقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عن مصدر حكومي قوله، إن شركة الغاز الروسية «جازبروم» ستعيد تقييم الأمور المتعلقة بالاستمرار في مشروع إنشاء خط أنابيب الغاز عبر تركيا، وأكد أن مصير صفقة الطاقة الأكبر بين البلدين، المتعلقة ببناء شركة «روس أتوم»، أول محطة للطاقة النووية في تركيا، بقيمة 22 مليار دولار، تحت التهديد. من جانبه، أعلن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسية، رفضه لقاء نظيره التركي، مع رفض استقبال أي مسئول تركي، وأكد أنه سيعاد النظر في العلاقات بين البلدين بصفة عامة. ووصف لافروف إسقاط الطائرة بأنه استفزاز متعمد وعمل مدبر، واتهم أنقرة صراحة بأن «إرهابيين استخدموا أراضيها للتخطيط لهجمات في دول أخري»، لم يحددها، وقال إنه «ليس سرا أن الإرهابيين يستخدمون أراضي تركيا».