لحظة تحدَّت الجبابرة والظالمين والغافلين والعابثين والمترفين والمتكبرين.. تمر علينا من وقت لآخر.. فيكون فيها الموت أقرب إلينا من أي أحد.. لحظة رأى فيها الكبير والصغير.. الغني والفقير.. الغافل والذاكر.. الفاسق والمطيع.. - رأى العين - قدرة الله - عزوجل - في الخلق، وإلاماتة. لحظة ذاق فيها الكل رشفة من كأس الموت.. هي لحظة "الزلزال" الذي يضرب، والسيل الذي يجرف، والريح الذي يعصف، والمركب الذي يغرق، والمبنى الذي يُهدم، والنفس التي تزهق.
تستأهل هذه اللحظة أن نستدعيها من سجل التاريخ، وأن نحفرها حفرا عميقا واعيا في أعماقنا، حتى لا ننساها أو نغفل عن معناها، ومبناها.
إنها لحظة "الموت".. فماذا أعددنا لها؟ وهل جهزنا أنفسنا لما وراءها؟
يقول الشاعر:"وفي كل شئ له آية.. تدل على أنه الواحد".. فيا لها من آية، ولحظة يتساوى فيها الموت، والحياة، بل يكون فيها الموت الحياة الحقيقية.
فيا من اعتذر بشبابه، وغرَّه طول الأمل، قال الشاعر: "فلو أنَّا إذا مِتنا تُركنا.. لكان الموتُ راحةَ كل حي.. ولكنَّا إذا مِتنا بُعثنا.. ونُسأل بعده عن كل شيء".
وقال هارون الرشيد: إن الطبيب بطبة، ودوائه، لا يستطيع دفاع نَحْب قد أتى.. فالطبيب يموت بالداء الذي .. قد كان أبرأ مثله فيما مضى".
ونُسب إليه قبل موته أيضا قوله: "مات المداوِي، والمداوَي، والذي .. جلب الدوا أو باعه، واشترى". [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد