للجيش المصرى محطات وبطولات عظيمة على مر العصور حققها دفاعا عن الوطن ضحى فيها بكل نفيس وغال، فإذا عدنا بالتاريخ للخلف منذ أيام الحرب العالمية الأولى فلا يمكن أن ننسى الدور الحيوى الذى لعبه الجيش فى حماية قناة السويس وقت هذه الحرب فعندما دخلت مصر الحرب العالمية الأولى بقرار من رشدى باشا رئيس وزراء مصر والقائم مقام الخديو عباس حلمى الثانى وبموافقة مجلس الوزراء المصرى فى 5 أغسطس 1914، بدأ التجنيد الاجبارى لأول مرة فى مصر وبدأ تكوين جيش جرار معظمه من العمال والهجانة التى تعتمد عليهم الجيوش فى جميع اعمالهم حتى وصل عدد الجيش المصرى الى مليون ومائتى ألف جندى من خيرة شباب ورجال مصر بين سن الثالثة عشرة والخامسة والستين عاما ففرغت مصر من شبابها بدافع الحرب. إن مصر كانت هى الام التى تحتضن جيوش دول العالم الذى يحارب من أجل الحضارة وتحارب الى جوارهم برجال مصر الاشداء وتحميهم وتطعمهم وتعالجهم وتخدمهم ليلا ونهارا فكانت بمثابة «الام» لدول العالم بريطانياوفرنسا وايرلندا واسكتلندا واستراليا ونيوزيلاندا وكندا وجنوب افريقيا والهند وباكستان وغيرها من الدول. فقد احدثت معارك قناة السويس تحولا خطيرا لهيمنة الامبراطورية البريطانية وكان الطريق لجيوش الحلفاء للتوجه الى سيناء لبدء حملة فلسطين ومعهم الاطنان من الاكل والشرب والعتاد من مصر ، فقد بلغ اجمالى القوات المصرية وقوات الحلفاء واهمها البريطانية والاسترالية والهندية التى وصلت لحماية قناة السويس من الغزو العثمانى الى مليونين و 70 ألف جندى لكى تفوق اعداد الالمان ، ومن بين هذه المعارك الهجوم العثمانى الالمانى على قناة السويس بعد احتلال سيناء ، ثم موقعة طوسون 3 فبراير 1915، حيث قال الجنود إن الجيش المصرى حقق هزيمة للاتراك اثناء اجتيازهم قناة السويس عند طوسون وكانت هذه القرية البطارية المصرية الخامسة التى وضعت للدفاع عن قناة السويس وصد هجوم الاتراك برئاسة الملازم اول احمد حلمى وعندما بدأ الاتراك يمدون الجسر فوق القناة السويس الذى كان منصوبا على زوارق الومنيوم لعبور القناة عليه، تركتهم البطارية المصرية بعد ان رأى ان يقوم حلمى بتكتيكاته بعد اتمام الجسر، فلما اعدوه وأتموا تركيبه وبدأوا فعلا بالسير عليه، ادخل احمد حلمى عنصرى المفاجأة والسرعة فانصبوا عليهم بنيران المدفعية فهزموهم وقتلوهم. ولايمكن أيضا أن ننسي الدور الذى قامت به القوات المصرية ايضا فى الدفاع عن الكعبة والحجاز وتدريب القبائل العربية ، ثم معركة دارفور و الحرب فى اوروبا والفرق بينها وبين الحرب فى الشرق الاوسط التى كانت ضد العثمانيين فى الصحراء والتى تختلف عن تضاريس ومعالم ومناخ اوروبا من حيث الطين والثلوج ، حيث كانت البداية السفر الى فرنسا فى مارس 1916 تحركت جيوش الاتراك الاسترالية والنيوزلندية الى فرنسا من الاسكندرية وبورسعيد حيث خلفت هذه الجيوش 28 ألف جريح فى فرنسا وحدها و كان مصاحبا لهذه الجيوش فيالق العمال والهجانة المصرية خاصة فى شمال فرنسا ايضا حيث تثبت المقابر العسكرية للكومنولث وجود الجنود المصريين من فيالق العمال المصرية. وكذلك العون المصرى لبلجيكا فى ذات الوقت بعد ان احتل الالمان 90 % من الاراضى البلجيكية حيث ارسلت مصر معونة لبلجيكا لانقاذ شعبها فى محنته من خلال الصليب الاحمر تتمثل فى اكثر من مليون فرانك ، كما يوضح الكاتب تعاون الجيشين المصرى والاسترالى والنيوزلندى ايضا فى اليونان خاصة فى مدروس حيث كان الجيش المصرى يحارب الى جوار الجيش الاسترالي.