وسعت دول أوروبا إجراءاتها الأمنية تحسبا لتعرضها لهجمات إرهابية على غرار هجمات باريس، وبدأت تفكر فى إجراءات للقضاء على ما تعتبره مصدر التهديد الرئيسى المتمثل فى تدفق اللاجئين على أراضيها، فى الوقت الذى «نصحت» فيه الحكومة الكورية الجنوبية مواطنيها بعدم السفر إلى فرنسا. ففى لندن، قال مصدر حكومى إن بريطانيا عقدت اجتماع أزمة حكوميا أمس برئاسة وزيرة الداخلية تيريزا ماى لتقييم رد بريطانيا بعد هجمات باريس. وكان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قد رأس اجتماعا مبدئيا للجنة الطوارئ لبحث الهجمات فى وقت سابق أمس الأول، وقال بعد الاجتماع إن بريطانيا ستلتزم بمستوى التأهب الحالى لمواجهة التهديدات. وفى بروكسل، رفعت بلجيكا مستوى التأهب الأمنى من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة القصوى خلال المناسبات التى يجتمع فيها عدد كبير مثل اللقاءات الرياضية والاحتفالات الرسمية. وقال فريديريك كوديرلييه المتحدث باسم رئيس الوزراء شارل ميشيل إنه «بالنسبة للمناسبات الكبرى، تم رفع المستوى إلى الدرجة الثالثة، وهذا يعنى وجود تهديد ذى صدقية وربما وشيك». وأدلى المتحدث بتصريحه فى أعقاب اجتماع عقده مجلس الأمن القومى البلجيكى بعدما أظهرت أولى خيوط التحقيقات فى اعتداءات العاصمة الفرنسية وجود صلة للانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريسببلجيكا. وكان وزير العدل البلجيكى كون جينز قد أعلن فى وقت سابق أنه تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص خلال عملية واسعة نفذتها الشرطة فى ضاحية مولنبيك بمنطقة بروكسل على صلة باعتداءات باريس. وكان المدعى العام الفرنسى قد كشف فى وقت سابق عن أن إحدى السيارات التى استخدمها المهاجمون مساء الجمعة تحمل لوحة بلجيكية، وقد استأجرها فرنسى يقيم فى بلجيكا، موضحا أن هذا الفرنسى «خضع لتفتيش على الطريق فى بلجيكا مع شخصين آخرين فى سيارة أخرى». وأضاف أن الشرطة البلجيكية اعتقلت الثلاثة وهم «غير معروفين لدى أجهزة المخابرات الفرنسية». وفى أثينا، قالت مصادر بالحكومة اليونانية إن شخصا ثانيا يشتبه أنه كان ضمن المهاجمين فى باريس يرجح جدا دخوله أوروبا عبر اليونان. وفى وقت سابق، قال وزير بالحكومة اليونانية إن حامل جواز السفر السورى الذى عثر عليه قرب جثة أحد المسلحين فى هجمات باريس قد عبر من خلال جزيرة ليروس اليونانية فى أكتوبر الماضي. وقال أحد المصادر «من المرجح جدا أن يكون المشتبه به الثانى قد مر عبر اليونان، التحقيق لا يزال جاريا». وفى برلين، دعا رئيس جهاز المخابرات الألمانى إلى تطبيق «إجراءات منظمة» فيما يتعلق بالدخول اليومى لآلاف اللاجئين إلى ألمانيا، قائلا إن المتطرفين قد يستغلون وضع الهجرة الذى يتسم بالفوضى أحيانا. وقال هانز جورج ماسين رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية «بي.إف.في» إنه «من الممكن أن يكون هناك أيضا إرهابيون قادمون مع اللاجئين، ولكننا نعتبر هذا احتمالا أقل». وأضاف أنه «بالنسبة للسلطات الأمنية فمن المهم أن تكون هناك إجراءات منظمة فيما يتعلق بالدخول إلى ألمانيا وتنفيذ إجراءات اللجوء». وأشار ماسان إلى أن طريق اللاجئين من سوريا والعراق إلى تركيا واليونان وشمالا عبر دول البلقان خطير جدا، وأبدى قلقه أيضا من أن المتطرفين الإسلاميين الموجودين بالفعل فى ألمانيا قد يسعون لتجنيد مهاجرين شبان. وفى موسكو، أعلنت السلطات الروسية أنها وضعت الأجهزة الأمنية فى حالة تأهب مرتفعة غداة الاعتداءات التى استهدفت باريس. وقالت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب إنه «على ضوء التهديدات الجديدة، تم وضع كل مكونات المنظومة الأمنية فى حالة تأهب مرتفعة». ودعا البيان المواطنين الروس إلى التحلى «بقدر عال من حس المسئولية واليقظة» فى مواجهة الإرهاب الدولي. وفى سول، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إنها أصدرت نصيحة لمواطنيها بالامتناع عن زيارة باريس بعد الهجمات الأخيرة. وذكرت الوزارة أن هؤلاء الذين يعتزمون زيارة باريس والمنطقة المحيطة بها عليهم «المراجعة بحذر» بشأن ما إذا كان يتعين عليهم الذهاب إلى هناك. وفى برازيليا، بعثت رئيسة البرازيل ديلما روسيف رسالة تضامن إلى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند تحت عنوان «اليوم كلنا فرنسا» أدانت فيها الهجمات والأعمال الإرهابية، واصفة مرتكبيها ب»الجبناء». وقالت روسيف فى رسالة التضامن إن الأمة الفرنسية سوف تخرج من هذه المحنة أقوى وأكثر تماسكا. وفى مكسيكو سيتي، قالت وزارة الخارجية المكسيكية إن مكسيكيتين تحملان جنسيتين مزدوجتين كانتا من بين ضحايا الهجمات التى وقعت فى باريس.