أوجه رسالة نفسية إلى الإعلام فأقول: تفاءلوا بالخير تجدوه.. هكذا يقول المثل فليكن هذا هو شعار الإعلام هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا فلا معنى لمزيد من جرعات اليأس والإحباط يوما بعد يوم وكفانا حزنا وبؤسا على كل ما عشناه وما عانيناه طوال السنوات الماضية.. إننا شعب طيب متدين عريق له تاريخ يدب فى جذور وأعماق الأرض لا نرضى بالهوان ولا نقبل الإهانة والمهانة وليس لنا ما نملك أغلى من صلتنا بخالقنا سبحانه وبعزة أنفسنا وكرامتنا.. نطلب من إعلامنا الشامخ الأصيل الكثير من الرحمة والعطف والرأفة، وألا يلعب على وتر حاجة البسطاء وعوزهم، ولا يدغدغ أحاسيسهم بالكثير من النقد الهدام والنظر إلى نصف الكوب الفارغ وغض النظر عن النصف الممتلئ، لقد أنجزنا الكثير وحققنا المعجزة وعبرنا من عنق الزجاجة بعد ثورتين هزتا العالم كله، وللأسف استخسر الطامعون والشامتون علينا هذا الإنجاز العظيم ومازالوا يطاردوننا ويحاولون ان يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، إنهم ينظرون إلينا بعين الحاسد والحاقد ويستكثرون علينا ان نلحق بركاب التقدم وأن ننعم بحياة الرغد والنعيم وأن نهنأ بالاستقرار والطمأنينة والأمان.. اننا شعب على قدر المسئولية ومستعدون دائما لقبول التحدى فهذا هو قدرنا وهذه هى شيمتنا وتاريخنا يحكى ذلك ويثبت اننا رجال المهام الصعبة والمحن الشداد.. يا رجال الإعلام اشحذوا همم البسطاء من الناس بالأمل والعمل وبدلا من ان تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة واعلموا ان نهاية النفق المظلم دائما ما يكون الضوء المشرق الكثيف وان بعد العسر يسرا وان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. افتحوا أبواب الفرحة والبهجة أمام نفوسنا وحولوا حالة الشقاء والمعاناة إلى حالة التفاؤل والبسمة فإن الفرج قريب والخير وفير وان الله يدافع عن الذين آمنوا وعنده مفاتيح الرخاء والنماء والرزق الوفير.. ونحن أبناء مصر الأوفياء ليس أمامنا سوى الصبر والعمل الجاد المخلص والثقة بأن المحنة تأتى بالمنحة فالصبر مفتاح الفرج وأن أول الغيث قطرة وما نحن فيه الآن خير وأفضل ألف مرة مما كنا عليه بالأمس. د.يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة