الكاتب والمؤلف محمود أبوزيد صاحب افلام «العار» و«الكيف» و «جرى الوحوش» و«البيضة والحجر» و«ديك البرابر» و«حب لا يرى الشمس» وغيرها من الافلام المهمة التى اثرت السينما بفنها الراقى والواعى، من المؤلفين الكبار الذين قدموا أعمالا فنية شكلت وجدان الجمهور، كما أنه الوحيد الذى تنبأ بانهيار الاغنية ولغة الحوار بين المؤلفين الكبار.. التقته صفحة السينما فى حوار حول أسباب وصولنا لتلك المرحلة من الفن «الهابط» وكيفية الخروج منها واسباب ابتعاده وصحة ما يتردد عن تحويل فيلم «الكيف» الى مسلسل فماذا قال؟ فى البداية تساءل الكاتب محمود ابو زيد هل توجد سينما حقيقية حتى اكون متواجدا انا وغيري؟ } اقدم افلاماً جيدة فى ظل تلك الظروف السيئة التى تعانى منها السينما فالمناخ لا يشجع على التواجد فيه واعتقد ان الجميع يستشعر ذلك فأنا فى البداية كنت اكتب وانتج الافلام واقدمها للرقابة ومنها الى دور العرض فلم يكن هناك ما يسمى بمافيا دور العرض التى تسيطر على السوق السينمائى الان وهو ما يجعلها تختار عدد اكبر لافلامهم فى دور العرض بالاضافة الى اختيار توقيتات جيدة لافلامهم لانهم غالبا يكونون المنتج والموزع فى وقت واحد وهو ما ادى الى هروب المنتجين لان الامر لم يعد مجديا على مستوى الانتاج. تعرض السبكى وافلامه للهجوم فى الفترة الاخيرة لما يقدمه من افلام تعتمد على الاغنية والراقصة، فكيف ترى الامر؟ } انا لم انزل من بيتى لمشاهدة افلام فى السينما وما اتابعه غالباً يكون من خلال الافلام التى يتم عرضها فى التليفزيون والتى اراها بصراحة شديدة تضر المجتمع ولا تفيده فى شىء، فالكوميديا التى تقدم الآن اصبحت مجرد تفاهات ولا تتضمن أية رسالة او هدف يصل للجمهور فهى كوميديا اسكتشات ثقيلة الدم كما اصبحت الاغنية الهابطة والافلام الشعبية هى المسيطرة على الساحة الفنية لذلك فلا نتعجب عندما نرى أطفالاً يرقصون بالسكاكين والمطواة وتكمن الخطورة ان تلك السموم وأنا لا استطيع ان اطلق عليها غير ذلك يعتاد عليها الشباب وتصبح هى الفكر السائد لديهم وهو امر خطير، فالرقابة غائبة ونحن فى فوضي عارمة. وبالنسبة لى فأنا ضد الهجوم على اى شخص لان كل منا له طريقة تفكيره حتى يحقق اعلى الايرادات انت اول من تنبأ بكارثة انهيار الاغنية فى فيلم الكيف وبلغة الحوار الهابطة، ولكن هل كنت تتوقع ان تصل الامور لهذا السوء؟ } بالتاكيد كنت اعلم وانا اكتب الكيف ان هناك الأسوأ الذى لم نصل اليه ولكنه تحقق فيما نشاهده من انهيار الاغنية التى يطلقون عليها شعبية وهى للأسف الشديد بعيدة كل البعد عن التراث الشعبى الحقيقى لأنها فن هابط لذلك جميع الاغانى التى قدمها النجم محمود عبد العزيز فى فيلم الكيف وكانت من تأليفى كتبت عليها كلمات الاغانى من تخريف محمود أبو زيد. وما تعليقك على الجملة الشهيرة «الجمهور عايز كدة»؟ } هذا كلام غير صحيح فالعكس هوالصحيح واذا سألت اى شخص فى الشارع ستجدى الاجابة تنحصر فى اطار واحد بأن الأفلام المعروضة سيئة باستثناء عدد قليل يعد على اصابع اليد الواحدة لان الجمهور يقيم ويعلم الافلام الجيدة ولكنه للاسف اعتاد على السيء وهناك جملة حوار تحضرنى فى فيلم الكيف بين النجم يحيى الفخرانى وجميل راتب الاخير بقوله له كنت اتاجر فى الشاى ولكننى كنت اغشه بنشارة الخشب وعندما منع طرحت الشاى بدونها ولم تعجبهم والخلاصة ان الجمهور عندما يعتاد على السيئ ينسى الشيء الجيد وهذا الامر ينطبق على السينما التى تعيش نكبة فنية سينمائية والمجتع لاينصلح حاله الا إذا اعطيته فنا جيدا أعطيك فنا صالحا. طرحت فى بعض افلامك مثل العار والكيف وجرى الوحوش والبيضة والحجر الكثير من التناقضات الاجتماعية التى تسيطر عليه مابين فكرة الصراع بين الحلال والحرام والخير والشر وجرى الكثيرين وراء الاعمال والخزعبلات فى البيضة والحجر، فهل من الضرورى ان يعكس الكاتب واقع مجتمعه ام يطلق العنان لخياله؟ } أنا احب كتابة الاشياء القريبة من المجتمع ولم احب الكتابة فى السياسة لانها متغيرة فالافلام الاجتماعية تعكس المشاكل والظواهر التى تطرأ على المجتمع وأحاول أن أقول من خلالها الكلمة الصحيحة فمثلا الآية القرانية التى ختمت بها فيلمى العار وجرى الوحوش تعبر عن مغزى الفيلمين ولكن لايجب تقديمه بشكل مباشر لاننى بذلك ازيد من المشكلة فاذا تحدثت عن المخدرات وهو ما حدث فى فيلمى الكيف مثلا لم اظهر ذلك فى المشاهد، فقط اظهر افرادا تدخن السجائر والشيشة بدون الغوص فى تفاصيل الامر لأن الذى لا يعرف شيئا سيعرف ويتعلم من خلال الفيلم. افهم من كلامك انك مع الآراء التى هاجمت مسلسل تحت السيطرة، لكثرة المشاهد التى تضمنت تعاطيا للمخدرات؟ } بصراحة انا احببت تجربة سجن النساء بشكل اكبر من مسلسل تحت السيطرة فهذا الموضوع يناقش فى السينما وليس فى مسلسل 30 حلقة شارك فى افلامك العديد من النجوم حسين فهمى ومحمود عبد العزيز والراحلان احمد زكى ونور الشريف فما هى السمة التى تميز هذا الجيل عن الجيل الحالي؟ } جيل احمد زكى ونور وحسين ومحمود كانوا يدققون جيداً فى اختيار المضمون أما المقابل المادى فكان آخر شيء يتكلمون فيه اما الجيل الحالى فالمادة هى التى تسيطر عليهم وتكون هى الهدف ولكننى لا استطيع التقليل من شأن الجيل الجديد فهم يمتلكون مواهب جيدة ولكن ينقصهم التوجيه. ماهى اكثر الافلام القريبة الى قلبك؟ } اعتز بهم جميعا لكننى أحب «جرى الوحوش» و«ديك البرابر» فقد كنت احرص من خلالهما ان اوصل فكرة للجمهور فالامر ليس سبوبة «إن الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه» لذلك هى فى ذاكرة الجمهور حتى الآن.