شهد اليوم الأخير فى انتخابات الإعادة بالإسكندرية لبرلمان 2015 منذ صباح أمس إحجاماً كبيراً عن اللجان الانتخابية، التى وصل عددها إلى 1376 لجنة فرعية، بعد إلغاء الانتخابات بعدد 300 لجنة بدائرة الرمل تنفيذاً لقرار محكمة القضاء الإداري. وعلى الرغم من قرب الانتهاء من الانتخابات فإن آثارها لم تنته، حيث وقف العديد من ناخبى الثغر، مطالبين كبار المسئولين بالدولة بألا تمر الرشاوى الانتخابية بسهولة لتزييفها إرادة الناخبين، خاصة أن اليوم الأول من جولة الإعادة سجل حضوراً فى مختلف الدوائر لا يتعدى 4.5% من عدد الناخبين المقيدين فى الجداول الانتخابية. رغم أن كل الظروف كانت مهيأة لإقبال الناخبين بقوة خاصةً بعد غرق المدينة فى مياه الأمطار ومصرع ستة مواطنين ورحيل المحافظ وحاجة الإسكندرية لنواب وطنيين وجادين يفضلون مصالح المواطن على المصالح الشخصية، لكن المفاجأة أن الناخب أحجم عن التصويت للحفاظ على سمعته فى ظل وجود المال السياسى والرشاوى الانتخابية التى تحرر بشأنها العديد من المحاضر، وهذا دعا المرشحين إلى الدفع بمندوبيهم وأنصارهم إلى الانتشار بمختلف المناطق خاصة الشعبية والعشوائية لإحضار الناخبين البسطاء من كبار السن والسيدات فى سيارات ملاكى وميكروباص للذهاب لصناديق الاقتراع. وأصبح كل مرشح يعزف بمفرده فى نقض للتحالفات والتربيطات التى تمت بين بعض المرشحين قبل جولة الإعادة والتكثيف من الدعاية أمام اللجان دون اعتبارات لقرارات اللجنة العليا والصمت الانتخابى وسطوة سماسرة الانتخابات الذين تطاردهم الشرطة أمام اللجان بعد انتشارهم فى ظاهرة مفجعة غريبة على أبناء الإسكندرية، وسيطرتهم على اتجاه وسير العملية الانتخابية حتى أصبحوا المهيمنين على المشهد الانتخابى وإدارة الانتخابات فى دوائر العامرية وبرج العرب ومينا البصل ومحرم بك وبعض مناطق دائرة المنتزه أول وثان، وقد سيطر المشهد المأساوى بانهيار منزل بمنطقة أبوقير التابعة للدائرة ومصرع ثلاثة تحت أنقاضه بينهم طفلة وإصابة ثمانية، مما أثر بشكل مباشر على إقبال الناخبين، وفى دائرة العطارين تصدرت التجاوزات التى تم تصوير فيديوهات بها خلال شراء الأصوات، وتم القبض على أحد مؤيدى مرشحى العطارين فى أثناء توزيعه النقود على الناخبين. وأكد المستشار حسنى السلامونى نائب رئيس مجلس الدولة وعضو اللجنة العامة بالإسكندرية أن نسبة التصويت ترتفع فى لجان السيدات وكبار السن منذ الصباح ومن المتوقع أن ترتفع فى كل اللجان مساء، موضحاً أنه صدرت تعليمات لرؤساء اللجان بألا يتم غلق أى لجنة ويظل التصويت مفتوحاً مادام هناك ناخبون داخل أسوار اللجان، وبعد الانتهاء من التصويت تجرى عملية الفرز بكل لجنة وتعلن نتيجة الأصوات ويمنح المرشح أو مندوبه صورة من نتائج الفرز وذلك لا يعتبر نتيجة نهائية، ولا يتم الأخذ بها ثم ترسل الصناديق والنتائج للجنة العامة لمراجعتها وإرسالها للجنة العليا المختصة بإعلان النتائج النهائية بعد إضافة أصوات الناخبين بالخارج وفحص التظلمات والطعون ولها الحق فى قبولها أورفضها. وأضاف السلامونى أن ضعف الإقبال كان عاملاً مهما فى عدم وجود شكاوى مؤثرة وأيضاً فى سير العملية التصويتية فى سلاسة ويسر. وفى الوقت نفسه، رصدت «الأهرام» نسب التصويت والتى تسير بمعدلات أقل من نسب المشاركة فى الجولة الاولى للانتخابات، والتى بلغت على مدى اليومين 23.6% من اجمالى المقيدين فى الجداول الانتخابية من المواطنين، وبلغت نسبة المشاركة فى النصف الاول من يوم أمس 5% من اجمالى المقيدين فى اللجان، ومن المتوقع أن تصل إلى 10%. كما تم رصد شراء الأصوات الانتخابية بشكل كبير فى كل الدوائر الانتخابية ال 9 التى تشهدها المرحلة الانتخابية، وتراوح سعر الصوت الانتخابى بين 300 و600 جنيه.