أنطلقت صباح أمس بالإسكندرية مرحلة الإعادة لإنتخابات مجلس النواب 2015 وسط أجواء صعبة يعيشها مواطنو الثغر من آثار النوات والأمطار الغزيرة تحت تكهنات بتأثير سوء الطقس والأحوال المناخية على العملية الانتخابية والتصويت، وأن كان البعض يرى أن الظروف المناخية التى فضحت المسئولين التنفيذيين بعدم قدرتهم على إدارة الأزمات وإنهيار البنية التحتية للمدينة ربما تدفع الناخبون من أبناء الإسكندرية الحضور والاقتراع باللجان فى اختيار من يستطيعون تلبية مطالبهم التى فشل فى حلها التنفيذيون حتى أصبحت آمالهم الأخيرة معقودة على نواب مجلس الشعب فى تحقيقها وإنقاذهم من الأوضاع السيئة التى يعيشونها. ورغم تطاير اللافتات وتلف وسائل الدعاية الانتخابية المتنوعة بسبب الرياح الشديدة والامطار الغزيرة حتى خلت شوارع وميادين المدينة من الدعاية فإن العديد من المرشحين انتهز أزمة الإسكندرية وأكدوا للناخبين عندما سيكون هناك برلمان سيطالبون بحقوق المدينة ويحاسبون المسئولين الفاسدين مهما كانت مناصبهم الذين أوصلوا الإسكندرية عروس البحر لهذه الأوضاع المزرية ،وذلك بهدف جذب الناخبين وحثهم على الذهاب لصناديق الاقتراع. وشهدت لجان 9 دوائر وصل عددها إلى 1677 لجنة فرعية و474 مقراً أنتخابياً حيث يتنافس 42 مرشحاً من مختلف الأحزاب والتيارات والتوجهات على 21 مقعداً بعد إلغاء وتأجيل انتخابات دائرة الرمل أول وثان التى تضم أربعة مقاعد معدلات ضعيفة للغاية مقارنةً بالجولة الأولى التى كان يتنافس فيها 390 مرشحاً ، وأصبح الهدوء والتكثيف الأمنى فى محيط اللجان السمة الأساسية، وقد اختلف الأمر نسبياً فى بعض الدوائر وعلى رأسها دائرة العامرية وبرج العرب التى شهدت إقبالاً ملحوظاً من أنصار مرشحين حزب النور ومرشح مستقل منذ الساعات الأولى من فتح اللجان، وقد عقد حزب النور العزم فى الفوز بمقاعد الدائرة وبدأوا منذ فتح اللجان باحضار إنصارهم وحشدهم أمام اللجان بوسائل مواصلات وسيارات ملاكى لكبار السن والسيدات، ولا يختلف عنهم كثيراً المرشح من القبائل العربية الذى حصل على أعلى الأصوات فى الجولة الأولى. وشهدت لجان دائرة محرم بك التى يتنافس على مقعديها أربعة مرشحين منهم برلمانيون سابقون نوعاً من الإقبال خاصة لجان المناطق الشعبية والقرى الزراعية بأبيس والتى يحشد فيها بعض المرشحين العديد من أنصارهم ليمثلون كتلة تصويتية فى بعض اللجان خاصة فى منطقة غربال، وأصبح المرشح الشاب الحاصل على أعلى الأصوات هيثم أبو العز الحريرى فى حكم الفوز بمقعد من المقعدين ، بينما تميزت لجان دائرة سيدى جابر وباب شرق التى يتنافس فيها أربعة مرشحين من أحزاب المصريين الأحرار والوفد والحركة الوطنية ومستقبل وطن، وأربعة مستقلين من مختلف التيارات على 4 مقاعد بالهدوء ولكنها شهدت إقبالاً بمناطق الشاطبى وكامب شيزار والإبراهيمية خاصة لجان السيدات وحضور ملحوظ فى بعض اللجان خاصة فى عزبة المطار التى شهدت منافسة شديدة بين المرشحين لطبيعة المنطقة الفقيرة التى جعلت أبناءها يتصارعون فى دعم بعض المرشحين ، فى الوقت الذى لعبت فيه أندية أولاد الذوات خاصة نادى سبورتنج ومعه الاولمبى والاتحاد فى دعم رئيس نادى الأولمبى الذى حصل على أعلى الأصوات وحرص عدد كبير من الرياضيين ومشجعيهم على الأدلاء بأصواتهم. وفى دائرة الجمرك والمنشية والعطارين التى تضم مقعداً واحداً تشهد صراعاً من نوع خاص وحضوراً مكثفاً فى بعض اللجان بمدارس العطارين وهنا يكمن الصراع بين الامكانات ورأس المال وبين من يرفع شعار الثبات على المبدأ وكل واحد له مؤيدوه والتكهن الفوز بالمقعد أصبح صعباً 0 وشهدت بعض اللجان خاصة بعد ظهر أمس حشداً للسيدات فى المناطق الشعبية والتى كان فيها القاسم المشترك بين المرشحين نقل المؤيدين فى سيارات ميكروباص، ولكن الظاهرة السيئة والتى يرفضها السكندريون وبدأت بوادرها بعض انتشار ظاهرة المال السياسى والرشاوى الانتخابية فى معظم الدوائر حيث وصل سعر الصوت فى مينا البصل واللبان إلى 600 جنيه التى تضم مقعدين يتنافس عليهم نجل تاجر الأخشاب رشاد عثمان وأيضاً نجل عدلى إسماعيل صاحب الإمكانات الكبيرة والأثنين من أبناء جهينة ومعهما اللواء راشد والكورانى اللذين يحظيان بشعبية بين أبناء الدائرة ،و غيرها فى مناطق بعض الدوائر التى وصل سعر الصوت فيها إلى 400 جنيه0 وفي سياق متصل تواصلت عملية المتابعة الدولية للانتخابات البرلمانية في جولة الإعادة عبر البعثات الدبلوماسية و المؤسسات الدولية الحاصلة علي تصاريح بمتابعة العملية الانتخابية من اللجنة العليا للانتخابات حيث قام وفد برئاسة ستيفن فيكن قنصل عام الولاياتالمتحدةبالإسكندرية بمتابعة العملية الانتخابية صباح أمس في ثلاثة لجان بمنطقة المنتزة والرأس السوداء. وقال ستيفن فيكن في تصريح ل "الأهرام" أنه شاهد اللجان الفرعية تستقبل الناخبين الذين يقومون بالتصويت في صناديق الاقتراع مؤكدا أن مصر بإجرائها للاستحقاق الثالث من خارطة الطريق عبر وجود مجلس للنواب يمثل خطوة نحو الديمقراطية متمنيا مشاركة كافة المصريين في العملية الانتخابية . كما قامت البعثة الدولية الإفريقية للتنمية المستدامة بمتابعة اليوم الأول للانتخابات البرلمانية في جولة الإعادة وأشادت البعثة بإجراءات الانتخابات وتأمينها فى الجولة الأولى واصفة الانتخابات بالجيدة مؤكدة أن البعثة الإفريقية قامت بمتابعة الانتخابات فى لجان الإسكندرية والبحيرة عبر فريق ضم ممثلين من دول تشاد والكونغو وتنزانيا وزيمبابوى وجدت تعاونا كاملا من القائمين على الإشراف على الانتخابات لقيامهم بإجراءات المتابعة موضحة أنها ستقوم بعمل تقرير تفصيلى سيعرض فى مؤتمر صحفى نهاية الشهر الحالي عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية. وكان فريق البعثة الدولية قد قام بإجراء مقابلات مع عدد من وسائل الإعلام بالإسكندرية وممثلين عن الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى للتعرف على تقييمهم للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وتفقد وفد التجمع الاقتصادي لدول الشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا"، الذي يضم 19 دولة إفريقية، صباح أمس الثلاثاء، اللجان الانتخابية بدائرة المنتزه أول، فى إطار مراقبته لانتخابات البرلمان.