دخلت انتخابات الإعادة بالاسكندرية لحظاتها الحاسمة ولم يتبق سوى 48 ساعة على بدء الجولة الفاصلة التى تحدد المرشحين الفائزين الذين يمثلون الشعب تحت قبة البرلمان ، ومن هذا المنطلق بدأ مرشحو الإسكندرية الذين يخوضون جولة الإعادة تحركات مكثفة وتربيطات غريبة لم تشهدها المدينة من قبل ، وأيضاً تحالفات تعكس صعوبة العملية الانتخابية فى الإعادة بل إن بعضها أشبه بالمستحيل ، ومع ذلك فإن كل شئ أصبح مطروحاً ومباحاً فى معركة الانتخابات التى جعلت التحالفات والتربيطات قريبة من سيناريوهات الدراما والأفلام السينمائية نظراً لصعوبة تخيلها أو تصديقها. ففى معقل السلفيين بغرب المدينة ورغم وجود ثلاثة مرشحين لهم بدائرة العامرية وبرج العرب التى تضم ثلاثة مقاعد فإن هناك تربيطات تجرى فى الخفاء مع أحد المرشحين المستقلين الحاصلين على أعلى الأصوات لدعمهم مقابل تخليهم عن أحد مقاعد الدائرة باستبعاد مرشح منهم ليفوزوا بمقعدين ويتخلوا عن الثالث له خوفاً من تحالفه مع مرشح المصريين الأحرار والمرشح المستقل وإقصائهم من الدائرة. وتتصاعد الدراما الانتخابية فى دائرة سيدى جابر وباب شرق التى تضم ثلاثة مقاعد بمحاولات لإيجاد صيغة توافقية بين المرشحين الأوائل الثلاثة وهم بالترتيب طارق السيد رئيس النادى الأولمبى مرشح حزب « المصريين الأحرار» وحسنى حافظ « رئيس حزب الوفد بالإسكندرية» و سمير البطيخى «الحركة الوطنية». وتجرى المفاوضات فى مراحلها النهائية التى أوشكت على الاتفاق الأمر الذى لو تم يصبح ساويرس والبدوى وشفيق رؤساء الاحزاب الثلاثة « إيد واحدة « لكون المرشحين الثلاثة يمثلون تيارات مختلفة وبالتالى فإن هذا التحالف يحقق ما عجز عن تحقيقه الأقطاب الثلاثة رؤساء الأحزاب الذين هم فى خلاف دائم ،ويصبح تحالفا من نوع غريب تقتضيه الضرورة لتطبيقه على أرض الواقع لفوز كل حزب بمقعد فى الدائرة. أما دائرة الدخيلة التى يتنافس على مقعديها أربعة مرشحين منهم ثلاثة من أبناء القبائل العربية الذين يقطنون مناطق غرب الإسكندرية ، فانقلبت الموازين بتغيير التحالفات حيث تحالف المرشح سعد الفقى فى المرحلة الأولى مع المهندس حسن خيرالله وجاءت الإعادة لتتغير التحالفات فقد ذهب الفقى - الذى جاء فى المرتبة الأخيرة من ترتيب الحصول على الأصوات -وأنصاره لمقرعادل صابرعبدالكافى الذى جاء فى المرتبة الثالثة ليعلن تحالفهما معاً ودائرة مينا البصل واللبان لا تقل سخونةً عن الدوائر الملتهبة حيث أغلبية سكانها من الصعايدة خاصة أبناء النزات وجهينة ، فقد دخل جولة الإعادة نجل تاجر الأخشاب الشهير رشاد عثمان و نجل رجل الأعمال عدلى إسماعيل والأثنان من جهينة ومعهما محمد الكورانى واللواء مصطفى راشد المستقلان ، وتبدو التحالفات هنا غريبة.